دولياتسياسة

من هم الكرد ..ولماذا الدولة الكردية ولمصلحة من؟

 

الحوارنيوز – خاص

لماذا يشد الأكراد مشروع الدولة القومية الكردية ويرفضون المواطنة في دول قائمة على أسس دستورية مع بعض الخصوصية حيث لا تتناقض مع الولاء الوطني؟
من المستفيد من الدولة الكردية المستقلة وما هي أسس قيامها وإستمراريتها؟
هل يستفيد المواطنون الكرد؟ أم أن المشروع له أبعاد أخرى تتصل بلعبة الأمم وصراعاتها، كما حصل في يوغسلافيا السابقة، وكما حاولوا التأسيس لسوريا مقسمة طائفيا تقوم على أنقاض دولة مركزية غير طائفية؟
أسئلة مشروعة في ظل احتدام النقاش حيال مشروعية الدولة الكردية ووسط ما ترتكبه الدولة التركية من مجازر اليوم تحت عنوان " منع قيام الدولة الكردية" فيما تركيا تدرك تماما أن المشروع غير قابل للحياة وأن الحل يكون بتحويل الحدود، من "حدود نار" إلى حدود مفتوحة على التعاون.
كيف لقوى علمانية كردية أن تقبل بمشروع الدولة الكردية، والكرد يتوزعون على عدد من الطوائف والمذاهب، وقد يكون التفتيت تحت شعار دولة الكرد هو مقدمة لتفتيت داخل الدولة الكردية؟
من هم الكرد؟
  هم شعب يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا.
هم شعب من أصول هندو-أوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.
يتوزّع الأكراد على غالبية ساحقة من المسلمين السنّة وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية في الغالب، في حين تتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ حوالى نصف مليون كلم مربع، تتقاسمها أربع دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا.
ويختلف تعداد الأكراد باختلاف المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، يعيش القسم الأكبر منهم في تركيا (ما بين 12 الى 15 مليون نسمة، حوالى 20% من إجمالي السكان)، ثم ايران (حوالى 6 ملايين، اقل من 10%) ثم العراق (5 إلى 6 ملايين نسمة، ما بين 15 الى 20%) وأخيرا سوريا (اكثر من مليوني نسمة، 15% من السكان).
وسهّلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية بمعظمها والواقعة في الداخل من دون أي منفذ على بحر، على الأكراد الحفاظ على لغتهم بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل أساسي على النظام القبلي.
وبالإضافة الى هذه الدول الأربع، تعيش أعداد كبيرة من الأكراد في كل من أذربيجان وأرمينيا ولبنان إضافة الى أوروبا خصوصاً في ألمانيا.
إثر انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، بات حلم الأكراد بالحصول على وطن خاص بهم على وشك التحقق. فقد نصت معاهدة سيفر التي أبرمت عام 1920 على حق الأكراد في تقرير المصير وتشكيل دولة خاصة في شرق الأناضول وفي الموصل.
ولكن هذا الحلم تبخّر بعد انتصار مصطفى كمال في تركيا واضطرار الحلفاء للتراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدالها في 1923 بمعاهدة لوزان التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وايران بالإضافة الى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا على التوالي.
كانت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إحدى القوى الأساسية منذ صيف عام 2014 في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
ونجحت القوات الكردية مطلع عام 2015 بدعم من التحالف في طرد قوات التنظيم من كوباني (عين العرب) القريبة من الحدود مع تركيا.
وتشكل القوات الكردية الدعامة الأساسية لقوات سوريا الديموقراطية التي تشكلت في أكتوبر 2015 وتضم 25 ألف مقاتل كردي وخمسة آلاف مقاتل عربي. وتتلقى هذه القوات دعماً من واشنطن.
ونجحت قوات سوريا الديموقراطية في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة شرق سوريا ثمّ السيطرة على معقله في الباغوز بسوريا في مارس 2019.
وفي العراق، تعتبر قوات البشمركة الكردية حليفا أساسيا في الحرب ضد الجهاديين.
نزاعات مع الحكومات المركزية
بسبب نزعتهم للاستقلال في كردستان موحدة وجد الأكراد أنفسهم في الدول الأربع التي يتوزعون عليها في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديدا لوحدة أراضيها.
في سوريا، عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد وعندما اندلع النزاع بين النظام والمعارضة في 2011 وقف الأكراد على "الحياد".
وأعلنوا في عام 2016 إنشاء "منطقة فدرالية" واسعة في شمال البلاد، مؤلفة من ثلاث أجزاء، أثار تشكليها عداوة قوات المعارضة وعدائية من تركيا المجاورة.
في تركيا، استؤنف النزاع المسلح بين القوات الحكومية وحزب العمال الكردستاني في صيف 2015، ما بدّد آمال حل هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.
وأطلقت أنقرة في 9 أكتوبر عملية جديدة ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا، مثيرةً احتجاجاً دولياً، بعد عمليتين سابقتين في هذا البلد عام 2016 ومطلع عام 2018 لطرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي وحدات حماية الشعب عن حدودها.
في العراق، استغل الأكراد الذين اضطهدهم نظام صدام حسين الهزيمة التي مني بها بعد انسحابه من الكويت فقاموا بانتفاضة ضده في 1991 وأقاموا بحكم الأمر الواقع حكما ذاتيا في إقليمهم الشمالي، أقر رسميا في 2005 بموجب الدستور العراقي الذي أنشأ جمهورية اتحادية.
في ايران، تدور بين الفينة والأخرى اشتباكات بين قوات الأمن ومتمردي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الذي توجد قواعده الخلفية في العراق. وكانت ايران شهدت بعد الثورة الإسلامية في 1979 انتفاضة كردية قمعتها السلطات بشدة.
انقسامات داخلية
ينقسم الأكراد الذين لم يسبق لهم أن عاشوا تحت سلطة مركزية إلى عدد لا يحصى من الأحزاب والفصائل والحركات، موزعة على الدول الأربع. وهذه الحركات، التي تكون أحيانا عابرة للحدود، غالبا ما تناصب بعضها العداء اعتمادا بالخصوص على تحالفات كل منها مع الأنظمة المجاورة.
ففي العراق، خاض أبرز فصيلين كرديين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و "الحزب الديموقراطي الكردستاني" حربا بين 1994 و1998. ثم تصالحا في العام 2003. وأوقع القتال بين الفصائل الكردية 3 آلاف قتيل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى