أظهرت التقارير والإحصاءات الصحية تصاعدا خطيرا في إصابات جائحة كورونا في أوروبا خلال الأسابيع المنصرمة،حيث يسجل عدد الوفيات والإصابات اليومية بالفيروس ارتفاعا ملحوظا منذ 6 أسابيع متتالية في أوروبا، خصوصا في بلدان مثل روسيا وأوكرانيا ورومانيا وألمانيا.
وقد أعلنت السلطات الصحية الألمانية تسجيل ارتفاع قياسي في الحصيلة اليومية للإصابات بفيروس كورونا المستجد، منذ ظهور الوباء قبل نحو عامين، وفق ما أظهرت أرقام صادرة عن “معهد روبرت كوخ”.
وسجل المعهد الصحي الألماني الأربعاء، نحو 40 ألف إصابة جديدة، فيما سجلت السلطات الصحية الروسية الثلاثاء، أعلى حصيلة وفيات منذ بدء ظهور الوباء بواقع 1211 حالة وفاة خلال يوم واحد، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى نحو ربع مليون.
وعليه ،حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن وتيرة انتقال عدوى كورونا في أوروبا “مقلقة جدا” في الوقت الحالي، ما قد يؤدي إلى تسجيل نصف مليون وفاة إضافية في القارة بحلول شباط/ فبراير المقبل.
ويعيد خبراء صحيون الارتفاع الكبير في الإصابات والوفيات خلال الأسابيع القليلة الماضية، في العديد من بلدان القارة الأوروبية، إلى بطء عمليات التطعيم نسبيا، إذ تظهر الأرقام الرسمية أن 70 في المئة من السكان في ألمانيا مثلا تلقوا كامل جرعات اللقاح.ويشيرون إلى أن معظم المرضى المصابين في وحدات العناية المركزة هم من غير الملقحين، فيما ترتفع أعدادهم بشكل مضطرد.
ويبدو أن التراخي والتهاون في اجراءات الوقاية كالتباعد الاجتماعي وعدم ارتداء الكمامات، هي بدورها من مسببات هذه الموجة الوبائية الجديدة التي تلوح في الأفق الأوروبي.
ويقول المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانس كلوغه: “أصبحنا مجددا مركز الجائحة، فالوتيرة الحالية لانتقال العدوى وانتشارها في أوروبا مقلق للغاية، وإذا بقينا على هذا المنوال، قد نسجل نصف مليون وفاة إضافية من جراء مضاعفات كوفيد-19 في أوروبا بحلول شهر شباط/ فبراير”.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات من أن فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، سيحمل معه موجة جديدة من الوباء في أوروبا، لا سيما وأن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة في حال عدم وضع ضوابط لها ستسهم في انتشار واسع للمرض، وفق ما يحذر المراقبون.
ويقول الطبيب الدكتور زامو بختيار، في حوار مع سكاي نيوز عربية: “انتشار الفيروس بهذا الشكل المريع في أوروبا ينعكس خطرا على كافة القارات والمناطق حول العالم، ففضلا عن الكثافة السكانية في أوروبا، فهي بموقعها الجغرافي ما بين تلك القارات، وما تتميز به من ثقل اقتصادي وسياسي وسياحي، يجعلها بمثابة حلقة وصل العالم ببعضه، وهذا يعني أوتوماتيكيا انعكاس هذه الموجة الوبائية على كافة أنحاء المعمورة”.
وأضاف: “رغم توفر الإمكانات والقدرات الطبية والاقتصادية الهائلة في بلدان أوروبا، لمواجهة أكثر حزما ونجاحا مع الفيروس الفتاك، لكن مع الأسف ثمة ثغرات جوهرية في طرق التعاطي الأوروبي مع الجائحة”.
وأشار إلى “تضارب في بعض الأحيان بين طرق المعالجة والتصدي للجائحة”.وأكد أنه كان من “الأجدى بلورة سياسة صحية موحدة على صعيد بلدان الاتحاد الأوروبي، فهذا البلد يعتمد سياسة مناعة القطيع وذاك يعتمد الإغلاق وثالث بين بين، وفي المحصلة ها نحن نرى كيف أن هناك إخفاقا أوروبيا عاما في مواجهة كوفيد-19”.