شعر باسم بجوق – الحوار نيوز
جئناهم نلتمس ظلاً
قيل ارجعوا وراءكم
فالتمسوا ظلا
إن هي إلا كلمةٌ
ومن ورائكم لهيب اشتياقٍ
إلى يوم ترحلون
هذي الشمس تتقد فوق كل التضاريس
والأرض أضحت صعيداً جرزا
لم يعد للزيتون أي ظلٌ
كانت كوفياتهم تظلل حتى نباتات الحقول وغلالها
ما دنت قطوفها
وما كانت بعيدة…
جئناهم نلتمس شموخاً
قيل ارجعوا وراءكم
فالتمسوا شموخا
تلك السنديانات الشامخاتُ
قد تقاذفتها الدهورُ
هوت كأطواد تلالنا
كأحلامنا، كأقلامنا
كصخورٍ شيدوا بها أركان حجراتٍ
لنتخذها مدارس وكراساتٍ
مدادها حبرٌ من أوردتهم
وآمالهم التي أورثوناها
ما أطهر آمالهم وأبسطها
كحالهم هي فريدة…
جئناهم نلتمس وجداً
قيل ارجعوا وراءكم
فالتمسوا وجدا
ومن ورائكم تيه أفئدةٍ
إلى يوم تُقبضون
هذي صفحات قلوبنا خاويةٌ على عروشها
وترابنا قاحلٌ رغم ضخامة محاريثنا
هم كانوا يزرعون الأرض حبٍّا وحُبَّا
تيناً مختلفةً ألوانهُ
وتسبيح صلاةٍ عذبا
كانت تجاعيد وجوههم تتلو للقمح والزرع الخضيبِ
تراتيل تبث في دساكرنا إغفاءةً
لكم كانت تلك الدساكر ترجو باريها أن يمد في أعمارهم
لتغدو الإغفاءة طويلةً مديدة…
أيها الطالعون جوىً من كل الجهات
أيها المنبعثون حرقةً في كل الفصول والأوقات
يا من ترادفون المواسم والعناصر والزرع والقطاف
تلك وجوهكم لا زالت
تطرز وجه الشمس في الصباحات
تلك نجوى سمركم لا زالت
تجتذب مسامع النجوم في المساءات
تلك أحداق عيونكم لا زالت
ترسم هالات ظل وشموخٍ ووجدٍ
كلما حاولنا إتيانها
قيل ارجعوا وراءكم
فالتمسوا ما تلتمسون
ومن ورائكم دمعٌ منسكبٌ في صبابة العمرِ
حسراتٍ وآهاتٍ لا تتقادمُ
بل هي في كل حينٍ جديدة…