منوعات

معاينة طارئة عبر الفيديو كول:إياكم أن تزعلوا تحسين(أحمد عياش)

كتب د.أحمد عياش*

قالت:

-لا باس يا حكيم،قيمة المعاينة نحولها غداً عبرOMT, حكيم، يقلقني ابني تحسين، عمره اثنا عشر عاما، مذ اصبت بمرض السرطان في الثدي وعلاماته المدرسية في تراجع وحالته العدوانية في ازدياد، يضرب اترابه بدل ان يلعب معهم، حطّم لي جهاز التلفون المحمول ورماه وقص شعره بالشفرة عقابا لنفسه كما شرح لي.
والاسوأ يا حكيم، قبل ثلاثة ايام، تصرّف بمال ابيه السائق العمومي .
–دعيني احكيه:
كيف حالك يا صديقي تحسين؟
امك تقول انك مددت يدك على مال ابيك؟ اتوافقها الرأي؟
—كلامها صحيح، امي لا تكذب الا عند الضرورة القصوى.
–كم هو المبلغ يا صغيري؟
—مبلغ صغير،وجدت معه ستة عشر مليون ليرة.
–انه مبلغ كبير يا تحسين، ماذا فعلت بهم؟
—احتجت لثلاثة ملايين ليرة فقط والباقي اعدته لإبي.
–ماذا فعلت بالمال، ثلاثة ملايين ليرة!؟ هل اشتريت العاباً؟
—انا لا العب يا حكيم،قالت لك اني اضرب رفاقي، اضربهم لانهم لا يريدوني ان العب معهم.
–وماذا فعلت بالمال؟
—قالت لك ان علاماتي تراجعت لان المعلمات يعلموننا مسائل تافهة وفقط لانهن لا يعرفن غيرها.
–وماذا فعلت بالمال يا تحسين؟
—حطمت هاتفها السامسونغ لانها تمضي الوقت كله بمراقبته وتضعه قرب رأسها حين تنام وقد اخبرتها ان السمسونغ يسبب امراضا سرطانية وصداعا.
–وماذا فعلت بالمال يا تحسين؟
— اشتريت كل عصافير المحل اول مدينة النبطية؟
–كل عصافير المحل يا تحسين!؟و اين هم؟
—فتحت لهم نوافذ الاقفاص في الشارع واطلقتهم الى السماء.
حطمت الاقفاص ووهبتهم لطفل مسكين اعرفه ، والده من هونين، هوايته جمع البلاستيك والنحاس والحديد.
في كل ليلة كانت العصافير تناديني في الحلم كي انقذها يا حكيم.
لا يطعمها ابو شفيق بحجة ان طعامها غال الثمن بالدولار.
العصافير خلقوا ليطيروا يا حكيم وليس ليسجنهم هذا اللئيم..

عادت لتسأل:
-ماذا تقول يا حكيم، ما نحن فاعلون مع تحسين؟
–اقول،اولا قبلاتي لتحسين، تحسين محترم وراقي وازمته بدأت انه ولِد معنا هنا في بلادنا، اسمعيني جيدا،يجب معالجة ابو شفيق وكل اصحاب المحلات المجاورة ومعهم امام المسجد القريب من المحل وشرطة المخفر ورئيس بلدية النبطية واعضاء المجلسّ اضافة لاساتذة المدرسة ولاولاد الجيران والحيّ واياكم ان تزعلوا تحسين!.
* طبيب نفسي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى