بلينكن يمهّد لهوكشتاين
الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب طوني فرنسيس في نداء الوطن يقول:
عشية وصول وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن إلى إسرائيل كتبت صحيفة «هآرتس» أنّ الساحة الأقرب إلى التدهور هي لبنان، مشيرة إلى إطلاق «حزب الله» عشرات الصواريخ على قاعدة الجرمق الجوية. مع ذلك لاحظت الصحيفة أنّ «الطرفين (اسرائيل و«الحزب») يحرصان على السير بحذر وعدم تمزيق الحبال في الحلبة من خلال السلوك داخل معادلة الردع المتبادلة. »
على أنّ ما لاحظته «هآرتس» ومعها كثيرون في لبنان وإسرائيل وأميركا، هو المقولة الجديدة للأمين العام لـ «الحزب» حسن نصرالله التي يمكن أن «تدفع قُدُماً بالقناة الدبلوماسية بين إسرائيل ولبنان». فقد قال نصرالله في آخر خطاباته: «أمامنا فرصة تاريخية لتحرير كل اراضينا وتكريس معادلة تمنع العدو من خرق سيادتنا»، وهو كان يقصد إمكانية ترسيم الحدود البرية (بعد البحرية) الذي يعمل عليه مبعوث الرئيس بايدن الخاص آموس هوكشتاين الذي كان وقت الخطاب يجري مباحثات حول الموضوع في إسرائيل.
فكرة نصرالله ليست جديدة على الوسط السياسي اللبناني. بدأ طرحها مع زيارات هوكشتاين منذ نشوب قصة خيمتي «حزب الله» في حزيران الماضي، وتهديدات إسرائيل بإزالتهما، ثم إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في تموز الماضي أنّه تمّ إبلاغ الأمم المتحدة بأننا «على استعداد لترسيم كامل لكل الحدود الجنوبية» انطلاقاً من الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701.
لم تكن حرب غزة قد اندلعت عندما جرى عرض تلك الأفكار، وفي حينه كان قد سجل تقدم في شأن سبع من النقاط الحدودية المختلف عليها من أصل 13، إلا أنّ نقطة مزارع شبعا التي تعتبرها إسرائيل جزءاً من الجولان ويطالب بها لبنان بقيت عالقة لأنّ النظام السوري يرفض تقديم الوثائق اللازمة للأمم المتحدة والتي تثبت لبنانية المزارع التي يمتلكها لبنانيون منذ العهد العثماني.
مع ذلك يشير القرار 1701 إلى ضرورة حل هذه الموضوع، وهو كلف الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير حول سير تنفيذ البنود المتفق عليها في مجلس الأمن. وقد تأخر التنفيذ سنوات إلى أن اندلع الصراع الحالي وقرر «حزب الله» الانخراط مسانداً ومشاغلاً في معركة غزة، فصار العنوان الإسرائيلي إبعاد مسلحي «الحزب» عن الحدود، وعنوان «حزب الله» الإبقاء على معادلة الردع، أي على سلاحه، بعد تحقيق ما سيعتبره انجازاً يقدمه إلى اللبنانيين، قوامه استرجاع المزارع المحتلة والنقاط الحدودية المختلف عليها.
يشترط نصرالله لبدء عملية كهذه وقف الحرب في غزة، لكن إذا كان الثمن الذي سيناله هو بقاء السلاح بعد «استكمال التحرير»، فإنّ اجتهاداً في الخطاب ستوفره تطورات غزة المقبلة، مع تخفيف الحضور العسكري الإسرائيلي فيها وربما السماح بعودة الفلسطينيين إلى أرضهم المحروقة في الشمال، كما يدعو بلينكن في جولته الراهنة. وفي الاجتهاد الجديد ستكون اللحظة قد حانت لقطف «ثمار لبنانية» لا فلسطينية، وسيُعلن النصر على كل الجبهات.
في تلك اللحظة يحضر الشاب الوسيم هوكشتاين، الابن المدلل للرئيس بايدن، ليقدم هديته لمتناحرين أمكنهما تجنب السقوط في هاوية اللحظة الأخيرة والذهاب إلى حرب مدمرة لا تزال إسرائيل منشغلة بالتحضير لها رغم كل التحليلات.