سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

الموقف الأميركي واسئلة ما بعد فشل “الخماسية”(حسن علوش)

 

حسن علوش- الحوارنيوز

لطالما كانت محاولات تدويل الأزمات اللبنانية حاضرة في عقول بعض مكوناته السياسية والطائفية على وجه التحديد، وذلك لإيمان مطلق لديهم بأن  صيغة النظام الطائفي تبقي على امتيازاتهم التاريخية وتمنع أي عملية تطور طبيعي لنظام الحكم ولبنية الجمهورية الأولى.

وفي سبيل ذلك، ارتموا في أحضان الإسرائيلي، واستدرجوا التدخلات الأجنبية والعربية على مر التاريخ( 1958 – 1975 – 1982 الخ..).

 

واليوم يكررون السيناريو نفسه، من دون وجل، مع علمهم المسبق واليقيني بأن ذلك قد يؤدي إلى تكرار مشهد الإحتراب الأهلي، والذي لا يخدم سوى من يرغب برؤية لبنان بلدا منقسما على ذاته، تائها على مفترق طرق دولية.

 

في سبعينيات القرن الماضي شكل الوجود الفلسطيني عنوانا لمواقفهم، وتحت هذا العنوان تسلحوا لمواجهة الفلسطيني وتعاونوا مع دولة الاحتلال ومهدوا لها طريق الاحتلال بالحرب الأهلية، فيما الحقيقة أنهم كانوا يخشون المدّ الديقراطي الذي كان يقوده كمال جنبلاط مع سائر القوى العلمانية من أجل تغيير النظام الطائفي واستبداله بنظام علماني ديمقراطي.

واليوم تدور مواقفهم حول سلاح المقاومة، فيما هم رفضوا ويرفضون، متضامنين متكافلين، أي بحث بتطبيق الدستور والإنتقال الى الجمهورية الثانية التي وضعت اسسها وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق “الطائف”..

 

واليوم نقلت صحيفة الجمهورية عن مصدر ديبلوماسي أن الموقف الأميركي يختصر، في انّه “يجب أن يكف قادة لبنان عن وضع مصالحهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وانّ «الأزمات السياسية والاقتصادية يجب أن تُحل من داخل لبنان، وليس من المجتمع الدولي”.

وكرّر المصدر المواصفات الاميركية للرئيس اللبناني، بأن “يكون بعيداً من الفساد، وقادراً على تمتين الوحدة الوطنية، والعمل بشفافية على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة”.

في الشكل كلام منطقي ،لكن في المضمون يطرح هذا الكلام السؤال التالي:

كيف لقادة لبنان أن يحلوا مشاكلهم بذاتهم وهم ممنوعون من الحوار الوطني؟

كيف لرئيس جديد للجمهورية أن يكون قادرا على تمتين الوحدة الوطنية، وحلفاء الولايات المتحدة يصرون على رئيس يأتي على خلفية مخاصمة الغالبية من اللبنانيين؟

مع فشل الخماسية، تقدم إلى الواجهة سؤال ثالث وهو الأخطر: ماذا سيكون عليه الحال في لبنان بعد أن يطبق الفراغ بالكامل على سائر المؤسسات الدستورية، وتصبح المناطق تحت إدارة قوى الأمر الواقع؟

وسؤال رابع وأخير: هل رئاسة الجمهورية شأن معزول عن هوية لبنان؟ ولماذا يتعامل المكوّن السياسي المسيحي مع الرئاسة، كما لو أن النظام السياسي في لبنان نظام رئاسي؟

الولايات المتحدة هي من تمتلك مفتاح الحل في لبنان ،ولها أن تقرر مصير حلفائها وبالتالي مصير لبنان.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى