الحكومة عالقة بين اصرار الرئيس وغياب الوحي
لا أفق واضحا في المدى القريب إلا إذا هبط وحي ما أو إنقشعت غيوم الرسائل الإقليمية والرهانات بشأنها.
داخليا، قالت أوساط وزارية متابعة ومعنية ل “الحوارنيوز”، أن الرئيس العماد ميشال عون على مواقفه ” ثابت لا يتزحزح، فإما أن تتشكل حكومة تعكس نتائج الإنتخابات النيابية مع التأكيد على عدم منح أي طرف حق إسقاط سمة الميثاقية عن الحكومة وبالتالي منع أي طرف من ممارسة لعبة إبتزاز العهد متى شاء، وإما فلا بأس بأن يمضي البلد بحكومة تصريف أعمال حتى يهبط الوحي”.
وتضيف الأوساط نفسها:” بعد الليونة الجنبلاطية وإنفتاح رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على الحلول فيما يتعلق بالحصة الدرزية، لم يعد أمام الرئيس المكلف سعد الحريري سوى عقدة القوات اللبنانية وتمسك الأخيرة بموقفها بأربعة وزراء بأربع حقائب، واحدة منها سيادية”.
وتقول المصادر “أن موقف القوات هذا مدعوم بتوصية سعودية لا يمكن للرئيس المكلف أن يتجاوزها إلا بوحي “بخاري” مباشر.
وكشفت المصادر أن الغداء الذي جمع الحريري مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيت الوسط ظهر أمس، “قارب قضية تأليف الحكومة من زاوية المخاطر الكبيرة التي تهدد لبنان في ظل إشتداد الأزمة الإقتصادية وتحوّلها بصورة دراماتيكية الى أزمة نقدية ومصرفية” وعلمت “الحوارنيوز” أن الرئيس الحريري عرض على جعجع رؤيته لحل المشكلة العالقة بينه وبين التيار الوطني الحر والتي تقوم على الموافقة على أربعة وزراء وثلاث حقائب وازنة وحقيبة وزير دولة.
ومن المقرر أن يعود جعجع بجواب نهائي بشأن العرض الحريري قبل عودة الرئيس عون من نيويورك ليبنى على الشيء مقتضاه”.
وعلى خط مواز بدأت الأصوات المصرفية ترتفع محذرة من مخاوف جدية بدأت معالمها على حركة سوق القطع أمس وأمس الأول.
وذكرت مصادر مصرفية ل “الحوارنيوز” أن الوضع المصرفي والمالي مستقر، لكن المصارف بدأت فعليا في إتخاذ إجراءات حماية بالتنسيق مع المصرف المركزي لمنع أي عملية تحويل الأرصدة الكبيرة من العملة اللبنانية الى عملات أجنبية.
ورأت المصادر أن هذا تدبير إحترازي، لا يوجب الهلع أو الخوف، لكنه مؤشر سلبي يعكس توقعات غير مطمئنة للقيادات المصرفية في لبنان. غير أن الخوف، تضيف المصادر المصرفية، يتأتى من عدم ثقة المواطنين بقدرة المصرف المركزي على التعامل مع الطلب المتزايد على العملات الأجنبية رغم التطمينات التي أطلقها ويطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.