إغتراب

إغتيال شخصية مسلماني معنوياً سياسياً وإجتماعياً

 

كتب حسن علوش – الحوارنيوز خاص

يعكس الكاتب السياسي الأسترالي ستيورت ريس بكل أمانة حقيقة تعرض النائب الأسترالي من أصل لبناني شوكت مسلماني لمحاولة اغتيال سياسي وإجتماعي تمت على أيدي الشرطة الفدرالية الأسترالية بناء لقرار قضائي سبقه تحريض سياسي واعلامي وقف خلفه مجموعات من اللوبي الاسرئيلي وذلك انتقاما من مسلماني، النائب القادم من أصول عربية، الذي انحاز لقضايا الحق والعدل حول العالم وفي المقدمة منها قضية الإحتلال الاسرائيلي لفلسطين وممارساته المخالفة للقوانين الدولية ولأبسط حقوق الانسان.

قضية مسلماني هي قضية كل مواطن لبناني – عربي ينتصر للحق بوجه الباطل، وينتصر للديمقراطية في مواجهة محاولات الكسر والإرهاب والإلغاء وإخماد كل صوت معارض لسياسات قمع الحريات وكشف الحقائق، التي تمارسها مجموعات منظمة ترتبط بلوبي اسرائيلي في أستراليا وفي العديد من الدول حول العالم.

أحب النائب مسلماني بلده أستراليا وقدم خلاصة جهده ونضاله النيابي والسياسي في سبيل خدمة المجتمع الأسترالي وقد قابله المجتمع الأسترالي هذا الحب، ولم تفلح محاولات التشويه التي تجاوزها مسلماني وانتصر عليها بشهادة كل من عرفه.

الحوارنيوز تنشر للكاتب ستيورت ريس* مقالا مترجما للزميل حسين الديراني نقلا عن مجلة عرب أستراليا – سيدني.

ستيوارت ريس

يقول الكاتب ستيورت ريس:

في 19 أكتوبر ـ تشرين الأوّل ألقى النائب العمّالي شوكت مسلماني خطاب الوداع في قاعةٍ عامّةٍ مزدحمة ـ قاعة مجلس شيوخ ولاية نيو ساوث ويلز. القى خطابه بكلّ كرامة وبدون مرارة وبإمتنان للعديد من أنصاره الذين حضروا بالمئات. كانت معاييره في الحياة العامّة مثيرة للإعجاب ولكن كانت المعاملة من قبل نشطاء أقوياء ضدّه مخزية. ومن خلال الخداع والسريّة لكبار أعضاء حزبه ـ حزب العمّال ـ نيو ساوث ويلز ـ تمّ إقصاء السيد شوكت مسلماني من الترشيح للإنتخابات لمنصب مجلس الشيوخ في الإنتخابات المقبلة، ومن المفيد معرفة السبب.

شوكت من أصل عربي ـ لبناني، أوّل نائب مسلم في برلمان أسترالي، دعم بقوّة حقوق الإنسان الفلسطيني، قدّم ملاحظات إيجابيّة حول تعامل الحكومة الصينيّة المبكِر مع جائحة كوفيد ودافع عن مصالح مجموعات مختلفة في المجتمع الأسترالي ومن ضمنهم المواطنين من أصل صيني. في أوائل عام 2020 ساهم أعضاء من وسائل الإعلام التي يرعاها “مردوخ” واللّوبي الصهيوني في نيو ساوث ويلز في حملة عنوانها “فلنقم بحملة استهدافه وعزله” في جوّ من جنون العظمة يشجّعه تشريع حكومة “موريسون” الاحرارية لمكافحة “التدخّل الخارجي” حيث يمكن وضع المواطنين تحت الشبهة والشكّ إذا دعموا أفراداً من الجالية الصينيّة أو دعموا القضيّة الفلسطينيّة أو أي مواطن من ذوي العقيدة الإسلاميّة، وكان النائب المسلم شوكت مسلماني هدفاً واضحاً لهم.

 

 

 

بين 31 مارس و 10 أبريل 2020، وكما لو كانوا يبحثون عن ضجّة كبيرة، أنتج الصحفيون والمذيعون 32 مقالاً يهاجمون مسلماني بزعم عدم ولائه لأستراليا ـ 12 مقالة في صحيفة ديلي تلغراف و 10 في سيدني مورنينغ هيرالد، و7 من سكاي نيوز وراديو GB2.. و2 من الأخبار اليهودية. انضمّ “بيتا كريدلين” ـ سكاي نيوز ـ إلى الإذاعي العنصري “راي هادلي” وكذلك “آلان جونز” في الهجمات على النائب شوكت مسلماني بمساعدة تعليقات من “بيتر داتون” حليف إسرائيل.. وكذلك “والت سيكورد”، وكلّ هؤلاء كان هدفهم واحداً وهو اغتيال شخصية مسلماني معنويّاً، سياسيّاً وإجتماعيّاً. في 2 أبريل، وفي حاجة إلى إظهار كيفيّة مواجهة “التدخّل الخارجي”، تحدّث “بيتر داتون” إلى “راي هادلي” في راديو “تو جي بي” قائلا: “لا يمكن أن يكون لديك ولاء لدولة أخرى وتتظاهر بالولاء لهذا البلد في الوقت ذاته”. وضخّم “هادلي” هذا التلميح حتى وصف النائب مسلماني بالخائن. وبما أن “هادلي” ذو صوت مؤثّر في الاعلام الأسترالي ويخاف منه السياسيّون شيطن المسلمين وأثّر في مواقف قادة حزب العمّال ـ ALP ووصف النائب بأنه “زميل مؤسف إلى حد ما”.. وقال “هذا الأحمق”.. إضافة الى أوصاف ومصطلحات قذرة معروفة يردّدها هادلي.

في 3 أبريل 2020 وفي مقابلته مع زعيمة حزب العمّال ـ نيو ساوث ويلز ـ “جودي مكاي” أعلن هادلي أن القيادة في نيو ساوث ويلز “تتوقّع منكِ طرد هذا الرجل.. هل يمكنكِ إسكاته”. وبما أنها قياديّة هشّة ردت قائلة إنها ستمتثل وطلبت من مسلماني الإستقالة. وفي 7 أبريل استقال مسلماني من منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ في ولاية نيو ساوث ويلز ولكنّ المتنمّرين استمرّوا بالعدوان بأسلوب فيه من سمات الديكتاتورية الكثير. ووسط مخاوف من أن عملاء الحكومة الصينيّة في أستراليا ربّما قد تسللوا إلى مكتب شوكت مسلماني، وعلى طريقة جيمس بوند، خطّط سياسيون في العاصمة الفيدراليّة كانبيرا مع قيادة في الشرطة الفيدراليّة ومسؤولين في وكالة المخابرات المركزيّة الاستراليّة ASIO لشنّ غارة على منزل مسلماني في سيدني ـ روكدايل .

 

وفي السادسة من صباح يوم الجمعة 26 يونيو انتظرت وحدات إعلاميّة كبيرة خارج منزل شوكت مسلماني استعداداً للترحيب بوصول 40 عنصراً من الشرطة الفيدرالية.. وبقيت الشرطة الفيدرالية لمدة 19 ساعة تحتلّ منزله، وأخبرت الشرطة الفيدراليّة السيّد شوكت أنه لم يكن مشتبَهاً بأي فعل خاطئ وعلى الرغم فتّشت منزله واحتجزت مقتنياته وأصيبت زوجته ووالده المسنّ وابنه الصغير بصدمة مرعبة كبيرة. وبعد يومين، وفي مساهمتها في حفل جنون الإرتياب من أجل أمن أستراليا أوقفت زعيمة حزب العمّال بالولاية “مكاي” النائب مسلماني من عضوية حزب العمال، وكلّ ذلك تمّ القيام به من دون أي دليل واحد ضدّ النائب مسلماني أو أي من موظّفيه.

وفي 22 أكتوبر 2020 برّأت لجنة الحقوق البرلمانية في نيو ساوث ويلز النائب شوكت من كلّ ما نُسِب إليه، وعاد إلى حزب العمّال وإلى البرلمان. لم يكن قادة حزب العمال في الولاية ومنهم “ماكاي” والآخر “مينز” والصحفيون وكبار ضبّاط الشرطة الفيدرالية لديهم الشجاعة بما يكفي للاعتذار عن أفعالهم. وفي جلسات مجلس الشيوخ حول التقديرات بخصوص قضية مسلماني سُئل مفوّض الشرطة الفيدرالية السيّد “ريز كيرشو” عن أسماء المتورّطين حتى في تجميد الحسابات المصرفية لأسرة مسلماني وعن الذي أبلغ وسائل الإعلام عن توقيت مداهمة منزل النائب مسلماني؟. ظلّ الصمت سيّد الموقف وبقيت الاسئلة دون إجابات إلى الآن.

 

هذه القصّة المأساويّة والقضيّة الانسانية والسياسية تعطينا عدّة دروس في الصراع بين السلوك المبدئي وبين الخداع السياسي لإستعادة الثقة بالسياسة وبالكياسة في الحياة العامّة حيث يجب ألاّ يكون هناك تكرار لإضطهاد نائب أو أي مواطن لم يرتكب أي خطأ. كان هناك عدم تطابق بين السلوك غير الأناني والمبدئي لشوكت مسلماني الذي دافع عن المحرومين في أستراليا وحول العالم والسلوك المخزي لأولئك الذين جعلوه كبش فداء. كانوا جبناء، لم يكونوا أبدًا شجعاناً بما يكفي حتى للإعتذار. وحتى أن بعض مؤيدي النائب شوكت مسلماني قد يجادلون أنه كان من الأفضل عدم فضح السلوك الجبان للأشخاص الأقوياء وعدم التصدّي لهم، وكان من الأفضل ترك الكلاب النائمة نائمة، ومع ذلك فإن الهجمات على مسلماني ـ السياسي غير العادي ـ لها تداعيات مخيفة. تشير تجربته إلى أنه في الحياة العامة أن تكون جديرًا بالثقة ومبدئيًا وشجاعًا غير ذي أهمية تذكر.

* ستيوورت ريس Stuart Rees أستاذ بجامعة سيدني وحائز جوائز عديدة منها جائزة القدس للسلام وذاته مؤلّف كتابCruelty or Humanity الشهير.

Principled conduct? Shaoquett Moselmane and the NSW ALP

By Stuart Rees

On October 19, before a crowded public gallery and in a packed Upper House of the NSW parliament, Labor MP Shaoquett Moslemane gave his valedictory speech. He did so with dignity, with no bitterness and with gratitude to his many supporters. His standards in public life have been impressive. His treatment by powerful operatives has been disgraceful.

Via the secret trickery of senior members of the NSW ALP, Shaoquett had been ousted from nomination for election to an Upper House position in the forthcoming State election, but this was the last act in years of political bastardry. It is salutary to know why.

Of Arab descent, Shaoquett was the first Moslem MP in the State Parliament. He supported the human rights of Palestinians, had made positive observations about the Chinese government’s early handling of the Covid pandemic and had championed the interests of diverse community groups, including citizens of Chinese origin.

In early 2020, members of Murdoch sponsored media and of the Zionist lobby in NSW, contributed to a ’let’s get him campaign.’ In an atmosphere of paranoia encouraged by the Morrison government’s foreign interference legislation, citizens could be placed under suspicion if they supported Chinese community members, Palestinians or were of Islamic faith. Moslem MP Shaoquett was an easy target.

Between March 31 and April 10 2020, as though in search of sensation, journalists and broadcasters produced 32 articles attacking Shaoquett for alleged disloyalty to Australia, 12 items from the Daily Telegraph, 10 from the Sydney Morning Herald, 7 from Sky News, Radio 2GB and 2 from Jewish News.

Peta Credlin of Sky News joined radio shock jocks Ray Hadley, and Alan Jones in attacks on Moselmane. Aided by comments from Peter Dutton and Israel supporting Labor MP Walt Secord, these individuals’ taste for character assassination knew few limits.

On April 2, needing to show how to stifle signs of ‘foreign interference’, Peter Dutton spoke to Radio 2GB’s Ray Hadley, ‘You can’t have an allegiance to another country and pretend to have an allegiance to this country at the same time.’

Hadley amplified this hint that the Labor MP was a traitor. As leader of the head kicking brand of journalism, he demonised Moslemane and influenced the attitudes of ALP leaders. He described the MP, ‘a rather regrettable fellow’, ‘this jerk’, ‘a train wreck’, ‘a Chinese PR spokesperson’, ‘a lunatic’ ‘a low filthy bludger,’ ‘this low life.’

On April 3 2020, in his interview with Labor leader Jodi McKay, Hadley announced that the people of NSW ‘expect leadership from you and they want this bloke sacked… Can you shut him up.’ Unable to stand up to the shock jock, Mckay said she would comply. ‘Ray his conduct has been appalling.’

On April 7, Moselmane resigned as Assistant President of the NSW Upper House but the bullies persisted. The next development was more characteristic of a dictatorship than a democracy.

High on their James Bond like concern that Chinese government agents may have infiltrated Shaoquett Moselmane’s office, Canberra politicians, members of the AFP and ASIO officials planned a raid on Moslemane’s home.

At 6 am on Friday June 26, a large media contingent waited outside Shaoquett’s house ready to welcome the arrival of 40 Federal police. In two shifts of 20 each, the AFP stayed for 19 hours, told Shaoquett that he was not suspected of any wrong doing, but searched his home, his car and traumatised his wife, his elderly parents and young son.

A couple of days later, in her contribution to paranoia about Australia’s security, State Labor leader Mckay suspended Moselmane from parliament and from membership of the Labor Party, each act conducted without a shred of evidence against the MP or his staffer.

On October 22 2020, the NSW Parliamentary Privileges Committee exonerated Shaoquett. He returned to the Labor party and to parliament.

Labor leaders McKay and Minns, journalists and senior AFP officers were never brave enough to apologise for their actions.

In Senate Estimates hearings in late 2020, the AFP Commissioner Reece Kershaw was asked who was involved in freezing Moselmane family bank accounts, who had tipped off the media about the police raid. Concealment remained the name of the game. Kershaw needed to ‘take such questions on notice.’ No-one will ever receive answers to those questions.

This story of struggle between principled conduct and political trickery teaches several lessons. To restore trust in politics and civility in public life, there must be no repetition of the persecution of a citizen who committed no wrong.

There has been a complete mismatch between the selfless, principled conduct of Shaoquett Moselmane, who championed disadvantaged communities in Australia and internationally, and the shameful behaviour of those who scapegoated him but were never sufficiently brave to apologise

Even some supporters of Shaoquett Moslemane may argue it is best not to expose the cowardly behaviour of powerful people, better to let sleeping dogs lie. However, the attacks on this unusual politician have frightening implications. His experience suggests that in public life, being trustworthy, principled and courageous may count for little

Stuart Rees OAM is Professor Emeritus, Univ. of Sydney, recipient of the Jerusalem (Al Quds) Peace Prize and author of the recent Policy Press book ‘Cruelty or Humanity’

 

  • نقلا عن الزميلة مجلة عرب أستراليا سيدني

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى