اختراق ايجابي في ملف الاولمبية اللبنانية على طريق طويل نحو “الحلّ بالحلّ”(سليم عواضة)
كتب سليم عواضة – الحوار نيوز
يبدو أن عنوان “الحل هو بالحل” ،سيحضر مجددا في ازمة اللجنة الاولمبية اللبنانية.
تلوح في الافق مؤشرات ضئيلة لمجموعة من حلول مرتقبة، مع ان المظاهر أوحت الى تمسك طرفي النزاع بموقفيهما، خصوصا ان الامور انزلقت في اليومين الماضيين نحو “استعراض عضلات” لا يؤدي الا الى مزيد من الخراب.
مجددا، ينسحب النموذج اللبناني في القطاعات كافة على الرياضة، فعندما تحدث معارك، ينبثق عنها “خاسر ورابح” لكنّ كليهما لا يقوى على الحكم بمفرده الا نادرا.
وبعيدا عن المطالعات الانشائية المغلفة بتفسير مواد القوانين المحلية والدولية، يقول مرجع قانوني دولي كبير “اجلسوا واتفقوا على كافة التفاصيل، لأننا اعتدنا على مر العصور في لبنان على صيغة “لا غالب ولا مغلوب” وهذه الصيغة كانت قائمة دائما، ربما لم تحقق نتائج كبيرة، لكنها جنبتكم “البهدلة”.
وأضاف المرجع : “رجل هذه المهمات في الرياضة اللبنانية يعرفه الجميع، اذهبوا اليه وسيجد الحل لكم”.
بعيدا عن الاضواء، علم أن تحركات “القيادي الكبير” في مكتب مرجعية وطنية بارزة، استؤنفت وقد جرت بعد ذلك اجتماعات عديدة تم خلالها تقديم مجموعة طروحات تتمحور جميعا حول فكرة “حل” اللجنة التنفيذية الحالية في اللجنة الاولمبية واعادة تصنيع توليفة جديدة تحفظ التوازنات وتراعي الكفاءة.
“لن نتحدث في التفاصيل بإنتظار نضوج هذه الطروحات لأنها ما زالت مجرد اقتراحات”.. هذا ما اتفق الوسطاء عليه تجنبا لتوسيع رقعة الحديث، لأنهم على قناعة ان ثمة متضررين من ولادة “حل” سيسعون حكما الى العرقلة كما فعلوا من قبل، والمفارقة ان هؤلاء حاضرون في صفوف الطرفين.
وحتى الساعة ومع عدم استبعاد حصول تطورات متسارعة، يوحي المشهد من بعيد الى وجود لجنتين، واحدة تحظى بشرعية دولية برئاسة جلخ تواصل تحقيق المكاسب، والثانية برئاسة عبود تتواصل مع الجهات المحلية برغم انها لا تمتلك اي مستند رسمي على اعتبار ان وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال جورج كلاس لم يوقع لها الافادة الادارية.
ويصف مرجع رياضي كبير ما يجري بإستعراض عضلات “فارغ” لن يشكل سوى ضرب وتدمير للحركة الرياضية الأولمبية والوطنية، لا بل يشكل ضربا لصيغة قائمة منذ زمن ويتحمل من يقف خلف طرفي النزاع مسؤوليتها بصيغة متفاوتة. ويتابع أن لغة العقل غائبة، وما يحصل يمثل مزيدا من التهور والتدهور، والمطلوب الخروج في اسرع وقت من هذا المأزق لأن اللجنة الاولمبية بواقعها الحالي غير مؤهلة للاستمرار ولا بد من الاتفاق على “فرط” عقد اللجنة والاتفاق مسبقا و قبل الانتخابات على كل تفاصيل المرحلة المقبلة. ولم يستبعد المرجع في حال عدم التوصل الى اتفاق أن يتجمد نشاط الرياضة اللبنانية.
فعل ثم رد فعل.. فبيانات
ومع ان التطورات تجاوزت البيانين الصادرين عن كل جهة، نعرض في ما يلي اختصارا لما جرى في اليومين الماضيين:
يعتبر بيار جلخ نفسه الرئيس الشرعي متسلحا بقرارات اللجنة الأولمبية الدولية، بعدما تلقى كتابين تم الاعتراف بموجبهما بالمقررات الصادرة عن الجمعية العمومية الاستثنائية، وعلى هذا الأساس تم نزع منصب الأمين العام عن العميد حسان رستم ومحو اسمه عن الموقع الالكتروني الرسمي للجنة الأولمبية اللبنانية، واعتبار انتخاب السيد جورج عبود رئيساً عملية غير قانونية وغير شرعية.
وعليه دعا المعنيين الى عدم الحضور الى مقر اللجنة الاولمبية اللبنانية ،وتوجه مساء الثلاثاء برفقة عدد من اعضاء اللجنة التنفيذية الى مقر اللجنة الأولمبية وقام بتغيير قفل المدخل الرئيسي. ويقول جلخ إنه تفاجأ بعد رحيله بالعميد حسان رستم الذي وصفه برئيس اتحاد التجذيف يدخل الى مقر اللجنة الأولمبية ويلتقط صورا برفقة رئيس اتحاد “المواي تاي” سامي قبلاوي ورئيس اتحاد القوة البدنية حسنين مقلّد وعضو اتحاد كرة الطاولة السيد وسام شيري مع بعض الأشخاص (لاعبي كمال اجسام ومصارعين بحسب ما اظهرته الصور).
في ما تقدم الرواية بحسب جلخ ،فماذا عن رواية الطرف الآخر؟
في بيان آخر صدر بإسم “اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية برئاسة جورج عبود” إنما من دون توقيع الأخير، وصفت الحادثة بالإعتداء السافر وإقتحام خارج عن الضوابط الأخلاقية والإنسانية للمقر من قبل جلخ الذي اتهم بكسر وخلع باب مقر اللجنة .واشار البيان الى تخريب أجهزة الإتصالات والإنترنت وتركيب قفل جديد.
وتابع البيان إنه وبعد الكشف على المقر العام للجنة بإشارة القضاء المختص “تم اعادته الى امين عام اللجنة (رستم) وقد باشرت الاجهزة الامنية تحقيقاتها على ضوء الجرم الحاصل والاضرار المتعمدة، حيث أظهرت التسجيلات كافة تفاصيل الاعتداء إضافة الى إفادات الشهود”.