سياسةصحفمحليات لبنانية

بشار الأسد في جدة: مرحلة عربية جديدة

 

الحوارنيوز -الأخبار

تحت ها العنوان كتبت الأخبار تقول:

 

ليس الرئيس السوري، بشار الأسد، الزعيم العربي الوحيد الذي وصل إلى مدينة جدّة السعودية، مساء أمس، بهدف المشاركة في اجتماع «جامعة الدول العربية» على مستوى قادة الدول، والذي سيُعقد اليوم. لكن، من دون أدنى شكّ، بدا وصول الأسد على متن طائرة رئاسية إلى مطار جدّة، الحدث الأبرز قبيل انعقاد القمّة، حيث حاز التغطية الإعلامية الأوسع، كما اهتمام المراقبين والمحلّلين العرب وغيرهم. وصل الحال بمراقبين غربيين، ممّن تابعوا وغطّوا الملفّ السوري على امتداد سنوات الحرب، إلى مراقبة إقلاع ومسار تحليق وهبوط الطائرة الرئاسية السورية التي نقلت الأسد، والتعليق على ذلك عبر حساباتهم على «تويتر»، بعبارات ملؤها «الخيبة» والإحباط، ممّا اعتبروه خطوات تسهم في «تقوية نظام الأسد». لكن، على أيّ حال، فإن الرئيس السوري، وبعد نحو 12 عاماً من تعليق عضوية بلاده في «الجامعة العربية» في تشرين الثاني 2011، سيجلس على مقعد سوريا اليوم، وسيلقي كلمة باسمه وباسم بلاده الخارجة منتصرةً من أتون الحرب.

وكانت قد تسارعت التحوّلات الديبلوماسية على الساحة العربية، بعد اتفاق «مفاجئ» برعاية صينية، أُعلن عنه في العاشر من آذار الفائت، وأسفر عن استئناف العلاقات الديبلوماسية التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران، وسرعان ما بانت آثاره على العديد من القضايا والملفّات، حيث بعد أقلّ من أسبوعين على الاتفاق، قالت السعودية إنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في هذا البلد، خلال أيام قليلة. ثمّ جاء لقاء عمّان الذي عُقد بداية الشهر، وناقش الأزمة السورية، بمشاركة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، ومهّد لإعلان عودة دمشق إلى الجامعة. عودةٌ تكرّست، رسمياً، عبر اجتماع لوزراء الخارجية العرب في السعودية قبل نحو أسبوعين، صدر في عقبه بيان أكد إعادة سوريا إلى شغل مقعدها، مع إبداء «الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حلّ الأزمة السورية وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء وتهريب المخدرات و»خطر الإرهاب»». كما «قرّر المجتمعون تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصّل إلى حلّ شامل للأزمة السورية». وذلك هو المسار ذاته الذي مشت فيه العلاقة المُستعادة بين السعودية وإيران، حيث انعقدت لقاءات واجتماعات مكثّفة على مستوى اللجان الوزارية، بعدما انعقدت أخرى على مستوى لجان أمنية، ثم جرى التوصّل إلى الاتفاق الكبير برعاية الصين.

يمثّل حضور الأسد القمة، الباب العريض أمام القيادة السورية لإنهاء عزلتها العربية

وبحسب مصادر «الأخبار»، فمن المتوقّع أن تعلن دمشق استعدادها لتدشين حملة لإعادة النازحين السوريين إلى البلاد – وهو ما يمثّل مطلباً أساسياً لدى الأردن ولبنان -، ولكن شرط أن تُنشئ الدول العربية، في المقابل، برعاية سعودية مباشرة، صندوقاً لدعم مسار عودة اللاجئين، وتأمين الظروف المناسبة لها. وتضيف المصادر أن «هذه الخطوة إذا ما تمّت، تكون دمشق قد بدأت من خلالها حصد المكاسب من الانفتاح العربي عليها، وإن كان ذلك ضمن ملفّ إنساني، لا سياسي ولا اقتصادي». ويمثّل حضور الأسد في قمّة جدّة، الباب العريض أمام القيادة السورية لإنهاء عزلتها العربية أولاً، والدولية لاحقاً، وإن كان الجزء اللاحق يحتاج إلى مزيد من الوقت، وربما تغيّرٍ في الظروف، لتَظهر معامله، خصوصاً في ظلّ الموقف الغربي المتصلّب، والذي تقوده واشنطن، الرافضة لإنهاء عزلة الأسد، وغير الداعمة للمسار الذي انتهجته السعودية وبعض الدول العربية الأخرى.
ومن المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمّة أزمتان رئيسيتان، إضافة إلى حضور الملفّ السوري، وهما: القتال المستمرّ منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمّد حمدان دقلو، وكذلك الحرب المستمرّة في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات. وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام المساعد لـ«جامعة الدول العربية» حسام زكي، في تصريحات إعلامية، مشاركة السودان في القمة. وقال زكي: «هناك مبعوث سوداني سيمثل رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان في القمة العربية»، مشيراً إلى أن «مشروع القرار المطروح بشأن السودان يأخذ في اعتباره كلّ التطوّرات، بما في ذلك التوقيع على إعلان جدة الإنساني الذي صدر منذ عدّة أيام، إضافة إلى عدد من الموضوعات الأخرى التي تمثّل أهمية في السودان». وبخصوص اليمن، ذكر السفير السعودي لدى اليمن، محمّد آل جابر، في مقابلة أخيراً مع وكالة «فرانس برس»، أن «أطراف النزاع في اليمن جدّيون بشأن إنهاء الحرب المدمّرة، لكن يصعب التنبّؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى