النصر للمغرب..والكأس لفلسطين (أحمد عياش)
بقلم د.أحمد عياش – الحوار نيوز
كنت اعلم اني ومهما حاولت التملّص من الانتماء فإن مباراة كرة قدم تعيدني لوطني العربي الكبير.تعيدني شئت ام أبيت الى صفوف الفدائيين العرب.الى خطوط المواجهة ضد اعداء الامة.
كلما ظننت اني كفرت ببلادي وبشعوبنا اجد نفسي اتلصص من خلف الحدود لأطمئن على صحة الأمة.
انا العربي المجروح والمثخن بالطعنات ما زلت افرح لهدف مغربي جميل اعاد البرتغال الى حدودها الطبيعية كما اعاد لاسبانيا وعيها.
لطالما ظننت اني استقلت من الانتماء ومن الوطن ومن الامة ومن الكفاح ومن التاريخ بعد تراكم الخيبات وغدر الحساد، الا اني في يوم من الايام وجدت نفسي احمل صناديق الادوية مع ثلة من المجانين مثلي لنعبر رفح ولنصل الى خان يونس لنصلّي على ارض فلسطين.
هو هدف.
هي مباراة لكرة قدم.
هي لعبة.
هو تنافس عالمي.
هي حرب في الخيال.
انما هي صرخة عفوية من الفرح وهي دقائق من الاستنفار كي ينتهي الوقت قبل انتقام البرتغال.
فاز المغرب.
ليس الامر بسيطا.
انه اقتحام لحاجز الخوف وانه تدمير لوهم اننا عاجزون ان نركل كرة وان نصيب الهدف بلا تكنولوجيا وبلا ادوات متطورة.
لا يهم ان فاز المغرب ببطولة العالم رسميا ،فيكفي اننا هنا عند آخر مشهد دولي.
ان شبيبة المغرب تسببوا ببكاء رونالدو الطيب .
ايها العربي.
ان اغمضت عينيك وفكرت بانجلترا وبفرنسا فإنك تظن ان المغرب سيواجه جيش الملكة باسطولها البحري العظيم وسيواجه فرنسا بطائراتها الميراج .
لا.
افتح عينيك.
انت تواجه احد عشر لاعبا مثلك واقل قوة واقل رشاقة منك، وتذكر ان كل منتخباتهم تضم رياضيين من اصل عربي او افريقي ساهموا في انتصاراتهم، وانك اقوى مما تعتقد وانك ان اردت فانك ستفوز بكأس العالم وان فزت فرجاء خاص منّا نحن العرب:
اهدوا الكأس لفلسطين…