فنون

الشاعر الجميل موسى الزين شرارة


هذه الصورة هي صورة خالي الشيخ موسى الزين شرارة ،الشاعر الجميل في شبابه، وهو عُرف بشعره الجميل والجريء ،ومن عاصروه وعرفوه يشهدون على ذالك كله، والذي لم يُنشر منه إلا القليل القليل، وربما الجرأة في شعره خاصةً تجاه رجال السياسة ورجال الدين الذين كان دون أي خوفٍ ودون أي تردد قد هجاهم وسخر منهم، وهو الذي كان قد درس في النجف الأشرف، كانت وما زالت هي المانع المنيع في نشر شعره!
يشهدون أيضاً على شخصيته المُميزة والفذة والتي تفرد بها وتميز من خلالها بين أبناء جيله ،وكان قد رأس مجلس بلدية مدينة بنت جبيل لسنوات طويلة قبل وفاته ،وكان مُحباً للعيّش وللحياة والنَّاس، وكان رجلاً أنيقاً في ملبسه ومتميزاً في هيبته وطلته، يتمتع بروحٍ مرحة، والنكتةعنده دائماً حاضرة والضحكة لا تفارق فمه.
كان خالي يخبرنا عن قساوة الحياة عندما كان طفلاً وعن الفقر الشديد الذي عانى منه وأبناء جيله .ومن الطرائف التي تحمل في طياتها الكثير من المعاناة والألم كان خالي يُخبرنا أن الطفل في ذلك  الزمان كان لديه شروال واحد وقميص واحد، يلبسهما طوال أيام الأسبوع للذهاب من أجل التعلم عند الشيخ في مدرسة الكتاتيب، وكان إذا إتسخ الشروال  والقميص خلال الأسبوع وإضطروا إلى غسلهما قبل يوم العطلة، ويأتي الرفاق لإصطحاب صديقهم إلى المدرسة يُبلغهم أنه لن يستطيع الخروج من المنزل والذهاب إلى المدرسة هذا اليوم ومُرافقتهم لأنهم اليوم غاسلين ثيابهم.  وكان يكفي أن يقول الطفل "اليوم غاسلين" لرفاقه حتى يعرفوا سبب عدم ذهابه إلى المدرسة في ذالك اليوم وحتى يتفهموا عذره…
نموذج بسيط جداً من شعره الجريء والمتقدم جداً على عصره وعلى باقي العصور من بعده…

مرحَى لإبليسَ بلْ مرحى لثورتِه ** فإنّها قدوةُ الأحرارِ للأبدِ
قلْ للذي باتَ مفتونًا بآدمِهِ ** هوّنْ عليكَ فسرُّ  الأبِ في الولدِ
أيُّ الفِعالِ منَ الإنسانِ تحمدُها ** إذا نظرْتَ كمُستقصٍ ومنتقدِ
هلّ كدّرَ العيشَ وحشٌ في مطامعِه ** أمِ الطّيورُ أتتْ بالويلِ والنّكدِ
ما أجملَ العيشَ أنْ نحيَا كعائلة ** لا  ننتمي لا لحيٍّ لا ولا بلدِ
الكلُّ حرٌّ وهذي الأرضُ شاسعةٌ ** جوّادةٌ لم تضقْ يومًا على أحدِ
لولا شرورُ الوَرى لولا مطامعُهم ** هل كانَ في هذهِ الدّنيا سوى الرّغدِ
موسى الّزين شرارة-1935

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى