بقلم د.أحمد عياش
..وتقتنع ومن دون اي حجج واثباتات ان الانسانية لن تصحو، وان الحروب لن تتوقف، وان استغلال الماكر للمسكين مسلسل لا ينتهي.
تعلمنا وعرفنا ان المجتمع طبقات ،يستغل فيها صاحب الرأسمال الشغّيلة، وانه يغنى من فائض القيمة.
هذا صحيح..
والصحيح ايضا ان هذا المجتمع ينقسم بين اذكياء ماكرين واذكياء اخلاقيين ،وبين حمقى بلا تجربة وبلا معين .
هؤلاء الحمقى هم ضحايا الاذكياء الماكرين ،أما الاذكياء الاخلاقيين فهم المدافعون عن الحمقى المستغلين والمناضلين لكبح جماح سطوة وعدوانية الاذكياء الماكرين.
الفقر لا يمنع وجود اذكياء ماكرين بينهم، والثروة مهما بلغت لا تمنع تكاثر الحمقى بينهم.
انه صراع بين مستويات حدة الذكاء يحسمها دائماً من تمتع اضافة للذكاء المتقد بالاحتيال وبالخداع وبالخبث وبالمكر وبالعدوانية المهذّبة والمباشرة والمستترة وبأشكال متعدّدة من الإجرام.
المكر ليس حكرا على اصحاب الثروات ،بل ينتشر ايضا وسط الفقراء، والاذكياء الاخلاقيون ليسوا بالضرورة فقراء لم يخونوا طبقتهم بل ينتشرون بين أغنياء لا ياكلون ولا يعتاشون من حرام.
الاذكياء الاخلاقيون هم صمّام أمان كل مجتمع فتيّ ينجح بالتقدم وبالرقيّ وبالتحضّر، أما الاذكياء الماكرون فهم محركو الدول ذات الميول العدوانية والاجرامية.
اذا جمع الاذكياء الماكرون القوة الى خبثهم كانت الحروب، واذا جمع الاذكياء الاخلاقيّون الى شهامتهم القوّة كانت الثورات والانتفاضات .
الثورات والانتفاضات ليست بالضرورة شرطا للنجاح لإقامة دول عادلة، إذ الحاجة ملّحة لنظام اقتصادي-اجتماعي يضمن توزيع الثروات الوطنية وانتاج الناس لصالح الشعب والوطن، عبر تمكين وتمتين الملكية العامة لتكون عماد الدولة، حيث للملكية الخاصة حدودا ممنوع تجاوزها الا بارتفاع موازٍ مماثل للضرائب.
في بلادنا يكثر الاذكياء الاخلاقيون،يتمتعون بالشهامة ،انما تنقصهم القوة والعدوانية الشرعية ،بينما الاذكياء الماكرون يجمعون الخبث مع الاجرام مع الشبيحة مع الرعاع مع الهمج المستعدين للقتل ولاستخدام العنف تنفيذا لمصالح الماكر الاكبر.
مهمة المئة فارس ملثم وشجاع هي اضفاء القوة لدعم الاذكياء الاخلاقيين ،عبر اصطياد اللصوص والمجرمين الى لحظة فرض حظر تجوّل ناري للماكرين الخبثاء،ناهبي الاموال العامة والمتسببين بإفلاس الناس قبل الدولة.
مهمة المئة فارس ملثم وشجاع اعادة فرض توازن رعب مع الانذال ومع الطغاة.
لا بد من الرهان على الاذكياء الاخلاقيين، الا انهم غالبا ما يكون نفسهم قصيرا، وغالبا ما يكونون جبناء يفتقدون ممارسة العنف لافراطهم بالمُثل الاخلاقية لكثرة قراءتهم الكتب لأدباء ثوريين اخلاقيّين.
لا بد من استعانة الاذكياء الاخلاقيين بسواعد عنفية من رجال ليسوا بالضرورة اذكياء ، انما قلوبهم ومشاعرهم تميل للحق وللعدالة ضد الظلم…
للمستغَلين وللمقهورين دور ايجابي فعال وحاسم في العنف الشرعي.
انها حرب لا تنتهي بين الماكرين والاخلاقيين ،حرب يحسمها الحمقى المخدوعون لمن يملك القوة والمال والسلطة والجاه اكثر.
تبّاً للاذكياء الماكرين ولرعاعهم لانهم يسيطرون على العقول وعلى العضلات معاً.
زر الذهاب إلى الأعلى