سياسةشرق أوسط

النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية:راوح مكانك..أزمة الحكم مستمرة وتحركات لعزل نتنياهو

كتب واصف عواضة:

انتهت مساء أمس عملية فرز الأصوات للانتخابات الإسرائيلية للكنيست الرابع والعشرين ،وينتظر أن تعلن اليوم النتائج النهائية التي أظهرت استمرار أزمة الحكم في الكيان الإسرائيلي ،لتعذر حصول أي من المعسكرين المتقابلين على نسبة تؤهله تشكيل حكومة مريحة.

وفي حين بدأ الحديث عن إمكان الدعوة الى انتخابات خامسة خلال سنتين ،برزت مواقف حزبية تدعو الى سن تشريع يمنع متهما بمخالفات جنائية من تشكيل الحكومة،في إشارة الى الحؤول دون تكليف الرجل القوي زعيم الليكود بنيامين نتنياهو من تولي هذه المهمة.

وفي حين يحتاج معسكر نتنياهو الى 61 نائبا لتشكيل الحكومة ،لم يتخط هذا المعسكر ال59 نائبا، حتى بمشاركة حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت.ولعل المخرج الوحيد لنتنياهو يكمن في انضمام القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس الى معسكره،وهي فازت بأربعة مقاعد.لكن ما يدعو الى السخرية بنظر المراقبين أن تعمد كتلة إسلامية إنشقت عن القائمة العربية المشتركة الى إنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي ومعالجة أزمة الحكم في الدولة العبرية.

وقد بدا واضحا من خلال النتائج مدى الانقسام في المجتمع الإسرائيلي ،حيث تمكنت 13 قائمة انتخابية من الفوز من أصل 39 تقدمت للانتخابات،  بعدما حققت النسبة المطلوبة وهي 3.25 بالمائة من عدد المقترعين.

فبعد فرز الأصوات النهائي، تبين أن نسبة التصويت العامة بلغت 67.4%، ووصل عدد الأشخاص الذين مارسوا حقهم بالاقتراع إلى 4 ملايين و420 ألفا و677 ناخبا، وجاءت نتائج الفرز التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية كالآتي:

  1. “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو 30 مقعدا.

  2. “يش عتيد” برئاسة يائير لبيد 17 مقعدا.

  3. “شاس” برئاسة أرييه درعي 9 مقاعد.

  4. “كاحول لافان”، برئاسة بيني غانتس 8 مقاعد.

  5. “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت 7 مقاعد.

  6. “العمل” برئاسة ميراف ميخائيلي 7 مقاعد.

  7. “يهودوت هتوراه” برئاسة موشيه غفني 7 مقاعد.

  8. “يسرائيل بيتينو” برئاسة أفيغدور ليبرمان 7 مقاعد.

  9. “الصهيونية الدينية” برئاسة بتسلئيل سموتريتش 6 مقاعد.

  10. “ميرتس” برئاسة نيتسان هوروفيتش 6 مقاعد.

  11. “تيكفا حداشا” برئاسة غدعون ساعر 6 مقاعد.

  12. “القائمة المشتركة” برئاسة أيمن عودة 6 مقاعد.

  13. “القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس 4 مقاعد.

وتكرس هذه النتائج الجمود قي الواقع السياسي الإسرائيلي وعودة إلى المربع الأول قبل انتخابات الكنيست الـ21 في نيسان/ أبريل الماضي، في ظل عدم قدرة أي من المعسكرين على حسم المعارك الانتخابية المتتالية والحصول على أغلبية تتيح تشكيل حكومة إسرائيلية مستقرة، وسط عدم تجانس في الهوية السياسية والأيديولوجية لدى المعسكر المناوئ لنتنياهو.

Leader of the Israeli Labour Party (HaAvoda) Merav Michaeli poses for a photo session during an interview with Agence France-Presse (AFP) at the party’s headquarters in Tel Aviv on March 1, 2021. – Tasked with reviving an Israeli Labor party seen as near death just weeks ago, new leader Merav Michaeli is campaigning for social democracy, feminism and environmental issues. (Photo by EMMANUEL DUNAND / AFP)

في هذه الأثناء، باشر قادة أحزاب المعسكر المناوئ في عقد اجتماعات لفحص إمكان اختراق الجمود الحاصل، حيث عقدت رئيسة حزب “العمل”، ميراف ميخائيلي، اجتماعا مع رئيس حزب “يش عتيد” يائير لبيد، لمناقشة التعاون المحتمل لتشكيل ائتلاف لتغيير واستبدال نظام نتنياهو؛ وتقرر إجراء مزيد من المحادثات في وقت لاحق، بحسب ما جاء في بيان مشترك صدر عن الحزبين.

من جانبه، شدد رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” أفيغدور ليبرمان، على ضرورة سن قانون يمنع متهما بمخالفات جنائية من تشكيل الحكومة، ودعا قادة أحزاب المعسكر المناوئ إلى دعم مشروع القانون، وقال: “أنا ملتزم ببذل كل ما في وسعي لمنع انتخابات جديدة”.

وأضاف في تغريدة على “تويتر” أن “المرحلة الأولى (للتغيير) هي من خلال (سن) مشروع قانون يمنع عضو كنيست مع لائحة اتهام من الترشح لتشكيل الحكومة. وأتوقع من جميع الأطراف التي تأمل في التغيير الذي تحدثوا عنه خلال الأشهر الأخيرة، تحمل المسؤولية والانضمام إلى (دعم) هذا القانون”.

 وقال رئيس حزب “تيكفا حداشا” غدعون ساعر، بعد وقت قصير من إعلان النتائج وبعد أن أصبح واضحا أن كتلة نتنياهو لن تحصل على أكثر من 59 مقعدا: “من الواضح أن نتنياهو ليس لديه أغلبية لتشكيل حكومة تحت قيادته. يجب الآن اتخاذ إجراءات للتوصل إلى إمكانية تشكيل حكومة تغيير. وكما أعلنت ليلة الانتخابات: الاعتبارات الشخصية لن تكون بالحسبان”.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني أن ساعر وليبرمان شرعا بالفعل بقيادة تحركات أولية في الكنيست الجديد، تهدف في المرحلة الأولى إلى عزل رئيس الكنيست عن الليكود، ياريف ليفين، لفتح إمكانية دعوة الهيئة العامة للكنيست للانعقاد وتشكيل اللجنة المنظمة والبدء بالعملية التشريعية.

وكان الرجل الثاني في حزب ساعر، الوزير السابق زئيف إلكين، قد صرّح لوسائل إعلام إسرائيلية، بأن حزبه سيعيد دراسة إمكان سن قانون يمنع نتنياهو – المتهم بملفات جنائية – من تشكيل حكومة، علما بأنهما كانا قد عارضا ذلك سابقا. واعتبرا أن القانون هو قانون شخصي وموجه ضد نتنياهو حصرا، غير أن الجمود في الواقع السياسي ونتائج الانتخابات تحتم “دراسة ذلك مجددا”، على حد تعبير إلكين.

بدوره، اختار الوزير السابق الذي كان قد انضم إلى حزب ساعر، يوعاز هندل، أن يرد على رسائل الليكود الضاغطة والتي تطالبه بالانشقاق عن ساعر والانضمام إلى حكومة يمينية برئاسة نتنياهو، وأشار إلى ضرورة “تنظيف” الحلبة السياسية وتشكيل “حكومة تغيير”، وذلك في تغريدة مرمزة حملت تعبيرات تتعلق بعيد “الفصح” اليهودي الذي يحل في الـ27 من آذار/ مارس الجاري.

في المقابل، ووسط تخوف نتنياهو من تشريع يمنع تكليفه بتشكيل حكومة، شن الليكود هجوما على مبادرة تنضوي عن سن مثل هذا القانون، ووصف، في بيان صدر عنه، ما بات يوصف بـ”كتلة التغيير” بأنها معادية للديمقراطية؛ وقال إن “التغيير الوحيد الذي يريدونه حقًا هو سن قوانين معتمدة فقط في إيران لتصفية المرشحين وإلغاء الانتخابات الديمقراطية وإبطال أكثر من مليون صوت للمواطنين الإسرائيليين”.

 يبقى أن لجنة الانتخابات ستعلن رسميا النتائج النهائية اليوم الجمعة ،وسترفع هذه النتائج في 31 آذار الجاري ، الى الرئيس الإسرائيلي الذي يفترض أن يبدأ على الفور اتصالاته برؤساء الأحزاب والكتل الفائزة من أجل تكليف رئيس الوزراء الجديد في مهلة سبعة أيام.وسيكون أمام الرئيس المكلف أربعة أسابيع قابلة للتمديد أسبوعين لتقديم التشكيلة الحكومية الى الرئيس الإسرائيلي.وفي حال فشله في ذلك تبدأ مشاورات أخرى لتكليف رئيس جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى