” اليونيسكو” تميّز بين شهداء الصحافة في العالم العربي!
ينظم المكتب الإقليمي في بيروت التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، مؤتمراً حول “تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والإعتداءات ضد الصحافيين في العالم العربي للعام 2018 ، وذلك يوم الجمعة الواقع فيه 2 تشرين الثاني المقبل في فندق الكورال بيتش في بيروت .
وتقول المنظمة في دعوتها للمشاركة في المؤتمر بأنها “تسعى الى ” تطوير الحوارات والاستراتيجيات لتعزيز التعاون الاقليمي حول سلامة الصحافيين، وانهاء الإفلات من العقاب في العالم العربي.
أضافت المنظمة أن المناقشات ستركز على “دور ووظيفة الصحافيين في مناطق الصراع، وعلى التحديات الفريدة لمكافحة الإفلات من العقاب في اوضاع متفاوتة يواجهها الاعلاميون في هذه المنطقة.
كما سيركز المؤتمر على تعزيز المشاركة مع القضاء في تحقيق العدالة فيما يتعلق بالجرائم والاعتداءات ضد الصحافيين. يُهدف من خلال ذلك الى تبادل أفضل للممارسات ومن خلال تحديد الخطوات المقبلة والحلول الملموسة، والى تعزيز مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين في البلاد العربية، وتسجيل هذه القضايا في اطار أكبر لحماية حقوق الانسان الأساسية”.
مبادرة المكتب الإقليمي ل “اليونيسكو” في إحياء اليوم العالمي لإنهاء الافلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضد الصحافيين بالتعاون مع وزارة الاعلام، هو موضع تقدير لدى مختلف قطاعات الجسم الإعلامي والصحافي في لبنان والعالم العربي الذي يبحث عن سبل تعميق تجربته الخجولة في الديمقراطية حيث وجدت، في بعض البلدان العربية والمعدومة في البلدان الأخرى، غير أن المنظمة ومن خلال البرنامج التفصيلي للمؤتمر تبدو وكأنها تستجيب الى مشيئة بعض الدول العربية التي لها سيرة حافلة في مجال القمع وارتكاب الجرائم المختلفة ضد الصحافيين.
وما يعزز القناعة بان “اليونيسكو” تحولت الى طرف سياسي أسوةً بسائر منظمات الأمم المتحدة، انها ميّزت بين شهداء الصحافة في العالم العربي فاعتبرت بعضهم شهيدا، ولم تعترف بالعض الآخر، كما هو حاصل مع شهداء الاعلام والصحافة السورية الذين سقطوا خلال الحرب والذين بلغ عددهم 46 شهيداً وفقاً لما اذاعه رئيس اتحاد الصحافيين السوريين موسى عبد النور خلال الاجتماع الاقليمي للصحافيين العرب الذين انعقد في مراكش اوائل الشهر الحالي، وقال عبد النور أمام المؤتمر :” إنّ سوريا تلقت لائحة من منظمة اليونيسكو لشهداء الصحافة في سوريا ولم يكن هؤلاء للاسف من بينهم. ودعا عبد النور المؤسسسات الدولية إلى احترام شهداء الاعلام جميعاً.
وعلى هامش المؤتمر نود ان نضيف على ملاحظة الزميل عبد النور بعض الملاحظات ذات الصلة:
1. أن بعض المشاركين في المؤتمر لاسيما من لبنان بلغ بهم الأمر في بعض مواقفهم السياسية -وليس الإعلامية -حد الدعوة الى إستباحة دم زملاء لهم وشخصيات سياسية، وتضمن خطابه السياسي لغة انطوت على كثير من التحريض الطائفي والمذهبي والكراهية، ما يدفعنا الى التساؤل ما هي المعايير التي تم على اساسها اختيار بعض الاسماء ليصنفوا كأشخاص قادرين على تحقيق ما تبغيه “اليونسيكو “.
2. هل يقتصر دور “اليونيسكو” على تنظيم مثل هذه المبادارت فيما تغيب المنظمة الدولية عن متابعة وملاحقة ما يتعرض له الزملاء الصحافيين من التضيق على الحريات في العالم العربي بشكل عام وفي دول الخليج العربي بشكل خاص، واين هي التقارير الدولية الخاصة بهذا الأمر؟
3. إننا نهيب ب”اليونيسكو” ان تبادر فوراً وقبل المؤتمر، الى رفع اقتراح إلى الجهات المختصة لدى الأمم المتحدة بإنشاء لجنة تحقيق دولية للكشف عن مصير الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، وأن ترفع تقريرها للأمين العام ولمجلس الأمن ليضع يده على هذا الملف الخطير.
4. إن إختفاء جمال خاشقجي والتوتر الحاصل على خلفية هذا الاختفاء بين الدولة التركية والمملكة العربية السعودية والمعلومات التي يتم تناقلها بشأن ” قتل مزعوم” لخاشقجي يجب أن يدفع الأمم المتحدة ومجلس الأمن للمبادرة ووضع اليد على هذا الملف يهدد الأمن والاستقرار الدوليين ، أسوةً بما قام به مجلس الأمن في تعامله مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 .
إن مصداقية “اليونيسكو” تكمن في متابعة قضايا الحريات في العالم العربي وفي الجرأة في قول الحقيقة، لا في عقد مؤتمرات تغييب عنها أبسط المعايير المهنية والموضوعية!