ثقافةفنون

“أروى” في “المجهول”: حضور رصين (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

يصدف بين الفينة والأخرى أن أشاهد برامج فنية أو مقابلات مع فنانين أو فنانات.

لم أعد اهتم بمثل هذه البرامج لما تقدمه من حوارات خفيفة وادعاءات وحوارات فارغة يتشارك فيها كل من الضيف والمضيف على حد سواء.

مساء أمس، شاءت الصدف أن أشاهد حوارا أجراه مقدم البرامج رودولوف هلال مع الاعلامية والفنانة اليمنية “أروى” ضمن برنامج “المجهول” على شاشة LBCI .

لفتني في الشكل حضورها الواثق المكلل بابتسامة العارف، وما انطوى عليه المضمون من إجابات رصينة.

هي تبتسم حيث يجب أن تبتسم، وهي ترفض الابتذال وتمرير الرسائل والدخول في لعبة ” القيل والقال” التي حاول المضيف استدراجها إليها.

تجيب بصراحة وتعمل وفق قاعدة أن الانتقاد لا يجب أن يتحول إلى تجريح شخصي. لقد وضعت معايير أخلاقية ومهنية للنقد، والنقد هو قيمة أدبية وفنية لا تقل أهمية عن العمل موضوع النقد.

حكمت على طريقة تعامل الفنانة شيرين بالإعدام، أما عن شيرين نفسها وفنها، فهي موضع تقدير واحترام.

أصابت في حكمها على النائب بولا يعقوبيان بالنفي، نتيجة تجربتها خلال استضافتها في مقابلة تلفزيونية سابقة لم تكن يعقوبيان أمينة لما صرحت به، بل عمدت مرارا للمونتاج والتغيير وفرض شروط معينة قبل بث الحلقة الخ…  

والحقيقة أن من يعرف ويتابع مسيرة يعقوبيان، فهي فعلا “نائبة المونتاج” واستاذة في المواقف والحركات الاستعراضية والهوليودية، هي وبعض زملائها كانت وما تزال..

أعطت نضال الأحمدية حقها، وكانت جريئة في الإجابة حيال مقدمات البرامج في العالم العربي.

ذكاء “أروى” كشف هوية “المجهول”، لا أقصد هويته الشخصية، بل المهنية…

الحضور القوي ل “أروى” حوّل المضيف إلى “مذهول”، و”المجهول” إلى شخص ضعيف مرتبك، حركاته تنم عن قلة خبرة بشخصية الضيفة وقدراتها.

ذكت وائل كفوري كفنان أول، وهي محقة على صعيد الحضورالشعبي المتصل بهذا النوع من الفن، ولديه حضور أخاذ…

 لكنني اختلف معها حيال توصيفها للفنانتين اليسا وأصالة.

الأولى من مدرسة يعقوبيان وللبحث صلة، والثانية سيدة الصراخ بامتياز. لم تنجح في عملها الفني بذاتها ولا بصوتها ولا بمزاجها المتقلب حسب بوصلة المال.

الحوار الشيق مع “أروى” والخطاب المهذب والحضور المحبب يستحق التقدير..  ويا ليت بعض الفنانين والفنانات، في مختلف المجالات، وبالتحديد من فئة الشباب والشابات، يتواضعون ويتوقفون عن اتحافنا بالأحكام وكأنهم أصحاب تجارب كبيرة مضى على قيامها اكثر من ستين عاما. فليتوقفوا عن التعامل مع الجمهور وكأنه مجموعة تلامذة، أما هم /هن فأساتذة يملكون الحقيقة المطلقة !!

وهذا إعلان الحلقة كما روجت له المحطة:

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى