منوعات

فلسفة ميلادية:الأعياد لا تعنيني(د.أحمد عياش)

بقلم د.أحمد عياش

للحقيقة، اكذب ان كتبت ان عيد الميلاد او راس السنة الميلادية او بدء السنة الهجرية او عيد الفطر او الاضحى او عيد العمال او عيد الاستقلال او الجلاء او التحرير يعنون لي ،حتى يوم ميلادي لا اعتبره عيداً…

ليس اكتئاباً تاريخياً ولا حزناً وجوديا ولا مقتاً ولا نكداً ولا تسجيلا لموقف معارض ولا سيرا باتجاه معاكس لأُعرف.

لا.

ابداً.

ان دخلت صالة رقص اشعر بتضامن مع اسرى الاحتلال، وإن جالست عاهرة اتحول لواعظ ديني ولمرشد اجتماعي، وان حدثني رجل دين صرت امامه علمانيا، وان ناقشني علماني احنّ للاسلام ولفجره بما فيها زمان الجاهلية .

هكذا انا.

مذ خلقني الله وخرجت من رحم امي،صفعني الطبيب بقوة حتى بكيت، و منذ ذلك اليوم وأنا اتلقى الصفعات وانا أتوقى الصدمات وانا اعاند واكابر وانتفض واتمرد واعاكس ولا أعرف ماذا اريد.

أحنّ الى الله.

لا احنّ له.

بل احنّ.هكذا انا.

ربي مختلف عن رب الاديان.

هكذا انا، اتممت واجباتي الحياتية رغم اني غير مقتنع بها ،واتممت وظائفي الفيزيولوجية علما اني فقدت اللذات.

لا ليس اكتئابا بيولوجيا ولا انعكاسيا واكذب ان قلت ان ازمتي فلسطين وقد تزوجت القضية.

لم اتزوج يوما.

هكذا انا،عِشرتي صعبة واكثر مَن نفر منّي ،أناي.

اناي لم تتحملني ولست راض عنها.

اريد مشاجرة الكل ولا امانع ان اشرف على اي قصف عشوائي او ان اتجول واقفا خلف رشاش دوشكا على عربة عسكرية او مدنية وان اطلق الرصاص ضد كل ما يتحرك او يتنفس امامي.

لا،

ليست ميولا اجرامية ولا توقا ان اكون مجرما تسلسلياً.

ولدت وولدَت معي عبارة”لا اعرف ماذا اريد”.

لست من اللا أدريين، وبالاصل لا اعرف ماذا تعني فلسفيا رغم اني بحثت في ال”غوغل” وسألت اصحابا لي يمتهنون الفلسفة.

بل اضحك وافرط من الضحك.

الا انّي اضحك لأمور ولاحداث ولنكات تافهة واحيانا اعطي المشاهد اشكالا كاريكاتورية لاضحك.

اعيد كل انسان لأقرب شبه له من الحيوانات لأعرف شخصيته وسلوكه وافكاره ونواياه غير المعلنة بما فيه لاوعيه، ولا اقيم وزنا لكل كتب الطب النفسي.

كتب الطب النفسي!

 كتب الفلسفة!

كتب التاريخ والفيزياء والكيمياء!

كتب تاريخ الاديان ونشأة الانسان!

الانفجار العظيم!

كتب لا حاجة لي بها لانها اذتني كثيرا.

حتى تولستوي ودوستويوفسكي والامام علي والمتنبي وفولتير وروبسبيار وتشيغيفارا وايليا ابو ماضي وجورج حبش الحقوا بي خسائر جسيمة.

مزقوا كينونتي الشفافة فلا بقيت انا ولا تحولت للينين او خميني او لعبدالناصر او لتيتو او لنهرو او لمانديلا.

للحقيقة اكذب إن كتبت أن عيد الميلاد او رأس السنة الميلادية او بدء السنة الهجرية يعنون لي شيئاً.

حتى اني لا اهتم ان المسيح قام بعد ثلاثة ايام ام قام من غيبوبة في الكهف ومضى.

لا يهمني أدخل الامام المهدي السرداب وغاب ام اختفى.

لا يعنيني صراع الطبقات ولا اليمين ولا اليسار.

العمر برهة و ليمضي كما يشاء،لا يهمني الامر ولا يعنيني..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى