الاشتباك:اغتصاب انتفاضة…
وطن يعجّ بأعداد تفوق حاجته من المفكرين والمثقفين والمدّعين للفهم والناطقين بالعلوم وبالشريعة والعارفين بالدين وبيوم القيامة والحذرين من النفاق والخديعة، الناظمين للشعر والكاتبين للنثر، المرددين للميجانا والمتبارزين بالسيف والزجل…
وطن ما عاد قادراً ان يحتمل هذه الاعداد من المواطنين في داخله وفي المهجر، هذه الاعداد من الطوائف والاحزاب والمِلل والبدع والاقنية الاباحية في السياسة وفي التوجيه وفي التحريض وفي الاتهام، لا يحتمل هذه الاعداد من القضاة بلا عمل وهيئات الرقابة المصابة بالشلل وهذه الحشود من الناس في الشوارع تطلب لنفسها حق التعبير بحرية ومن دون مَلل.
وطن ما عاد يريد ان يكون وطنا للسارقين والناهبين والمجرمين والمفسدين في الارض ولا مرتعاً لتعاطي القنب ولترويج الهيرويين ، لا للدعارة السياحية ولا للعهر الموسمي، لا لسمسرة معاملات ادارية ولا لسمسرة بحياة البشر…
ماذا كان على اللبنانيين ان يتصرفوا عندما سحقت السلطة آخر شرش حياء للكرامة الإنسانية؟ وماذا كان عليهم ان يفعلوا غير ان يتظاهروا في الشوارع صارخين:"لاااا"
والف "لاااااا"
تخيلوا معي لو ان ما وصلنا اليه كناس مسحوقين مذلولين في لحظة توقف فيها الزمن ولم ننتفض،ولم نشتم الانذال الخائفين والمتحسسين والمرهفين على شتم اعراضهم…
ماذا كان سيكتب عنا التاريخ؟
أشعب لوطي ومستعبد!؟
ماذا كان سيقول لنا في جمجمتنا المحطمة الضمير؟
الانتفاضة كانت كي لا يفجر كل مواطن نفسه في مصارفكم وفي قصوركم وفي ادارات دولتكم وفي معابد طوائفكم، كي لا ينفجر من الاحتقان والقهر…
ماذا فعل المنتفضون غير الشتم الجميل والملحن والرقص من الوجع؟
الذين اقفلوا الطرقات واجرموا هم احبابكم وحلفاؤكم بالامس في الانتخابات النيابية وفي السلطة التنفيذية ،واصدقاؤكم وحلفاؤكم في الغد عندما يرن الهاتف الدولي في بيوتكم او حين تتفقون على المغانم في سهراتكم…
الانتفاضة عروسة وطنكم ،فلماذا تركتم كل زناة الليل يدخلون حجرتها عنوة، و وقفتم خلف باب عذريتها بدناءتكم تحملون خنجراً و تصرخون شرفاً.
ويحكم ،ابناء ال …ة ،هل تسكت مغتصبة!؟.