الإنفتاح العربي على سوريا ..شكلي (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز خاص
في الشكل يمكن تصنيف الانفتاح العربي على سورية، بعد الزلزال الكارثي الذي أصاب مناطق واسعة من سورية، بالإيجابي، لكنه انفتاح معدوم الأثر ولا تتمة له، تفتح باب العلاقات العربية – السورية إلى سابق عهدها، وبالتأكيد ليست خطوة نحو العودة عن خطأ كبير ارتكبته الدبلوماسية العربية مجتمعة وحرمت سورية من عضويتها في جامعة الدول العربية.
لماذا هذا الاستنتاج؟
١-لأنه سبق أن أعادت بعض الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية منذ سنوات، وجرى تبادل الزيارات على أعلى المستويات، كالعلاقات الإماراتية- السورية، لكنها بقيت دون الارتقاء إلى مستوى يمكن الركون اليه وتصنيفه كخطوة لانهاء الحصار العالمي المفروض على سورية.
٢- كان المراد من الانفتاح العربي، بعد الزلزال، التبرؤ من دم ضحايا الزلزال وضحايا الانقلاب الدموي الذي حاولت تنفيذه مجموعات وتنظيمات ارهابية منظمة وممولة من أنظمة عربية وغربية لأهداف سياسية مرتبطة بهوية النظام الوطني والقومي ومواقفه من قضايا الصراع في المنطقة، وفي المقدمة منها قضية فلسطين المحتلة ودعم لبنان ومقاومته في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية.
٣- لن يجرؤ أي نظام عربي على الانفتاح الحقيقي على سورية دون إذن مسبق من الولايات المتحدة، ولغايةٍ، لا تكون فيها مصلحة سورية وشعبها، بالضرورة، هي الأساس من خلف هذا الانفتاح.
إن غالبية الأنظمة العربية تعاني من أزمة خانقة في اقتصادها ويبدو التضخم والانهيار النقدي والعجز في تحقيق التوازن الاقتصادي سمة عامة للنظام العربي الرسمي، وبالتالي هذه الأنظمة هي رهينة المساعدات الأميركية والغربية، وبقاء حكامها في مواقعهم رهن بمواقفهم المرسومة مسبقاً!
٤- بالتالي، لن يقوى اي نظام عربي على تجاوز الرغبات الأميركية، وعليه فإن الرهان على خرق عربي للحصار الغربي لسورية، لا أساس ماديا له.
٥- إن الأنظمة العربية، لن تعترف لسورية بموقعها الاقليمي مجدداً، وقد تكون هذه المقدمات بمثابة التحلل المسبق من تصعيد الاعتداءات وزيادة الخناق على دمشق، فحري بهذه الأنظمة والجامعة العربية أن تبادر فورا إلى اتخاذ قرار بعودة سورية الى مكانتها ومكانها الطبيعيين، وحريٌ بهم أيضا أن يبادروا فيتوجهوا للإدارة الأميركية من أجل رفع الحصار القاتل عن سورية وشعبها والإقرار بأن هذا النوع من الضغوط أثبت عقمه في ظل معادلة اقليمية ودولية ناشئة تمنع سقوط سورية ونظامها الحالي تمهيدا لتقسيمها أو لبننة نظامها في أحسن الأحوال.
٦- يراهن البعض على وهم الانفتاح، وسط اشتداد الكباش الدولي بين محورين؛ الأول أميركي والثاني روسي – صيني، وتعبر مواقف قطبي هذين المحورين عن مضيهما في خوض المعركة حتى النهاية، فالأول يجاهر بفرض املاءاته على أنظمة العالم ويقبض على الاقتصاد العالمي… والثاني اعلن بوضوح أن استراتجيته الجديدة تتمثل في “كسر احتكار الولايات المتحدة للقرار الدولي”.
امام هذه المؤشرات، واهمٌ من يراهن على وهم عربي جديد.