الإرتطام بعد الانهيار..فماذا بعد الارتطام؟(أحمد عياش)
د.أحمد عياش
واضح لنا ان الانهيار سقوط سريع لخدمات الدولة وتدهور عظيم في شروط عيش المواطن الى حدّ طلب الحاجة والعوز واستسهال السرقات وتقبيل الايدي من اجل البقاء على قيد الحياة.
اما وقد حصل الارتطام، فماذا سيكون واقع الحال؟
كارثة في القطاع الصحي وتوقف مستشفيات عن استقبال الحالات الطارئة .
العودة للشمع و للقنديل ولنقل الماء ب”الغالونات” والاغتسال بالكيلة.
اغلاق المدارس الخاصة وتوقف الاساتذة في القطاع الرسمي عن التوجه الى المدارس .
النفايات ستملأ الشوارع الى حد ّقطع المرور في المدن.
خدمات الانترنت والاتصالات ستسوء كثيرا وستتحول للاثرياء فقط.
هرب جنود واستقالة ضباط من الجيش ومن القوى الامنية وانتشار الفوضى.
ارتفاع كبير في حدة انفعال الموظفين في القطاع العام الذين ستصبح رشوتهم ومهما بلغت بلا قيمة.
موت السجناء او الهرب الجماعي المنظم.
الحكم الذاتي العنفي في المدن الكبيرة .
الادارة الذاتية في الريف.
عودة الميليشيات بقوة لتأمين الحد الادنى من شروط استمرار الحياة.
موجة كفر والحاد ولا ثقة وعبثية وعدمية كردّة فعل طبيعية وعادية ومنتظرة على حالات دينية وطائفية لم تأت على البلاد بغير الكيدية والاحقاد ونشوء طبقات برجوازية مستجدة وطارئة لئيمة انما متدينة ومؤمنة وتقوم بمناسك فرضها الرب.
سيلعن سكان الطوابق العليا في المدن حظهم ولحظة اعتقادهم بالتمتع برؤية المدينة من فوق وسيتشاجرون مع اصحاب الطوابق السفلى الذين سيتوقفون عن المساهمة في دفع صيانة كهرباء المولد وسيفضلون الصعود الى بيوتهم على الدرج.
ستتوقف الاعلانات في الاجهزة المرئية ما سيجعلها تابعة وتافهة اكثر.
ستندر السيارات الجديدة وستنتعش السيارات القديمة وستعود الاعراس الى ساحة البيت رغم ندرة الزواج وازدياد منسوب المساكنة والدعارة .
سيتحول المحتاج من السرقات الى الاجرام الدموي.
ستعود المسدسات الى خصر الشبيبة بحجة الدفاع عن النفس.
لن يتحدث احد عن “اتجاه عكس السير” سيخالف الجميع القوانين…
مهما استندت الطبقة الحاكمة على القوى الامنية لمنع الفوضى فان الفوضى لا تحترم ولا تقيم وزنا لأحد…
ستتعرض مخازن الذخيرة للدولة وللاحزاب للسرقات.
سيبرر الناس الفضيحة والجريمة …
ما بعد الارتطام مأساة حقيقية وجهنم موصوفة ولن يكتب احد ان في عهد فلان وفلان سقط البلد وانتهى لانه لن يبق احد ليذكّر احد…
الهرب الجماعي ات لا محالة…
سوء ادارة الصراع وتراكم الفساد وغض النظر عن اللصوص التاريخيين وتجبّر المصارف و تواطوء رجال الدين مع اثرياء السياسة والتجار والتصفيق للمرابين وللمقاولين وللسماسرة وجائحة القائد كوفيد التاسع عشر هم المتهمون الأول بالابادة الجماعية واخر المتهمين اسرائيل…
لحظة،
ماذا لو قدمت اسرائيل الخدمات والمساعدات!
ستكرم الناس العملاء لتبقى على قيد الحياة لان الجميع سيبرر الخيانة والجريمة.
سيبرر الناس الخيانة والتطبيع و سيذكر البعض محاسن اسرائيل عند الاحتلال اذ لم يغتصب جندي امرأة ولم يسرق جنديا بيتا انما الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا لبنانيون وان سألت هؤلاء الناس عن قانا لبرروا لاسرائيل الجريمة ولقالوا ما لا يتحمله عقل…
هل فهمتم الان ام لم تفهموا…؟
هذه نتيجة من لا يسمع ولا يقرأ بل يتشاطر في تخوين الشرفاء.