الرئيس عون في حوار بمناسبة المئوية الأولى للبنان الكبير: لم اتغيّر ..انما القوى المتصارعة خارجياً وداخلياً كانت الحاجز امامي
شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على انه لم يتغيّر، بل لا يزال هو نفسه، "انما القوى المتصارعة خارجياً وداخلياً والارتباطات الخارجية للبعض، كانت الحاجز الذي وضع امامي وهي ليست بقليلة". ورأى ان النظام التوافقي وشرط الاجماع "كان يشلّ الدولة ويوقف القرارات مهما كانت اهميتها"، مشيراً الى انه حالياً هناك عدة جمهوريات، ويجب اعادة احياء الجمهورية الواحدة.
مواقف رئيس الجمهورية جاءت في خلال حوار مسهب أجراه معه الاعلامي ريكاردو كرم لمناسبة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.
واكد من جهة أخرى أن "من يريد اسقاط ميشال عون هو كل من يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها"، وأضاف: "ما زلت أنا نفسي، برغم كل ما تحملته من انهيار اقتصادي، وتفليسة حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ".
ورأى أن لبنان كان عصيا على التغيير، "ولكن الاحداث التي حصلت الآن ستكسر هذا الواقع، فأحيانا لا يحصل اصلاح الا بعد كارثة. ويجب على كل شخص، أكان حاكماً او مواطناً مغشوشاً أن يعي ان هذا الوضع يجب ان يتغير والامراض التي كنا نعيشها يجب ان نشفى منها".
وكشف الرئيس عون ان الغاز موجود في الحوض الرابع، وستُعرف بعد حين الظروف السياسية التي اوقفت استخراجه، نظراً الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الاقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، فالشرق الاوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق.
وعما توصلت اليه التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أكد ان هذه التحقيقات هي سرية، ولكن عليها ان تبدأ ليس من فترة وجود المواد المتفجرة في المرفأ، بل ان توضح "من اين وصلت الباخرة، وأين حُمِّلت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع انها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول عنها".
واعتبر الرئيس عون ان من يهرب من المسؤولية غير جدير بالحكم. وقال انه ليس خائفا من مواجهة اللبنانيين على خلفية قضية انفجار المرفأ، مشددا على "ان يديَّ وضميري نظيفون"، لافتا الى انه لم يكن على علم بقضية المتفجرات وعندما وصله الخبر كان الامر متأخرا جدا.
وأعاد رئيس الجمهورية التأكيد على ان العدالة المتأخرة ليست بعدالة، لافتا الى العقد التي تعترض عمل القضاء والى ان النظام الطائفي اقام في لبنان حدودا للتصرف لا سيما في موضوع محاربة الفساد.
وإذ ميز الرئيس عون بين ثورة الـ89 وثورة 17 تشرين، فانه اعتبر ان "حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة"، موضحا انه اذا لم يأت الشعب بالإصلاح فانه لا يدوم.
وعن الاستشارات النيابية ومقومات الحكومة الجديدة، قال الرئيس عون:" لدينا برنامج كامل للإصلاحات الضرورية لكي نسترجع موقعنا وثقة العالم بنا، فاذا ما قمنا بهذه الإصلاحات يمكننا الانتقال الى مرحلة ثانية والاتيان بارصدة تحقق البرنامج الاقتصادي"، لافتا الى انه اعرب عن سعيه لتثميل الثوار بوزراء "الا ان أحدا لم يتقدم ليعلن عن نفسه او ليتعرف علي عن كثب".
وإذ أشار الرئيس عون الى ان اتفاق مار مخايل لم يكبّله ابدا، فإنه اعتبر انه كان بمثابة نوع من المصالحة، "وقد دعونا الجميع اليها"، وعن سبب استمراره فيما سقط تفاهم معراب، أوضح "ان القضية هي قضية التزام ولا اريد ان ادخل في الكثير من التفاصيل. ان الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط التفاهم. وانا لا اريد الدخول في نقاش هذا الامر."
واعتبر الرئيس عون: "ان العلاقة مع بكركي طبيعية، والمواقف السياسية لبكركي متقدمة"، وعن أحوال التيار العوني، أجاب: "انا لست في قيادة التيار العوني حاليا، ولدي اليوم بصفتي "بي الكل" مسؤولية تجاه جميع اللبنانيين من 18 طائفة، والعدالة لا تفضيل فيها الا بالحق."
وعن رمزية زيارة الرئيس الفرنسي الى السيدة فيروز في دارتها في انطلياس في مستهل زيارته الى لبنان، قال الرئيس عون: "الفرنسيون يعرفون السيدة فيروز وهي غنت لهم في اكثر من مناسبة، واحبها الجمهور الفرنسي. وهذه التفاتة تقديرية من رئيس فرنسا للسيدة فيروز اجدها طبيعية."
وكيف يحب ان يذكره التاريخ، أجاب الرئيس عون: "مثلما انا"، معتبرا "انه عندما تزول الاحداث يعود الناس الى صفائهم الذهني فسيصفني التاريخ بصوابية ولا شيء يختفي"، معربا عن ترحيبه الدائم بلقاء الشباب في قصر بعبدا في حوار مباشر لتبديد هواجسهم، آملا ان تكون بداية المئوية الثانية للبنان الكبير مميّزة بوعي شعب يتطلع الى التاريخ ويفحص ضميره لمعرفة أسباب المشاكل والصدامات التي حصلت، واعادة النظر بمواقفه الخاطئة وتصحيها لاحداث التغيير."