المرشحون لرئاسة الجمهورية ..ما لهم وما عليهم (علي يوسف)
كتب علي يوسف- الحوار نيوز
هذه محاولة رؤية لمواصفات المرشحين لرئاسة الجمهورية :
- سليمان فرنجية
مبدئي ملتزم صادق وفيّ مع اصدقائه وحلفائه ويفضل الوفاء لقناعاته والتزاماته حتى ولو على حساب مصلحته الشخصية .. عروبي ومشرقي بالفكر والقناعة والوراثة …تحالفاته الاساسية شبه ثابته مع مسلمات غير خاضعة لايةحسابات …
مزاجي في حركته، كسول في متابعة الشأن العام …يعطي وقتا لاهتماماته الشخصية حتى على حساب اهتماماته الزعامية .. ليس لديه مشروع انقاذ.. يتعامل مع الظروف ويتكل على حلفائه في تحديد التطلعات السياسية والاقتصادية .. ولا يحمل اي راديكالية في فكره وممارسته …ولا يمكن اعتباره اداريا ناجحا بالمعنى الشامل … - جبران باسيل
نشيط طموح يعمل بكدومثابرة واصرار لتحقيق قناعاته. ذكي بالمعنى الشخصي للذكاء .. يظن انه الاذكى، ولذلك يحاول التعامل مع الآخرين بالدهاء .. لديه مسلمات ولكنها دخيلة عليه. ورغم اصراره على ابراز الالتزام بها ،الا ان عدم القناعة الثابتة بها يظهر في بعض المفاصل .. مثلاه الاعلى عمه الرئيس ميشال عون والرئيس الراحل بشير الجميل رغم اختلاف توجهاتمها السياسية، وبما يعكس عدم التجذر الفكري لديه ..وهو بالتالي وعلى الرغم من انه يأخذ من عمه الرئيس عون الفكر والالتزام المشرقي والسيادي، ويأخذ من الثاني التعصب المسيحي، الا انه في الممارسة يأخذ منهما الجانب الانتحاري في الممارسة السياسية وتناقض المشرقية مع التعصب بما يجعله في حالة ارباك دائمة وتناقض مع المحيط من مختلف الاتجاهات ..
وهو وان كان لايعترف بالممارسات الانتحارية لعمه من حرب الالغاء الى حرب التحريرالخ…والتي ادت الى اضعاف الدور المسيحي وصولا الى مضامين اتفاق الطائف …. كما انه يظن ان انتحارية ممارسات بشير الجميل تقتصر على خطيئة التعامل مع العدو الاسرائيلي، ولا ينتبه الى ما اقدم عليه بشير من تصفية لدور الزعامات المسيحية وتحويل الدورالمسيحي من الانفتاح على الفكر الغربي الى تبعية للغرب، مع فكر وممارسة دكتاتورية نقيضة للديموقراطية .. بحيث تحول الى انموذج صدّامي …..
ولا يبدو ان جبران يعلم ان المشروع الانتحاري هو من ادى الى مقتل بشير، وانه اذا ظهر وكأنه نجح بوصول عون الى رئاسة الجمهورية ،فإن هذا الوصول نتج عن عاملين : المشرقية لدى عون والظروف الداخلية التي جعلت من هذا الحدث يؤثر في الوضع الاقليمي وليس العكس كما هي العادة ……
وعلى الرغم من أن جبران يحاول ان يستعيد تجربة ان تؤدي ظروف داخلية الى التأثير في الوضع الاقليمي ،ومسألة الترسيم البحري وما رافقها تشيربوضوح الى ذلك، الا ان الظروف مختلفة وتحتاج الى اكثر من ان يستطيع جبران ان يفعله في هذا الاتجاه خصوصا في ظل بقائه” اسيرا”لتناقضاته بين المشرقية وبين التعصب الطائفي والتي تضعه في حالات خلاف مع حلفائه ،وحالة عدم القدرة على كسب اخصامه …….
- ميشال معوض
على الرغم من أن ميشال معوض ليس مرشحا جديا وانه ورقة مؤقته ، الا انه هو كذلك كونه ورث زعامة من الرئيس الشهيد رينه معوض فانه لم يرث دوره وقناعاته لأنه على ما اعتقد لم تسنح له الفرصة لذلك ….
وميشال معوض شخصية تحمل فكر التعميم الاميركي، اي شعارات براقة من دون مضامين، وهو يرتبط بتبعية واضحة وصريجة للسياسة الاميركية .، بما يجعل منه مشروعا جزئيا فاشلا ..كونه لا يستطيع ان يأتي على متن الدبابة الاميركية على الاقل في الوقت الراهن …..
وبما ان مشروعه الوحيد هو التبعية ورفع شعار نزع سلاح حزب الله استجابة لهذه التبعية، فهو مشروع صدامي مع اكثرية الشعب اللبناني وهو بالتالي لا يستحق القول به اكثر ………
- العماد جوزف عون
هو شخصية مقبولة من الجميع كقائد جيش ناجح على المستويين العسكري والاداري … الا انه على المستوى السياسي ، لنقل إنه شخص غامض ولا يمكن التكهن بما سيكون عليه في موقع كرئاسة الجمهورية، خصوصا بعد تجربة ميشال سليمان … واكتفي بالتحذير انطلاقا مما قاله كارل ماركس” ان التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة والثانية على شكل مهزلة ” .وبالطبع لا اقصد الاساءة ، الا ان ما اقصده هو ان انتخاب رئيس للجمهورية يجب ان يكون انتخابا ليس خروجا من مأزق بل عن معرفة بأن الخيار هو بداية الإنقاذ ………
خلاصة:
انتخاب رئيس الجمهورية لا يجب ان يكون محاولة خروج من مأزق، بل خيار لدخول مسيرة انقاذ واضحة ……..