ملفات التصنيف العقاري:الأمتار الوهمية وعدالة توزيع الثروة(عباس خليفة)

كتب المهندس عباس خليفة – الحوارنيوز
الامتار الوهمية هي المساحات العامودية التي يمنحها التنظيم المدني للعقارات حسب تصنيفها وموقعها بالنسبة للمخطط التوجيهي العام، وهي عمليا تترجم بزيادة عدد الطوابق والارتفاعات، وعليه يمكن تسميتها بالوهمية لأنها ترتفع في الهواء فوق مساحة افقية واحدة.
ولتحقيق العدالة المجتمعية يسمح في بعض الحالات، وخصوصا للمشاريع ذات المنفعة العامة سواء كانت مشاريع سكنية او مدارس ومستشفيات، ان تستفيد من تلك الاستثناءات وتمنح معدلات استثمار اضافية ، على ان توثق تلك الامتيازات ضمن الشروط الخاصة المرفقة بملفات التصنيف.
وفي بعض القرى يتم التداول بتعديل تصنيف الاراضي الزراعية ورفع معدلات الاستثمار لمساحات كبرى على خلفيات استثمارية لبعض المستثمرين. وفي هذه الحال ترتفع اسعار الاراضي ويجني المستثمرون ارباحا خيالية نتيجة لتلك الاجراءات.
في بعض الدول المتحضرة تقوم الادارات العامة باستملاك الاراضي توازيا لتلك الإجراءات، وذلك لحماية الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود.اما في لبنان وفي ظل النظام الاقتصادي الحر المتفلت، لا بد من المراهنة على البلديات وتدخل المهن الحرة في البيئة الحاضنة على وجه الخصوص، الذين طالما نادوا بحقوق المحرومين والمستضعفين، فان الخطة المقترحة في البيئة الحاضنة تستدعي ،وكشكل من اشكال ضريبة التحسين العقاري،ان تستوفي البلديات من كبار المستثمرين والمنتفعين من رفع معدلات الاستثمار، مبالغ مالية تخولها لاستملاك اراض تسمح لها بإقامة المشاريع السكنية عليها لذوي الدخل المحدود، او اي من المشاريع ذات المنفعة العامة، وذلك في خطوة لحماية الطبقات الشعبية بسبب ارتفاع اسعار الاراضي نتيجة رفع تلك المعدلات والاستثمارات.