سياسةمحليات لبنانية

نواف سلام يهدر فرصته التاريخية (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

يوماً بعد يوم، يهدر رئيس الحكومة نواف سلام فرصته النادرة في تكريس إجماع اللبنانيين حول رئاسته للحكومة، كشخصية قادرة على إعادة الوحدة للنسيج الوطني اللبناني الممزق. 

فهو بدلا من إدانة جرائم العدو اليومية والتي تجاوزت بأهدافها ما هو مرتبط بطوفان الأقصى وعمليات المساندة المدروسة التي نفذتها المقاومة انطلاقا من لبنان، أطل علينا بتأكيد “حق الدولة في قرار الحرب والسلم” كواحد من ضمن جوقة خرجت بعيد اطلاق الصواريخ لتحمل حزب الله المسؤولية، ولم يكن بعد قد ظهرت حقيقة الصواريخ المشبوهة التي انطلقت من جنوب لبنان!

لم نقرأ له موقفه من انحرافات وزير خارجيته يوسف رجي، عن مباديء وثوابت البيان الوزاري للحكومة، ولا نعلم هنا ما اذا كان ثمة بيانان وزاريان ام بيان واحد!

لم نسمع له موقفاً من كلام المسؤول الأميركي شينكر، حيال لبنانية مزارع  شبعا وكفرشوبا، او حيال رغبة الدولة اللبنانية بمواصلة إسرائيل عملياتها ضد المقاومة لأنها عاجزة عن ذلك ،ملمحا إلى تفويض ضمن بذلك!  

بعد أكثر من ١٥٠٠ خرق من قبل العدو إلإسرائيلي للسيادة اللبنانية منذ وقف إطلاق النار يوم ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، لا يجوز توصيف ما يجري كونه خروقات، بل هو عدوان متماد وله أهدافه التي تتجاوز أمن المستوطنات شمال فلسطين.. انه مشروع لاحتلال وقضم اراض جنوبية ومواصلة الضغط الإرهابي حتى يتنازل لبنان عن حقه السيادي في أجزاء كبيرة من الأراضي ومن ثروته المائية،  ويرضخ لاتفاق سلام بشروط اسرئيلية، وكل ذلك بدعم وتغطية من صديقة العهد: الادارة الأميركية.   

 

بعد أكثر من ١٠٠ شهيد قتلهم العدو الإسرائيلي، بينهم عسكريّون من الجيش اللبناني وعشرات المدنيين، بعد اتفاق وقف النار،  لا زال سلام ومن خلفه ، يردون العدوان لحرب المساندة!

غريب أمر هؤلاء، يتعاملون مع جرائم العدو على خلفية “الموقف من سلاح المقاومة”..

ألم يقرأوا ادبيات ووثائق العدو المؤسسة للكيان الغاصب؟

ألم يقرأوا الاطماع العلنية لقادة العدو؟ 

ألم يشاهدوا كيف “مزق” وجاهر نتنياهو بأهدافه من على منبر الأمم المتحدة ورافضا تنفيذ اي من القرارات الدولية، أكانت متصلة بالحالة الفلسطينية ام في لبنان.

فليسألوا الدكتور عصام خليفة. وليقرأوا مواقف: ريمون اده، غسان تويني، ودراسات د. محمد المجذوب، ومذكرات بن غوريون، وتاريخ مجازر الهاغانا في جنوب لبنان بدءا بمجزرة حولا العام 1948.

ليقراوا موقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي جزم بأهمية المقاومة ما بقي احتلال، ولعل موقفه هذا كان سببا من أسباب اغتياله لمصلحة التيارات المذهبية المتشددة، والمتصالحة مع فكرة وجود الكيان ولمصلحة أنظمة البرجوازية العربية التي رأينا فاعليتها في آخر ثلاث قمم عربية خائبة!  

 وفي الخلاصة لا يمكن ان تصطلح شؤون لبنان وفق ما يطمحون،من خلال هذه السياسة .

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى