سياسةمحليات لبنانية

المكيدة :المتآمر لم يذهب بعيدا بعد؟


            

رغم مرور حوالي الشهرين على انتفاضة الشارع ضدّ السياسات المالية والمعيشية وضد الفساد، ومن اجل استرداد الاموال المنهوبة من السلطات المتعاقبة ، حافظت الاضطرابات على ايقاع سلميتها،اللهم الا بعض الصدامات مع القوى الأمنية، رغم ان الفرص كثيرة للمتآمر الخبيث ما يستدعي الغرابة.
– لم يحصل اي حادث اغتيال او انفجار دموي ،ما يعني ان المتآمر لم يقرّر بعد اشعال حرب اهلية ،وربما منعا لموجات هجرة أولا، وثانيا منعا لتشعب المقاومة الى مقاومات غير منضبطة عند حدود فلسطين الشمالية .
– رغم استفزاز المصارف للمودعين اللبنانيين الذين تعرضوا لاكبر عملية احتيال في التاريخ عبر استدراجهم لتجميد اموالهم بفوائد عالية مع تطمينات على اعلى المستويات، ثم حجزها بحجج لم تقنع أحدا، لم يحصل اي ردّ فعل عنفي دموي في أروقة المصارف ولم ينهار البلد ماليا رغم المئة مليار دولار  من الديون ،ما يعني ان قرار افلاس لبنان ليس قرارا داخليا او نتيجة حسابية منطقية، انما هو قرار اميركي واضح بعدم انهيار الوضع المالي كليا في لبنان ،بل زيادة قوة الخناق المالي على حزب لله وسوريا وايران دون قتلهم.
– محاربة الفساد ومبارزة المافيا المالية اللبنانية  واعادة الاموال المنهوبة يتطلب وجود قاض شجاع  شرب من حليب السباع، وقد برز اسم القاضية غادة عون بتأرجح  وبخجل في الفترة الاخيرة من ادعائها على رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الى ادعائها على المديرة العامة السيدة هدى سلوم، ما يعيدنا بالذاكرة لاسم جيوفاني فالكوني القاضي الايطالي الشهير الذي اغتالته المافيا الايطالية في صقلية بثلاثمئة كيلو غرام من ال ت.ن.ت مع زوجته القاضية وثلاثة من حراسهما سنة 1992 ،لانه قاتل ببسالة اوكار المافيا الايطالية في الدولة ،ما يعني ان المتآمر الخبيث لا يريد مواجهة مفتوحة مع المافيا اللبنانية ،انما يريد تهذيبها وضبطها ولجمها واخافتها دون القضاء عليها ،ولربما لدور قذر ما زال مطلوبا منها كمافيا منظمة دنيئة لمرحلة ما بعد النفط والغاز.
– رشحت معلومات ان صندوق ضحايا الارهاب تحت رعاية الولايات المتحدة الاميركية الذي يدفع التعويضات لاسر ضحايا تفجيري السفارة الاميركية في لبنان، قد أجّل دفع الدفعة المالية من كانون الثاني 2020 الى شهر حزيران 2020 ، بحجة حماية اموال الاسر. وفي الحقيقة ان الولايات المتحدة لا تريد ان تدخل الى لبنان  عملات صعبة في هذه الفترة منعا لانعاشه، ما يعني ان ازمة الدولار ممتدة كحد ادنى الى حزيران  المقبل..
– ما نشهده من حرب اقتصادية مالية لئيمة هدفها حرب جوع ضد اطراف محور الممانعة بصفر قتيل اميركي، ما عاد الاميركي يقاتل بعضلاته وبسلاحه بل بعملته وبخبثه .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى