كتب علي يوسف :
يمكن التأكيد أن كلمة سماحة السيد نصرالله في احتفال شهيد حزب الله كانت واضحة شكلا ومنطقا وتفصيلا وشرحا وتشخيصا للواقع والوقائع ،وصولا للمواقف في كل ما تناولته من إنجازات الشهداء إلى الموضوع الفلسطيني ،الى احتمالات الحرب مع العدو الاسرائيلي ،الى موضوع افتعال السعودية للأزمة بين لبنان وبعض دول الخليج، إلى الحرب العدوانية على اليمن الخ ……
إلا أن دلالات زيارة وزير الخارجية الاماراتي تناولها من زاوية واحدة هي زاوية الاعتراف المدوي بهزيمة مشروع إسقاط النظام والدولة في سوريا الذي انفقت من اجله مئات مليارات الدولارات ،مشيرا الى ان هذا الجانب لا جدال فيه بغض النظر عن الاختلاف في تقييم الزيارة من حيث التوقيت والاهداف ناهيك باحتمالات النتائج ……
وما إن انهى السيد كلمته حتى بدأ مؤيدو المقاومة ومحورها بالتهليل لسقوط المشروع الاميركي الصهيوني الذي كان يُنفذ بقوى توصف زورا بالاسلامية وبتمويل ومال يوصف بالعربي، وذلك من دون الأخذ بما حمله كلام السيد من وضوح حول تحديد الجانب الذي تحدث عنه وهو سقوط مشروع اسقاط النظام والدولة في سوريا …….
نشير الى ذلك ليس من باب التقليل من هذا الانتصار وهو انتصار عظيم وتاريخي واستراتيجي وليس من باب تنغيص الفرحة بهذا الانتصار !!! ولكن من باب ضرورة الفصل بين هذا الانتصار على مشروع اسقاط النظام والدولة في سوريا وبين استمرار مخططات العمل على ضرب المقاومة ومشروعها ومحورها في كل المنطقة ،من فلسطين الى لبنان الى اليمن الى دور سوريا في هذا المحور، والذي كان السبب للعمل على ضرب النظام والدولة في سوريا …..
لا يجب ان بغيب عن بالنا ان الذي زار سوريا لإعلان فشل مشروع اسقاط نظامها والدولة ،هو وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة ،وهي الدولة التي توازي السعودية في دورها في الحرب على المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي اليمن وفي كل المنطقة ،وهي تتفوق على السعودية في مشروع الانصياع لتنفيذ المشاريع الاميركية الصيونية، إن على الصعيد المخابراتي أوعلى صعيد قيادة عمليات التطبيع الاكثر وقاحة وفجورا مع العدوالصهيوني……
ان زيارة وزير خارجية الامارات التي تأتي مُواكبة لاشتداد وتوسيع الحرب على المقاومة ومحورها ، وخصوصا في فلسطين وفي لبنان، تؤكد المسعى لفصل فشل مشروع اسقاط النظام والدولة في سوريا عن مشروع ضرب المقاومة ومحورها المستمر بقوة وبكل الوسائل الدنيئة من حصار وتجويع … بل والاكثر من ذلك تؤكد المسعى الخبيث والغبي لمحاولة اغراء سوريا بالاعتراف بانتصارها ،ولو كان عليهم ،واعادتها الى مؤسسة الجامعة العربية التي كانوا دفنوها بأيديهم والوعد باحتضانها وتطويقها ” بالمحبة” لمحاولة سحب والغاء دورها الاساسي في محور المقاومة أو على الأقل تحجيمه وشل فاعليته…..!!!
انهم يحاولون ان يعيدوا التاريخ نفسه باستعادة محاولات مماثلة متكررة من أيام القائد الراحل الرئيس حافظ الأسد وفشلت جميعها……..
صحيح أن التاريخ قد يُعيد نفسه ،ولكن على شكل مهزلة كما قال وصدق كارل ماركس..
زر الذهاب إلى الأعلى