حروبسياسة

إغتيال العاروري: الرد أكيد وحتمي ..لكن السؤال أين وكيف ومتى وماذا بعد؟(واصف عواضة)

 

 

كتب واصف عواضة- خاص الحوار نيوز

لم تمض دقائق على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد صالح العاروري ،حتى ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالسؤال الذي يدور في أذهان الجميع،أصدقاء وحلفاء وأعداء، حول الرد على هذه العملية ومفاعيله على الساحة اللبنانية على وجه الخصوص، وساحة المنطقة بشكل عام .

ولا شك أن الإجابة على هذا السؤال تحمل في طياتها قناعة بأن الرد أكيد وحتمي ،لكن أين وكيف ومتى وماذا بعد ،أسئلة تحمل الكثير من الإحتمالات التي لا يستطيع إعطاء الجواب الشافي عليها إلا الراسخون في علم المقاومة والمعنيون المباشرون الذين يملكون كامل المعطيات المتعلقة بالواقع القائم.

الشهيد صالح العاروري

لقد نشط المحللون والمراسلون عبر الشاشات والمواقع الألكترونية في قراءة الدوافع والنتائج والآفاق المترتبة على اغتيال القائد العاروري،وركز معظمهم على الموقف اللبناني في هذا المجال ،وتحديدا موقف حزب الله الذي أصدر بيانا اعتبر فيه “أن اغتيال العاروري ورفاقه هو اعتداء خطير على لبنان، وتطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة ،ولن يمر من دون عقاب” .لكن الجميع بانتظار خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله مساء الأربعاء ،والذي كان قد هدد في خطاب له في 28 آب الماضي بأن “أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا او فلسطينيًا او سوريًا أو ايرانيًا او غيرهم، بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي ،ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة.”

ولا شك أن السيد سيعيد التأكيد على ذلك في خطابه المنتظر،لكن من السابق لأوانه إجتراح رؤية حاسمة في هذا المجال على صعيد التفاصيل،باعتبار أن اغتيال العاروري أدخل إلى خطاب السيد نصر الله عاملا جديدا كبير الأهمية،يتطلب الكثير من التأني في استقراء موقف الحزب.

فما هدد وتوعد به السيد نصر الله في أواخر آب المنصرم ،أي قبل أكثر من شهر على عملية “طوفان الأقصى” ،هو حاصل اليوم بشكل أو بآخر،وبصورة تحمل الكثير من التوتر ،حيث تشهد الساحة اللبنانية الجنوبية وشمال فلسطين المحتلة معارك وصدامات يومية وقصف صاروخي ومدفعي وجوي يفوق التصور ، وقد يكون تخطى أي رد للحزب هدد به السيد في حينه.إلا أن ذلك لا يمنع أن يكون للحزب ومحور المقاومة بشكل عام رد مختلف، قد يؤدي إلى توسيع ساحة الحرب ،وقد لا يؤدي إلى مثل هذا الأمر.

ولا شك أن الاتصالات قد تكثفت بين الحزب وحلفائه في محور المقاومة ،بعد اغتيال العاروري على الفور،وهي ستستمر خلال الليل وطوال النهار قبل خطاب السيد الذي يفترض أن يقدم فيه إجابات على الأسئلة الحائرة، وباسم كل محور المقاومة.وبالتأكيد سترافق عملية التواصل بين الحلفاء، رسائل ينقلها الوسطاء بين الحزب وبعض الأصدقاء والخصوم،قد تحمل كالعادة مزيجا من النصائح والضغوطات والتحذيرات.لكن يبقى الأساس في مايراه محور المقاومة مناسبا في هذه الظروف،خاصة وأن الطاقم الحاكم في إسرائيل يستجدي توسيع نطاق الحرب للخروج من مأزقه في غزة.

وعود على بدء:الرد أكيد وحتمي ،لكن أين وكيف ومتى ..وماذا بعد؟

الجواب النهائي في عهدة الحزب ومحور المقاومة.    

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى