سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:استحقاقات لبنان الى الثلاجة..والترسيم محفوف بالنار

 

الحوارنيوز – خاص

22 يوماً لإنتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون، فلا الحكومة تألفت ولا صورة الرئيس تبلورت، أما ترسيم الحدود البحرية فمعلّق نتيجة تجاذبات ومزايدات داخل دولة الاحتلال ما يفتح الملفات بأسرها على إحتمالات متعددة.

ماذا في تفاصيل افتتاحيات صحف اليوم؟

  • صحيفة النهار عنونت: ملفّ الترسيم عالق على الضغط الأميركيّ

وكتبت تقول:

قد تكون المفارقة الأكثر اثارة للاهتمام والتي تشكلت في الساعات الأخيرة تتمثل في عدم سقوط رهان كل من لبنان وإسرائيل على الوساطة الأميركية لمنع انهيار اتفاق الترسيم للحدود البحرية، ولو ان الحيز الأكبر من المعطيات المتصلة بهذا الملف تشير الى تعاظم خطر انهيار هذا الاتفاق. ومع ان ضجيج الرفض الإسرائيلي اول من أمس للتعديلات والملاحظات اللبنانية على الاتفاق الذي وضع نصه الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، لم يترك مجالا واسعا او هامشا كبيرا لتوقع تعويم الاتفاق والحؤول دون تجميده او انهياره، نظرا الى تمسك لبنان بهذه التعديلات، ولا سيما منها ما يتعلق بالنزاع على “خط العوامات” الذي يرفض لبنان اعتباره خطا حدوديا، فان ذلك لم يسقط ما قد يصح اعتباره الفرصة ما قبل الأخيرة المتاحة امام الوسيط هوكشتاين لاحتواء معالم التصعيد قبل تدحرجه في اتجاهات خطيرة. هذه الفرصة بدت ظروفها واقعية على طرفي النزاع، اذ لم يخف المسؤولون اللبنانيون المعنيون بملف التفاوض الذي أدى الى صياغة مشروع اتفاق الترسيم أمس، بأنهم انتظروا اخطارا خطيا جديدا من هوكشتاين حول الموقف الأميركي من الرفض الإسرائيلي التفصيلي للملاحظات والتعديلات اللبنانية، وما يقترحه الوسيط الأميركي للمضي في التفاوض بما يعكس عدم القطع مع المفاوضات ولو من منطلق التمسك بالتعديلات المبلغة الى هوكشتاين. وفي المقابل لم يحجب ضجيج التصعيد الإسرائيلي على خلفية الأجواء الانتخابية عودة التقليل من التهويل بمواجهة حربية من جهة، وترقب ما سيقوم به هوكشتاين مع الجانب اللبناني، ولو ان الجديد الذي سجل في هذا السياق تمثل في التلويح المتجدد باجراء تجارب في حقل كاريش في الأيام القليلة المقبلة .

وأعلنت الخارجية الأميركية مساء أمس انها لا تزال تعتقد ان التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكنا وسنواصل العمل مع لبنان وإسرائيل لحل الخلافات القائمة.

وغداة رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية على اتفاق الترسيم، أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون ان لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية. وافيد ان هوكشتاين يفترض ان يسلم الى نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه بما يعني أن التفاوض مستمر وقد انتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في أجواء هادئة بعيدة من التشنج.

اما في المقلب الإسرائيلي فأفادت صحيفة “إسرائيل اليوم”، بأن “المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز (كاريش) خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل”. وأشارت إلى أن “التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ”.

 

الملف الرئاسي

اما في المشهد الداخلي فرسمت علامات شكوك متزايدة أمس حول الجلسة الثانية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية في الثالث عشر من تشرين الأول الحالي اذ تبين ان “تكتل لبنان القوي “يتجه الى مقاطعة الجلسة لتزامنها مع ذكرى عملية 13 تشرين الأول 1990 وقد يماشيه “حزب الله”. ومع ان أي كتلة أخرى لم تتخذ موقفا من هذا الموضوع فان الغموض الذي يحيط بالاجواء قد يساهم في اثارة مزيد من البلبلة حول موعدها .

  • صحيفة الأخبار عنونت: لبنان يرفض التعديل: حقّنا ثمن الاستقرار

وكتبت تقول:

في وقت هدأ «القصف» السياسي الإسرائيلي على مشروع اتفاق الترسيم البحري مع لبنان، تسلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين رسالة تتضمن الملاحظات الإسرائيلية على المسودة وتعليقات العدو على التعديلات اللبنانية المقترحة، وسط مناخات في بيروت لا توحي بوجود عقبات كبيرة، مقابل انشغال العدو بانعكاسات موقفه من المطالب اللبنانية على الجمهور الإسرائيلي.

وفيما أعلن الرئيس نبيه بري أن لبنان غير معني بكل السجال الإسرائيلي المتعلق بالانتخابات، شدّد مصدر رسمي على أن ليس للبنان ما يقدمه من تنازلات، وهو الموقف الذي نقله زوار الرئيس ميشال عون عنه أمس، وفيه أن لبنان «يقف على أرض ثابتة، وقال ما لديه عن وعي وعلم، وأن الرد على آخر رسالة من هوكشتين سيكون واضحاً وقريباً جداً». ‏بينما أعلن عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه «لن يكون هناك استخراج من كاريش قبل تحقيق مطالب لبنان».

وقال المصدر إن الجميع، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يعرفون أنه لا يمكن التسويف والمماطلة في الملف أكثر مما حصل حتى الآن. كما يعرفون أن لبنان لا يهتم بالتهديدات الصادرة عن قادة العدو السياسيين والعسكريين. وأن المعادلة واضحة وبسيطة: الاستقرار ثمنه حصول لبنان على كامل حقوقه.

وتحدث المصدر عن مساع أميركية للعمل على صياغات مختلفة للبنود الواردة في المسودة، مشدداً على أن أي محاولة جديدة لإطاحة تعديلات لبنان ستواجه بالرفض، خصوصاً المسألتين اللتين تتعلقان بخط الطفافات حيث يصر لبنان أنه لا صفة قانونية لهذا الخط لا الآن ولا لاحقاً، وأن ما يجري هو ترسيم لحدود المناطق الاقتصادية وليس للحدود بين طرفين، كما أن للبنان الحق الكامل في العمل في حقل قانا وغيره من دون انتظار موافقة مسبقة من العدو بحجة أن إسرائيل تريد اتفاقاً مع شركات التنقيب.

وعلمت «الأخبار» من مصادر بارزة أن الفرنسيين دخلوا على الخط بعد التصعيد الإسرائيلي. ونقل الجانب الفرنسي رسالة عبرَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن «إسرائيل لا تنوي التصعيد». وقالت المصادر إن «الأميركيين يقفون وراء الموقف الإسرائيلي لا سيما في النقطة المتعلقة بالتعويض المالي، فالولايات المتحدة هي وراء فكرة التعويض لمساعدة حكومة لابيد على مواجهة الحملة التي يتعرض لها قبل الانتخابات الإسرائيلية»، والإصرار على كلمة تعويض «يهدف إلى تصوير كأن إسرائيل نجحت في انتزاع إقرار لبناني بأحقيتها في حقل قانا».

  • الأنباء: استحقاقات لبنان الى ثلاجة الانتظار.. الترسيم مؤجّل وجلسة الرئيس بلا نصاب

وكتبت تقول: سيعود ملف ترسيم الحدود إلى الأدراج بعدما كان الحاضر الأول في الأسابيع الأخيرة بفعل الرفض الإسرائيلي الذي استجد بعد إرسال لبنان ملاحظاته وتعديلات إلى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. إلّا أن الانقسام الداخلي في إسرائيل حول القضية والانتخابات الاسرائيلية هما السببان المرجّحان لتطيير الإيجابية الإسرائيلية وليس المطالب اللبنانية، وبالتالي من المتوقّع أن يبقى الملف مجمّداً إلى ما بعد الاستحقاق الإسرائيلي للبتّ به.

لن يتراجع لبنان عن التقدّم الذي حققه في الملف مبدئياً، وسيبني عليه حالما تنتهي تل أبيب من ترتيب أوراق الحكم فيها بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة، إلّا أن عودة زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو إلى السلطة في حال فاز حزب الليكود بالاستحقاق قد يخلط الأوراق من جديد في حال بقي على موقفه الرافض للاتفاق، والذي يعتبره استسلاماً للبنان وحزب الله، وعندها سيعود الملف إلى المربّع الأول.

لكن الصورة ليست بالسوداوية المطروحة، بل إن المفاوض الأميركي لم يكشف عن كامل أوراقه، وضغط أزمة الغاز في أوروبا والتصعيد الروسي سيكونان ضمن العوامل المسرّعة لعقد الاتفاق وبدء التنقيب والاستخراج في منطقة شرق البحر المتوسّط. كما أن عودة رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد إلى سدّة الحكم ستعني الاستمرار بالمفاوضات من حيث توقّفت، لكن لبنان سيخسر شهراً إضافياً في هذه الحلقة الفارغة.

داخلياً، استسلم الجميع لفكرة الفراغ المنتظر على كافة الأصعدة، فالانتخابات الرئاسية لن تتم قبل انتهاء عهد ميشال عون بحكم غياب التوافق، ولا أفق لتشكيل الحكومة مع اتساع الفجوة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في ظل السقوف العالية التي يطرحها الأخير والمطالب التعجيزية، وسيقتصر دور مجلس النواب على انتخاب رئيسٍ للجمهورية بعد انتهاء العهد.

بالعودة إلى ملف ترسيم الحدود، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة إلى أن “الانتخابات الإسرائيلية عامل أساسي في ما يحصل، وهجوم نتانياهو على لابيد ووزير دفاعه بيني غانتس اتهامهما بالتنازل يصب في السياق نفسه”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت خواجة إلى أن “لابيد يتعرّض لضغط كبير من معكسر نتانياهو على إثر البروباغاندا التي يقودها الأخير، وقد يتأخر الملف حتى الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي في تل أبيب، لكني أستبعد تطيير الاتفاق بشكل كامل، فالأميركي مستعجل ويريد إنجازه، كما أن الغاز سيكون بديلاً للغاز الروسي، وإلى ذلك، واشنطن لا تريد توتراً وحرباً في المنطقة، وبالتالي تعطيل تدفق الغاز إلى أوروبا”.

واعتبر خواجة أن “خيار الحرب وارد، وإذا أراد الإسرائيلي التنقيب الاستخراج من حقل كاريش فذلك قد يكون فتيل حرب، خصوصاً وأننا ممنوعون منذ أكثر من 12 عاماً من التنقيب والاستخراج”، لافتاً إلى أن “الأيام كفيلة بتبيان حقائق عن البلوك رقم 4 الذي مُنعنا من الاستخراج منه”.

وشدّد على أن “الموقف اللبناني ينطلق من حقوقنا، وهذه ثروات لا يمكن التنازل عنها، كما أن الملاحظات التي تم تقديمها وفق التسريبات ليست شكلية، بل إنها محورية، فخط العوامات الذي تريد إسرائيل اعتماده ليس تفصيلاً، كما أن حقل قانا للبنان بشكل كامل، ولا شيء لهم فيه”.

وعن احتمال وجود فراغ رئاسي ووزاري عندما يحين موعد الاتفاق، ذكر خواجة أن “حكومة تصريف الأعمال موجودة، الموضوع وطني كبير يستأهل اجتماع مجلس الوزراء حتى ولو كانت الحكومة تصرّف أعمالاً”.

أما وعلى الخط الحكومي، فقد كشف عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية معلومات لـ”الأنباء” مفادها أن “لا حكومة في الأفق، وعلى الرغم من غياب التوافق والفراغ الطويل الذي ينتظرنا، فإن لبنان أقرب لانتخاب رئيسٍ منه إلى تشكيل حكومة جديد”، لافتاً إلى أن “خلاف يتمحور حول مطالب باسيل والحصص التي يريدها”.

وعن جلسة انتخاب رئيس جديد في 13 تشرين، توقّع عطية ألا يكتمل نصاب الجلسة فلا تنعقد، “ولكن في حال إتمام النصاب، فإننا سنشارك وسنصوّت “لبنان” مبدئياً، ولكن بانتظار ما يستجد الأسبوع المقبل”.

إذاً دخلت الملفات اللبنانية مرحلياً في ثلاجة الانتظار بانتظار استحقاقات أكبر منه تبدأ في تل أبيب ولا تنتهي في طهران، وسيكون من الصعب التنبؤ منذ الآن بما تخبئه الأيام المقبلة لكل هذه الاستحقاقات.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى