الحوارنيوز – خاص
يجمع المراقبون بأن مفتاح العديد من أزمات المنطقة المشتعلة هو ما يحصل باليمن، لعلاقته بأمن دول الخليج العربي بعامة وأمن المملكة العربية السعودية بخاصة.
من هنا، فإن وجود إطار حل للنزاع السعودي – اليمني هو بالضرورة إطار حل للعديد من الأزمات لاسيما في البلدان التي تمتلك المملكة العربية السعودية فيها نفوذا وتأثيرا كلبنان وسوريا.
وتدرك إدارة البيت الأبيض بأن تصورها للعديد من الحلول في المنطقة يجب أن ينطلق من حصد مكاسب سياسية للمشروع الأميركي في المنطقة في مواجهة النفوذ المتنامي للصين في بعض البلدان والروسي في سوريا، وقد تأتي هذه "الغلة" على حساب بعض الحلفاء المحليين، كالمملكة السعودية، دون أن يمس ذلك حضورهم أو أن يعني إنكسارهم.
وحصد المكاسب، كما تراه الإدارة الجديدة، لا يكون عبر الحروب المتواصلة واللامتناهية، بل "بمحاولات سياسية تعيد الأمن والإستقرار للمنطقة بالتوازي مع عودة النفوذ الأميركي"، كما يرى الخبراء.
فهل سينجح تيموثي ليندركينغ الذي عينه الرئيس الأميركي جو بايدن "كمبعوثٍ خاصٍ لحل الأزمة اليمنية"؟
لا شك أن الأميركي يبحث عن إنجاز سريع في اليمن، وهو بدأ بخطوة تنطوي على تراجع واضح، ويعتبرها المراقبون بأنها تسليم بفشل التحالف العربي المدعوم من الولايات المتحدة في تحقيق أهدافه ضمن المهل المحددة.
كما أن الأميركي لا يمكنه القفز فوق حقيقة أن الخصم اليمني تمكن من الصمود الأسطوري وفي الوقت عينه فإنه يبدي تجاوبا مع متطلبات الحل السياسي.
واستباقا لجولة قريبة للموفد الأميركي أعلنت أمس وزارة الخارجية الأميركية "إلغاء قرار تصنيف حركة أنصار الله للحوثيين باليمن منظمة إرهابية أجنبية عالمية، مع بقاء قادتها في لائحة العقوبات"، حيث كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد وضعت الحركة، في 30 أيلول الماضي، على لائحة الإرهاب، واعتبرتها منظمة إرهابية.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيانها أمس،
إن إلغاء التصنيف سيسري تطبيقه اعتبارًا من 16 الجاري الجاري.
وأضاف البيان أن القرار جاء مراعاة للوضع الإنساني المتردي في اليمن، بعد تحذيرات عالمية وأخرى لأعضاء الكونجرس، من أن التصنيفات ربما يكون لها تأثير مدمر على وصول اليمنيين إلى السلع الأساسية.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أنه «لا يزال قادة أنصار الله عبد الملك الحوثي وعبدالخالق بدر الدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم يخضعون للعقوبات، مؤكدة مواصلتها مراقبة أنشطة الحركة وقادتها، لا سيما هجمات الزوارق المتفجرة ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر والهجمات الصاروخية دون طيار على المملكة العربية السعودية.
وقالت الخارجية الأمريكية إن «أفعال أنصار الله وتعنتهم يطيل أمد هذا الصراع ويترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة».
وأكدت التزامها «بمساعدة شركاء الولايات المتحدة في الخليج على الدفاع عن أنفسهم، بما في ذلك ضد التهديدات الناشئة من اليمن، والتي يتم تنفيذ العديد منها بدعم من إيران».
وشددت الخارجية الأمريكية على أن واشنطن ستضاعف جهودها، إلى جانب الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب، داعية جميع الأطراف إلى العمل من أجل حل سياسي دائم.
وفي 4 شباط، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقف بلاده دعم العمليات العسكرية ومبيعات الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.