إعلامثقافة

الصحافة الإستقصائية محور ندوة افتراضية: المفاهيم والدور والتحديات(وسام نصر الله)

وسام نصرالله – الحوارنيوز خاص

“أيقنا أن الجهاز الرقابي الوحيد يتمثل في الصحافة الإستقصائية”.

بهذه العبارة تستهل رئيسة مركز الأبحاث في كلية الإعلام في الجامعة اللّبنانية الدكتورة وفاء أبو شقرا ندوة افتراضية بعنوان الصحافة الإستقصائية أو ثمن مراقبة السلطة.

شارك في الحوار كل من الدكتورة زاهرة حرب أستاذة في الإعلام في جامعة سيتي لندن، الزميل منير الخطيب رئيس تحرير الشبكة العربية للصحافة الإستقصائية (ARIJ)، بالإضافة إلى الصحافية الإستقصائية في قناة “الجديد” الزميلة ليال أبو موسى.

تمحور اللقاء حول دور وأهمية الصحافة الإستقصائية بشكل عام، وفي العالم العربي على وجه الخصوص ، بالإضافة إلى المعوقات والمخاطر التي تواجه من يزاول هذه المهنة. في هذا السياق، أشارت أبو شقرا إلى أنّ تأخُر نشوء الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي يعود لأسباب عدة أبرزها غياب الموارد ووجود قوانين مقيدة وصارمة.

 

الدكتورة زاهرة حرب أكدت من جهتها أنه “لا يمكن الفصل بين الصعاب التي تعاني منها الصحافة الاستقصائية وتلك التي يواجهها أي صحافي في العالم العربي، إذ ثمة مشاكل جذرية متعلقة بالأمن والأمان، مرورًا بالإمكانيات المادية، وصولًا إلى حق الوصول إلى المعلومة”. وأضافت حرب “أن المؤسسات الإعلامية التي تتبنى العمل الاستقصائي كجزء أساسي من مكوناتها قليلة جدًّا في العالم العربي، وبالتالي ما من استدامة للصحافة الاستقصائية فيه”.

الصحافيّون الإستقصائيون: من هم؟

أفصحت ليال ابو موسى أنها كانت قد عملت كمحققة سرية لسبع سنوات في قناة “الجديد” من دون الظهور أمام الكاميرا، وذلك حتى لا “تحرق اسمها”، وقد استطاعت، من خلال التخفي بأسماء عدة وألبسة مختلفة، من الوصول إلى معلومات عديدة وعرضها أمام الرأي العام. وأشارت أبو موسى إلى “أن ما يميّز الصحافي الإستقصائي عن أي شخص آخر هو الهدف الذي يجب أن يكون رفع الظلم، وخدمة الانسان، وكشف الحقيقة، لافتةً إلى أنه لا يجب الاستناد على كلام الناس بل البحث عن مصادر صحيحة، وملاحقة الأدلة، والتدقيق فيها.”

في السياق عينه، يشير الأستاذ منير الخطيب إلى “أن الصحافة الاستقصائية يجب أن تحدد الضرر، المتضرر، المضر ومن يقف خلفه”، موضحًا “أن التحقيق الاستقصائي هو صناعة مجموعة عمل كاملة وليس نتيجةً لجهد شخص واحد.

التوثيق ثم التوثيق ثم التوثيق، هكذا يصف الخطيب محور عمل الشبكة العربية للصحافة الإستقصائية (أريج)، مشيرًا إلى أن التحقيق الاستقصائي من المفترض أن يتحول إلى بلاغ، ولكن المسؤولين قادرون على الإفلات من العقاب.

من جهة أخرى، ترى الدكتورة حرب أن العديد من الصحافيين في العالم العربي يعانون من عدم فهم كامل لماهية الصحافة الاستقصائية، مشيرةً إلى أن الإلمام في كيفية التعامل مع عدد كبير من الوثائق والمعلومات هو العنصر الأهم الذي يميّز الصحافي الإستقصائي عن غيره.

ثمن مراقبة السلطة

“حقكن رصاصة” هي واحدة من مجموعة العبارات والتهديدات التي تقرع على مسمع العديد من الصحافيين الاستقصائيين بحسب ليال أبو موسى، إذ ترى أن لبنان “بلد فيه، وللأسف، فلتان أمني كبير”، مشيرةً إلى أنه ورغم ذلك لا يمكن السكوت أمام بعض التجاوزات والمخالفات، حتى ولو جازفنا بسلامتنا. وتؤكد ليال على أنه لا يمكن أن تربطها أي علاقة بجهاز أمني إذ سيتسبب ذلك بفقدان لمصداقيتها، قائلةً: “الحقيقة هي أننا لسنا صحافيي السلطة”.

في هذا الإطار، يوافق الخطيب على ما أسلفته ليال، لكنه أضاف: “لا يمكن مخالفة القانون من أجل الوصول الى المعلومة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى