الزواج المدني الاختياري والمواجهة بين المدنية والطائفية: من الرئيس الهراوي إلى الوزيرة حسن!
أذكر يوم كنت مندوبة في القصر الجمهوري ،وكان ما بعد ظهر الخميس مخصصا للقاء مفتوح مع النواب، نخرج بعده بمعلومات وخلاصات على لسان رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي ونبثها مباشرة وفق تقاطع المعلومات بين النواب دون مراجعة من مسؤول، معتمدين التقدير الذاتي لمصداقية الناقل وتقدير الموقف لنبث رسالتنا مباشرة على الهواء في النشرة المسائية..
في ذلك اليوم المشهود خرج من مكتب الرئيس النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية ،ونحن في الباحة الرئيسة قرب التمثال نترقب زاده من المعلومات. بدا مزهوا..فرحا..بحيويته المعهودة وقال إن الرئيس سوف يتبنى إقرار الزواج المدني الاختياري.
كان الخبر مفاجئا، لم يخرج نائب آخر ليؤكد النبأ لكن معرفتي بالنائب سكرية ومصداقيته جعلتني أجعل ما قاله خبرا يتصدر المواقف ليصبح بعد أيام موضع تجاذب بين القصر وسيد بكركي البطريرك صفير ..وجالت المواقف ليسحب الطرح من التداول، وبعد سنوات تجرّأ الوزير السابق زياد بارود المدني التكوين بتبني الطرح ولم يترجم..ليبقى اليوم تاريخيا بأن أحدا بادر وإن أخفق.
واليوم من المخزي أن البعض على مواقع التواصل الاجتماعي يذكر الوزيرة ريا الحسن المدنية بطروحاتها، يذكرها بسنيتها ليحجب عنها حق طرح الزواج المدني الاختياري..
فهل نجرؤ على دعم لبنانيتها، ونضمن لأبنائنا الذين يهربون إلى دول المدنية لممارسة حقوقهم خارج الطوائف؟
هو اختيار وخيار.. المجتمع المدني يجمع ولا يفرق ،والانتماء الديني خيار شخصي ايماني نختاره عن يقين لنمارسه بتواضع وتستر دون تبجح بفرض إيماننا على الآخرين أو التقوقع داخل طوائفنا.
الزواج المدني الاختياري يقربنا من صورة لبنان الجامع.