رأي

مطاوعو الثقافة:بين عنف الدولة ..وعنف الثورة(أحمد عياش)

 

 

كتب د.أحمد عياش

بلاد لا تعني اوطان، اديان لا تعني بالضرورة اخلاق، ناس ليس مرادفها شعب.
الابتسامة لا توحي دائما بالفرح ، هناك من يبتسم من تفوق الالم على الجراح ما يجعل البلاء مضحكة، وغير صحيح ان الصمت يعني القبول، فأحيانا يعجز الكلام عن التعبير عن رفض المأساة…

هناك من وظفوا انفسهم مطاوعين ثقافيا يحددون للآخرين ما عليهم كتابته وما عليهم الا يكتبوه، وما عليهم ان يؤيدوه وما عليهم ان ينتقدوه، وكأن الدنيا ليست حاسوبا او هاتفا في الجيب .
وكأن الانسان ما زال من لحم ومن دم ولم تدخل دماغه الالكترونيات.
نحن في زمن الهومو_ترونيكس وفي زمن الديمو-ترونكس (الديمقراطية الالكترونية).
لا احد يحتمل ملاحظة ولا احد مستعد لسماع رأي آخر مختلف، وكلهم يتحدثون عن الديمقراطية وعن الشورى.
سوء الظن يسبق الجميع ،والتشكيك والتكفير والتخوين علامات عقل مريض افرط في امنياته، لا يسمع الا نفسه ولا يناقش الا افكاره وكأن على الفكر العالمي ان يتوقف عن الحركة لصالح اصحاب الافكار الثابتة.
لسنا وحدنا على الكوكب وكل الناس تجيد النطق بلغات كثيرة، والحقيقة ليست حكرا على احد بل مصيبة علمية عالمية…
الحقيقة مصيبة عالمية واوهام وخيال.
الحقيقة الوحيدة في عدم وجود حقيقة.
كل شيء متحول ومتغير حتى الضوء.
بلاد لا تعني اوطانا، اديان لا تعني بالضرورة اخلاقا، ناس ليس مرادفها شعب.
انهم يكمنون ثقافيا للاقلام التي لا راتب لها، والحرية عندهم حكايا سخرية من الخيال.
قل كلمتك المهذبة وامش ، الطريق جميلة بالناس الطيبين، اصحاب النوايا الحسنة.
وانت تحب بلادك وتريد لامتك ان تنتصر بتوحيد.خطابها .
العبادة لا تعني ايمانا.
الكتابة لا تعني ارتقاء.
الغضب ليس كفرا ولا الحاداً.
المال لا يجعل من اية مجموعة طبقة نبلاء.
كن عبدا يحترم الحرية افضل من ان تكون حرّا اسير عبودية.
مسائل واشارات وعلامات وطقوس وايماءات تودي باصحابها الى تفسيرات خاطئة لتؤسس للعنف.
العنف شكلان:
عنف قانونيّ وشرعي تمثله الدولة وما شابهها من امر واقع.
عنف غير قانوني وغير شرعي ثمثله الثورات والانتفاضات وايضا العصابات .
نحن لسنا عصابات.
نحن يا صديقي بين نارين ، بين عنف الدولة وعنف العصابات لاننا لا نتقن الثورات.
لا يُبرر امرء حسن نواياه الوطنية لمن يعيش في دنيا الاوهام والاتهامات كمطاوع ثقافي.
صباح الخير.
صباح البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى