د.حيّان سليم حيدر_ الحوار نيوز
طالما أنّه لا يحقّ لك أن تشطب المذهب عن إخراج القيد الفردي (غير الدستوري) فأنت تخالف الدستور،
وطالما أنّه لا يحقّ لك أن تتقدّم مرشحًا إلى مراكز / مناصب / وظائف معينة لأن الميثاق، بالمرصاد يحول دون ذلك، فأنت “تراعي” الدستور وتخالفه في آن. والميثاق هو ذاك المخلوق الفريد، المشكلة لكلّ حلّ كما وصفناه في سابق الزمان،
وطالما أنّه لا يحقّ لك أن تحاسب مَن يمثّل الأمّة جمعاء ومَن يحكم بإسم الدستور عندما يتكلّم عن حقوق طائفة مخالفًا الدستور نصًا وروحًا، فأنت تخالف الدستور،
وطالما أنّه لا يحقّ لك تأكيد تسجيل زواجك المدني حسبما جاء في القوانين المرعية وأن تتابع حياتك الطبيعية كمواطن كامل الحقوق، فأنت تخالف الدستور،
وطالما أنّه لا يحقّ لك أن تتملّك في مناطق محدّدة فأنت تخضع لقرارات “محلّية” مخالفًا الدستور،
وطالما أنّه لا يحقّ لك أن تحاسب الدولة لأنّها لا تمارِس واجباتها وفقًا للنصوص ولا تعمل في السهر على احترامها، فأنت تخالف الدستور، واللائحة تطول،
وطالما أنّه لا يحقّ لك وبالتأكيد لن يجوز أو يُسْمح لك بذلك، مِن أن: تلغي كلّ المواد المخالفة للدستور من الدستور والقوانين، وأن تلغي كلّ الوقائع والأعمال والأحداث والقرارات والإجراءات التي تأتّت من جرّاء التطبيق المخالف للدستور منذ تأسيس لبنان وفيها: إلغاء كلّ قوانين الإنتخابات وقوانين إنشاء مؤسّسات ومجالس ومنظمات وهيئات وإدارات وصناديق وأجهزة وبلديات وما شابه وكلّ وجميع ما يمتّ بإدارة شؤون البلاد بِصِلة، ومنها إلغاء كلّ الإنتخابات وعكس مفاعيل ما نتج عنها من نواب ومعهم حكومات وبالتالي رؤساء ووزراء، ومعهم كلّ وجميع من تمّ إنتخابه(ا) أو تعيينه(ا) أو تكليفه(ا) في أيّ وكلّ ما يتّصل بمفهوم الولاية العامة، ويلحق ذلك إلغاء كلّ الإنتفاعات المرافِقة من مناصب وألقاب ورواتب وتعويضات وإمتيازات من نوع بدلات سفر وتمثيل وأوسمة ومكافآت إلخ… واللائحة تطول ولا تنتهي في مكان قريب. وبعد كلّ ذلك، عليك بعمليات بحث وتدقيق وتقييم وما إلى ذلك بحيث يُعاد توزيع الأموال المُسْتَعادة إلى مستحقّيها المفترضين منذ نشأة لبنان وحتى تاريخ تصحيح الأمور. أيّها المواطن قيد الدرس: هل أنت متأكّد أنّك على هذا المستوى من الوعي والإدراك والصبر والفعالية والقدرة؟
على أنّه في النهاية: طالما أنّه لا يحقّ لك الإلتزام حرفيًّا بالدستور وتصحيح كلّ الأخطاء والمخالفات وعكس مفاعيلها كما عددنا آنفًا، فلا يمكن لك أن تكون لبنانيًّا. فلا حاجة من أن تستقيل من لبنانيتك، فأنت لم تكنه يومًا ولن تكونه أبدًا مع هذه الحقائق المؤلمة المُعاشة والمُتجدّدة جيل بعد جيل.
وفي الخلاصة: لا تتعبوا. عالجوا هذه المستحيلات أولًا ثمّ تعالوا نؤسّس دولة، وقد ننجح… قد.
بيروت، في 17 تشرين الأول 2021م. (في ذكرى حدث ما..)
زر الذهاب إلى الأعلى