الراهبة مايا زيادة:الحق كله ..في مواجهة النفاق كله!(أكرم بزي
كتب أكرم بزي- الحوار نيوز
عندما يقرأ الكاهن الإنجيل المقدس، يقف اثنان من الخدّام يحملان شمعتين إشارة إلى أن كلام الله هو نور وحياة، كما يقول صاحب المزامير:” سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مز 119:105).
كان يجب أن يقف اثنان على جانبي الأخت الراهبة مايا زيادة عندما قالت: “يجب أن نصلي لأهل الجنوب ولرجال المقاومة… الخ”، لأنها كانت تنطق بالحق كإنسانة وطنية رسالية، وهبت نفسها لـ “الله” كما تعتقد هي والكثير مثلها من أبناء دينها وجلدتها.
أبت الأخت الراهبة مايا زيادة إلا أن تنطق بالحق، ولأنها كذلك، عُزلت من قبل مرؤوسيها، لأنه لا مجال لقول كلمة الحق في هذا العالم المظلم والظالم، العالم الذي يشاهد أبشع محرقة في هذا العصر الحديث على مرأى ومسمع العالم بأجمعه.
الأخت مايا زيادة قالت: “في الجنوب هناك تلامذة من عمركم يقولون إنهم لا يمتلكون أحلاماً غير تحرير أرضهم. اليوم سنصلي للجنوب، لأطفال الجنوب، لأهالي الجنوب، لأمهات الجنوب، ولرجال المقاومة، لأنهم رجال من لبنان، ويتعبون لحماية هذا الوطن”. وتابعت: “نحن إذا لم نصلِّ لهم، ولم نحبهم بغضّ النظر عما نفكر به، سنكون عندها خونة بحق أرضنا ووطننا وكل كتاب نقرأ فيه”. وتابعت: “نطلب من العذراء أن تحمي شبابنا ووطننا لأنه يمر بمحنة صعبة، ولا شيء سوى المحبة والتعاضد يقوينا”.
أين الخطأ في ما تقول الأخت مايا؟
وهل لو مدحت بايدن وزبانيته وإدارته كانت لتعزل أو لتعاقب؟
ويل لكم أيها الكتبة والفريسون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس: الحق والرحمة والايمان، كان ينبغي أن تملوا هذه ولا تتركو تلك. (مت 23:23).
الحق أقول لكم: أن هذا كله يأتي على هذا الجيل! (مت 36:23).
نعم إنكم تزورون التاريخ كما زورتموه من قبل، إنكم تدوسون قيم الشرف والكرامة والصدق والنبل التي أتى بها السيد المسيح عليه السلام وأنار دروب الحياة لكل من أراد الحقيقة وسعى لها. وهل العلم والنور والحق إلا رسالة أرادها الله جل وعلا لتنوير البشر والإنسانية ورفع الظلم.
وهل ما يقوم به أهل الجنوب ورجال المقاومة سوى الدفاع عن المظلوم والوطن، ويتحملون أغلى فواتير الحياة في هذا العالم المليء بالكذب والخداع.
الحق أقول لكم: أن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. (مر 28:3)، وأما المرأة فجاءت وهي خائفة ومرتعدة عالمة بما حصل لها فخرت وقالت له الحق كله. (مر 33:5).
مايا زيادة هي نموذج صادق وصالح لمصداق “العيش المشترك والتعايش”، الذي تتغنون به ليل نهار، فلماذا عاقبتموها؟
الإبادة الجماعية في قطاع غزة، جارية على قدم وساق، والتدمير لم يوفر مسجدا ولا كنيسة ولا طفلا ولا عجوزا ولا امرأة ولا حاملا ولا رضيعا ولا أطفال خدجا، فإذا لم تقفوا مع المتألمين والمقهورين فمع من تقفون؟ وإذا لم تقفوا مع أبناء بلدكم بالحد الادنى، فمع من تقفون أيها الفريسون والكاذبون والمراؤون وتجارالعملة، والمواقف السياسية المتناغمة مع مواقف الصهيونية العالمية؟
هنيئاً لك أخت مايا لقولك كلمة الحق… وهنيئا لمن كان مثلك من أبناء الوطن… وتعساً لكم أيها الفريسون والخائنون!