منوعات

تمييل القلب او القسطرة ..ما لها وما عليها

هو الفحص الدقيق والأساسي الذي يعطينا فكرة أساسية عن وضع الشرايين التاجية للقلب.فهناك عادة" ثلاثة شرايين أساسية للقلب هي:الشريان الأمامي النازل (LAD) ،والشريان الخلفي (CX) اللّذين ينبعان من النهر الكبير الأيسر (Left  main)ويغذيان القسم الأكبر من عضلة القلب الأيسر، والشريان الأيمن للقلب ( RCA) الذي يغذّي المنطقة اليمنى والسفلى من القلب.
ولكل من هذه الشرايين فروع تختلف أهميتها و حجمها حسب كل مريض.هذا الفحص يجري عادة" من منطقة الفخذ(الشريان الفخذي) أو شريان المعصم(الشريان الكعبري)، ويجري تحت بنج موضعي دون بنج عام لمنع تعريض المريض لمخاطر كبيرة قد تتعلق بالبنج العام .
ويصل الطبيب الى فوّهة شرايين القلب بواسطة أنواع مختلفة من المسابر(جمع مسبر)وهو انبوب طويل يتم ادخاله في الجسم على سِلك معدني دقيق. ويصل المسبر الى فوّهة الشريان التاجي ويتم عندها حقن مادة ملوّنة (اليود) وأخذ صور مختلفة من عدة زوايا لهذه الشرايين لمعرفة أماكن الانسداد وأهميّتها.
هذا الفحص يعطي خارطة دقيقة لحالة شرايين القلب ويُحدد اهمية الاصابات وخطورتها ويسمح لنا بتحديد نوع العلاج الذي أصبح في عام 2018 ممكنا" في حوالي 70 الى 80 بالمئة من الحالات بواسطة عمليات التوسيع بالبالون والراسور.على أنّ الحالات الصعبة أو التي يوجد فيها تفرّعات وتكلّسات واعوجاجات كثيرة تبقى من حصة جراحة القلب التي تبقى الحلّ الأوحد المتوفر حاليا" لحوالي 20 الى 30 بالمئة من المرضى الذين لا يمكن علاجهم بالطرق التدخلية . وسوف نتحدث لاحقا" تفصيليا" عن هذه المواضيع.
وحالياً يعتبر هذ الفحص هو الفحص الأساسي لمعرفة ما اذا كان المريض مصاب بمرض تصلّب الشرايين التاجية لللقلب . ولا مخاطر كثيرة من إجرائه  طبعاً في حال عدم وجود حساسية على المادة المُلوّنة،  وفي حال وجود حساسية يتم تحضير المريض بالأدوية المناسبة – مضادات  الحساسية.
قبل ٤٨ الى ٧٢ ساعة قبل الفحص. 
اما المخاطر او الإختلاطات الجانبية لهذا الفحص فقد اصبحت قليلة جداً حالياً مع تطور الطب وإستعمال شريان المعصم من اجل التمييل. وقد كنا نشهد في الماضي حالات نزيف   او التهابات قد تكون خطيرة في منطقة الفخذ ،لكن إستعمال شرايين الفخذ اصبح قليلا جداً حالياً ونلجأ اليه في حوالي ٥ بالمئة من الحالات. أما عند إستعمال شريان المعصم فهناك إختلاطات اقل بكثير وهي تتراوح بين حالة نزيف قليل ومن السهل مراقبته في هذه المنطقة من خلال الضغط على منطقة الشريان ، واحياناً قد نشهد بعض حالات الإنسداد في الشريان الكعبري  ( حوالي عشرين في المئة من الحالات) ولكنها تبقى حالات قليلة الأعراض او من دون اية اعراض بسبب وجود شرايين اخرى مهمة او جانبية تُغذي منطقة اليد . ولذلك  لا تزيد اعراض ذلك عن بعض الألم او التخدير او التنميل في اليد والذي سرعان ما يزول مع الوقت .
اما المخاطر الأخرى التي قد يتعرض لها المريض خلال القسطرة فهي  ضئيلة جداً ،ولكنها قد تكون احياناً خطيرة وهي تتراوح بين حالة الحساسية على المادة الملوّنة والتي ذكرناها سابقاً ،وبعض حالات لعيان النفس او الإستفراغ عند حقن المادة الملوّنة، ولذلك على المريض ان يبقى على الريق اي من دون طعام قبل خمس ساعات على الأقل من إجراء الفحص . وكذلك قد يحدث تباطؤ في القلب مع وجود هبوط في الضغط نتيجة الخوف والقلق، وهي حالة علاجها سريع بحقن مواد تساعد على رفع الضغط وزيادة الضغط الشرياني . وقد تحدث بعض حالات الإضطرابات الخطيرة في ضربات القلب ، خاصة عند تلوين الشريان الإيمن للقلب. وفي بعض الحالات النادرة  قد يتعرض المريض لذبحة قلبية او لتمزق في الشريان الرئيسي الأيسر او الأيمن ،ولكن كما ذكرنا سابقاً كل هذه الأحداث نادرة جداً في المراكز المتطورة وعلى يدي اطباء مُتمرّسين وأكفّاء .
وهنا نشير الى ان  نسبة كل الأعراض او الإختلاطات الجانبية لا تتعدى نسبة الواحد في المئة في الحد الاقصى . ولكن رغم ذلك يبقى  على  الطبيب ان يظل في حالة يقظة تامة لحصول مثل هذه الإختلاطات وعلى المريض ألا يخاف من هكذا فحوصات وان يطمئن لأن كل ذلك يبقى تحت السيطرة كما قلنا في المراكز المُتمرّسة   وعند الاطباء اصحاب التجربة .
* طبيب قلب تدخّلي – مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا  حدود


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى