سياسةمحليات لبنانية

جرس إنذار بري لأديب : التقية السياسية لا تحمي ولادة الحكومة

 


كتب حسين حاموش
صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس نبيه بري بيان أكد فيه على أن "المشكلة ليست مع الفرنسيين. المشكلة داخلية ومن الداخل".
وأبلغ الرئيس بري الرئيس المكلف تشكيل الحكومة د.مصطفى أديب  :"من عندياتنا ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس بالحكومة" (… عدم الإنتماء الحزبي وعدم الإنتماء النيابي .وفيتوات على وزارات والإستقواء بالخارج وعدم اطلاق مشاورات …).
وابلغ الرئيس المكلف د. مصطفى أديب ( حسب بيان المكتب الإعلامي ) "بإستعدادنا ( الرئيس بري ) للتعاون أقصى الحدود في كل ما يلزم لإستقرار لبنان وماليته والقيام بالإصلاحات وإنقاذ اقتصاده ".
الجميع يعرف في الداخل والخارج أن الرئيس بري ليس شخصية عادية أو انفعالية أو صدامية، بل هو شخصية وطنية بامتياز بشهادة الخصم والحليف والبعيد والقريب.
وهو كابد المسؤولية  أمانة حتى العظم، فوجد فيها محكا لمعدن الرجال ،فكان كبيراً من الكبار  رغم أنف الجاحدين .وكثيرون غيره سقطوا أقزاماً رغم أنف المبخرين .أو أشباه مسؤولين رغم انف المنافقين.
وهو من طينة الأبرار  قدراً واختياراً . أحب لبنان وطناً .وعاشه رسالة .ومارسه قضية. واختاره رجاء وأملاً عوضاً عن الكراهية والبغضاء.
وهمه أن يبقى لبنان، وأن تحرر كامل أراضيه التي مازالت تحت الإحتلال الإسرائيلي ،وأن يعز شعبه وأن تصان  ديمقراطيته.
على الرئيس المكلف بتأليف الحكومة أن يدرك المعنى والقصد مما جاء في الفقرات التي ذكرناها (من بيان المكتب الإعلامي للرئيس بري ).
وعلى الرئيس المكلف أن يتذكر بيت الشعر :" إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم ".
وللرئيس المكلف أن يعرف أن الرئيس بري يتسامح ويسهل الأمور إلا بما يخص الصلاحيات الخاصة بكل من السلطتين التشريعية والتنفيذية (أي مجلس النواب،ورئاسة الجمهورية ، والحكومة رئيساً ووزراء)…
والجميع يعرف في عهد المرحوم الرئيس الهراوي ،طلبت رئاسة احدى الحكومات آنذاك من المجلس النيابي منحها صلاحيات تشريعية بموجب مراسيم تشريعية ،فرفض الرئيس بري رفضاً قاطعاً التنازل عن صلاحيات المجلس النيابي ،واكد للجميع ،لرئيسي الجمهورية  والحكومة ولبعض الوسطاء ولكبار  النافذين ( وما ادراك ما هم انذاك) "ان اعادة البناء والاعمار والنهوض بلبنان من جديد تطلب تكاملاً  بين  السلطتين التشريعية والتنفيذية وليس تفردا من الحكومة عبر  اصدار مراسيم تشريعية من قبل الحكومة، بمعنى ان عملية اعادة الإعمار والنهوض تحتاج الى ورشة تشريعية إنقاذية مستدامة".
وهكذا اقتنع رئيسا الجمهورية والحكومة آنذاك وبدأت رحلة إعادة البناء و الإعمار  والنهوض بلبنان . "ويا دار ما دخلك شر".
أحد النافذين في المرحلة المذكورة -رحمه الله – سئل من قبل أحد زائريه و ما أكثرهم آنذاك : "شو مشي الحال بين الرؤساء الثلاثة "فأجاب : " والله أبو مصطفى معه حق . يا أخي الحكومات بتجي وبتروح وبتستقيل حكومة وبتتألف حكومة بديل لها . بس مين من الرئيسين بيتحمل استقالة الرئيس بري .برأيكم ما بيخرب البلد …".؟؟
وهكذا بدأت مرحلة النهوض والاعمار ولعلها كانت مرحلة من اهم مراحل لبنان، تكامل فيها مجلس النواب (رئيساً ونواباً) مع الحكومة (رئيساً ووزراء). وكان الفضل آنذاك للرئيس نبيه بري باعتراف رئيسي الجمهورية والحكومة آنذاك.
على ضوء ما ذكر أعلاه،
لا مصلحة للرئيس المكلف د. مصطفى أديب بالإكثار من " التقية السياسية" في ما يتعلق بتأليف الحكومة (أسماء وحقائب ).
"التقية السياسية " لا تحمي ولادة الحكومة العتيدة من أي عرقلة … او وضع خطوط حمر من هذا الطرف او  ذاك . ولا يجوز ان يتشارك الرئيس المكلف بالتأليف مع شخص أو شخصين …
في هذه الحالة لا يسهل الرئيس أديب عمل حكومته كما  يشتهي او وفق ما رسمه أو رُسِم له … بل تنتظره مرحلة صعبة قبل وبعد الثقة .من الأسئلة والاستجوابات التي قد تؤدي في توقيت معين الى سحب الثقة او
الاستقالة…
ليدرك الرئيس المكلف كيف اعترفت الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بفشلهما بإجراء الإنتخابات النيابية المبكرة بعد العجز من تأمين استقالة القسم الأكبر من النواب .
وللتذكير  كان الرئيس بري قد سبقهما (لفرنسا واميركا ) بإعلانه في الجلسة النيابية التي تلت استقالة حكومة الرئيس حسان دياب  عن إفشال مؤامرة اسقاط المجلس النيابي .
دولة الرئيس أديب ،كثيرون قبلك عملوا بنصيحة: " تعرفوا على ( الرئيس ) نبيه بري جيداً لأنكم ما بتعرفوه بعد .
من تعرّف عليه حقق مبتغاه ،ومن لم يتعرف عليه بكّر بالسقوط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى