سياسةمحليات لبنانية

الواقعية واللاواقعية في حركة الحراك

   

    بعد مضي شهر على الحراك المطلبي ماذا تحقق من المطالب المحقة التي اطلقها المتظاهرون في الشوارع والساحات؟
    واذا كانت استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري انجازا فما هي نتائجها؟
    نحن اليوم نرقص على حافة الهاوية، فلا مصارف ولا مدارس ولا شيء من مقومات الحياة الكريمة، فيما ارتفعت وتيرة المطالب التي بدأت بمحاسبة الفاسدين واستعادة المال المنهوب واسقاط رموز السلطة، الى المطالبة باسقاط النظام واجراء انتخابات جديدة وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الاخيرة وصولا الى المطالبة برحيل رئيس الجمهورية !!
    لا نشك ابدا بأحقية المطالب الحياتية التي جمعت اللبنانيين فخرجوا من طوائفهم واحزابهم ومناطقهم، قبل ان تخترقهم الاهداف الحزبية والسياسية والعملاء والشاشات المشبوهة لا بل الواضحة عبر  مخصصات مجزية كالنموذج العراقي في تحريك الجماهير وقطع الطرقات والحوادث المفتعلة في مناطق لها لونها السياسي والحزبي، ما يشير في النهاية الى واقعية الحراك كتعبير عن الوجع والبؤس وضرورة استئصاله، ولا واقعية هذا الحراك وتحوله الى اهداف مشبوهة ومراهقات ولعب بالنار على حساب آلام الناس وحاجتهم الى دولة ترعاهم وليس الهروب من الدلفة الى تحت المزراب.
    وقد بلغ الخيال عند بعض الناس من الخبثاء والاغبياء ان الشعب اللبناني خلع من عنقه الطائفية والزعيم وقادة الرأي والمرجعيات الدينية، وان هذا الحراك قادر على ان يفرض ارادته ولا مرجعية ولا وصاية عليه!!
    هل يظن عاقل في لبنان ان اللبنانيين تخلوا عن انتماءاتهم الدينية والمناطقية، وان هذا النظام الطائفي الموروث بآلامه وآماله بات يحركه هذا الحراك؟؟
    ان تحقيق المطالب الحياتية للشعب اللبناني واجبا وطنيا ويحتاج الى سياقات ومفاوضات ومتابعات ومشاورات ودراسات وانتظام في المؤسسات الدستورية، وهو واجب الحكومة القادمة التي تحظى بثقة وتأييد الشعب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى