الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (2).. بوعبود حرب: معنية بالمغتربين حصرا
د. انطوان بوعبود حرب* -الحوارنيوز – خاص
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هي امتداد ثقافي وتراثي ووطني لجمعيةFIAL التي أسسها المغتربون اللبنانيون في اميركا اللاتينية.
إنFIAL تعني اتحادات اللبنانيين المهاجرين في اميركا. تأسست للحفاظ على جمع شمل المتحدرين من أصل لبناني في اميركا ونشر التراث والتقاليد اللبنانية لأولادهم وأحفادهم لئلا ينسوا جذورهم اللبنانية ويضيعوا في الدول المضيفة.
شاء اعضاؤها في مؤتمر المكسيك سنة ١٩٥٩ أن تشمل كل اللبنانيين المنتشرين في العالم وأطلقوا فكرة جامعة المغتربين اللبنانيين في العالم. تلقفت الدولة اللبنانية في عهد الرئيس فؤاد شهاب هذه الفكرة وتبنت هذا المشروع بالتوافق مع هيئة FIAL وبدأت الحكومة العمل جديا لإقامة مؤتمر اغترابي وطلبت من كل سفاراتها نشر هذا المشروع في دنيا الانتشار لجمع أكبر عدد ممكن من المغتربين. وبعد عمل مضني دام سنتين تأسست هذه الجامعة بمؤتمر عالمي رسمي تحت إشراف الرئيس شهاب وكل أركان الدولة اللبنانية في قصر الاونيسكو سنة ١٩٦٤ وتم التوافق على قانونها الأساسي والداخلي وانتخب اعضاؤها القادمون من دنيا الانتشار رئيسهم واعضاء الهيئة الادارية وتسلمت الجامعة مكاتبها في وزارة الخارجية كمؤسسة شبه رسمية تمثل الانتشار بصفة رسمية وشرعية وأعلن السفير فؤاد عمّون بنهاية المؤتمر استقلالية الجامعة وأن لا علاقة للدولة اللبنانية معها الا علاقة الصداقة والمحبة والتعاون.
لم تكن بحاجة الى تقديم اي علم وخبر ولا صدور اي مرسوم جمهوري لأن تأسيسها اعلامي وليس انشائي وهي مؤسسة عالمية ذات جذور لبنانية وليست لبنانية حصرياً، اذ لا يحق لاي شخص لبناني مقيم على الاراضي اللبنانية الانتساب اليها وان يكون عضوا فيها، ينطبق قانونيا حق الانتساب إليها على كل لبناني مغترب ومقيم في الاغتراب أو متحدر من اصل لبناني، وكل عضو يحمل صفة العضوية اي الانتساب الرسمي الى الجامعة ويعود نهائيا الى لبنان للاقامة فيه يفقد صفته العضوية في الجامعة وكذلك كل عضو يحمل صفة رسمية كنائب او وزير او رئيس يلدية او مختار يفقد كذلك صفة العضوية لانه دخل في القطاع العام اللبناني.
بعد عشر سنوات على تأسيسها اي سنة ١٩٧٢ تقدمت الجمعية بطلب علم وخبر شكليا وحصلت عليه لتسهيل بعض المعاملات للمغتربين في الخارج وليس لإعطائها صفة رسمية او قانونية، لذلك لا يجوز اعتباره حجة لإخضاعها كباقي الجمعيات اللبنانية القائمة على الاراضي اللبنانية وأعضاؤها لبنانيين.
الجامعة اللبنانية الثقافية ليست كباقي الجمعيات هي مؤسسة عالمية لانها مسجله بالامم المتحدة وبكل الدول حيث يتواجد لها فروع ومجالس وطنية، واعضاؤها مئة بالمئة يحملون جنسيات أجنبيه ويخضعون لقوانين الدول المضيفة وليس لقوانين الدولة اللبنانية، والمادة ١٢ في قوانين مديرية المغتربين لا ينطبق عليها من حيث اعضاؤها ذات جنسيات أجنبية ولا يحق لها انشاء فروع ومجالس في لبنان، فأهدافها في النظام الاساسي تنص فقط على التواصل مع الانتشار اللبناني والدول المضيفة، نشاطاتها محصورة قانونيا فقط بالتعامل مع المتحدرين من أصل لبناني او مغتربين لبنانيين حيث لا يحق للدولة اللبنانية التعامل والتواصل معهم ، بموجب الاتفاقات الدولية ومؤتمر فيينا سنة ١٩٣٢ ، لذلك قدّمت لها الدولة المكاتب في وزارة الخارجية لتكون صلة الوصل بين لبنان وابنائه المنتشرين في المغارب والمشارق.
وقد قامت “الجامعة” برسالتها بكل محبة ووفاء وتضحية واخلاص وتفاني لذلك نسألهم اليوم: لماذا تحاول الدولة اختراع البارود والحجج لوضع يدها على الجامعة بدل أن تقدم لها الشكر والدعم والتسهيلات.
لماذا تحاكم ولم تقترف ذنبا؟
*مستشار سابق في الجامعة.