رأيسياسةمحليات لبنانية

الحريري حاجة وطنية وقومية (محمد بكداش)

 

محمد بكداش – الحوارنيوز خاص
لم تفلح كل المحاولات التي أجراها أكثر من طرف محلي وإقليمي لملء الفراغ السياسي الذي أحدثه قرار زعيم تيار المسقبل في لبنان الرئيس سعد الحريري الإنسحاب من الحياة السياسية اليومية.
وقبل الرئيس الحريري الإبن، فإن محاولات سابقة جرت في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري، خلال فترة الوجود السوري العسكري والسياسي في لبنان، ولم تنجح هي أيضاً بعزل الحالة الحريرية.
سر الحريرية أنها شكلت حالة شعبية لبنانية، عابرة للطوائف، تتطلع إلى مدرسة سياسية له حضورها المادي والمعنوي الكبيرين، تأخذ البلاد الى حيز من الإستقرار النهائي،وتقدم نموذجاً من الأداء السياسي والإنمائي، رؤيوي واستراتيجي.
نجح الحريري الأب، وتعثر نسبياً الحريري الإبن.
الأول كان خلفه دول إقليمية جسدتها، في المرحلة الأولى، معادلة السين سين. أما الثاني فجاء الى موقعه السياسي وسط تجاذبات دولية وإقليمية ومحلية كبيرة وخطيرة، بدأت مع الغزو الأميركي للعراق مصحوباً بتنامي حركات التطرف الإرهابي، ولم تنته بإغتيال الرئيس الحريري، بل فقد شكل هذا الإغتيال المشبوه في أهدافه عنصرا زاد من إختلاط وتشابك المحلي مع الإقليمي والدولي.
وكأن الإغتيال كان يستهدف الحريرية كما رآها الرئيس الراحل، كما أنه كان يستهدف قوى محور المقاومة من أجل الإطباق على سوريا من جهتي العراق ولبنان!
بعد كل هذه السنوات وما مر بها من أحداث كبيرة، يتأكد لدى مختلف القوى، من محبي ومؤيدي الحريري، ومن المعادين لها، بأن لا غنى عنها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
فهي تمثل:
الإعتدال في مقابل التطرف
الحوار بديلا من الاقتتال
الإستقرار بديلا من الفوضى والفراغ
أما الإقتصاد فلا بد من الإقرار بأن فلسفة الاقتصاد لدى المؤسسة السياسية الحريرية كان يستند إلى عظمة الحريري الأب وعلاقاته الدولية، وهو أمر لا يبني اقتصادا مستداما وطبيعيا، وعندما استشهد الأب انهارت البلاد، وانهارات معها محتلف القطاعات الاقتصادية.
بعد تجربته العميقة ،لعل السفير السعودي وليد بخاري،  اقتنع بأن لا بديل عن الحريرية، سياسياً وشعبياً، ولا بد من أنه اقتنع أيضاً، بأن اللبنانيين يعرفون ويدركون أهمية اتفاق الطائف، لكن بعض أمراء الحرب، والقابضين على مفاصل الدولة، يرفضون ذلك.
ولا بد أنه أدرك بأن أمراء لبنان أقوى من أمراء المملكة، فإذا كان ولي العهد محمد بن سلمان قد دكّ بعض الأمراء الفاسدين في السجون واسترجع منهم بعض الموارد المنهوبة، فإنه، لو حضر نظرياً في النموذج اللبناني، فإنه لن يتمكن من إدخال أمير واحد من أمراء الحرب إلى السجن ولا حتى أحد من زبائنيته وغلمانه.
أمراؤنا أقوى من أمرائكم.
الخطاب المذهبي والتحريض طريقان للخراب، فلماذا نستعجل خراب بيوتنا؟
الحريرية حاجة وطنية وقومية فلا تستعيضوا عنها بلغة الحرب والإحتراب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى