سياسةمحليات لبنانية

وداعا ابن العمّ..

 


بقلم سليم عواضة
"شو بيقربك الدكتور عواضة" ؟
سؤال سمعته وما أزال بالتحديد عندما اسافر الى اي دولة عربية او آسيوية في اطار القيام بتغطيات لأحداث رياضية.
لم يكن ذلك سوى تعبير صريح عن الصيت الذائع لإبن العم كما اعتاد ان يناديني ،مع اننا ننتمي الى بلدتين مختلفتين.
لم يكن محمد عواضة ابن عيترون مجرد صحافي صنع شهرته بسبب كتاباته ومنشوراته، بل تحول حب الاطلاع والمعرفة لديه الى شغف، ففرض نفسه واحدا من خبراء الرياضة العرب.
درس محمد عواضة في جامعة حلب وعمل في الاعلام الرياضي في لبنان قبل ان يهاجر الى قطر حيث عمل في جريدة "الوطن" قبل ان ينتقل الى ماليزيا للعمل في المكتب الاعلامي للاتحاد الاسيوي لكرة القدم ،بصفته مستشارا لرئيس الاتحاد الاسيوي السابق محمد بن همام.
عاد الى الدوحة وترأس تحرير جريدة "استاد الدوحة" قبل ان ينتقل الى لجنة ملف مونديال قطر ٢٠٢٢ وما يزال. كما انه يشغل منصب عضو لجنة الاعلام الرياضي في قطر ويتولى منصب مستشار رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم.
في كل تلك المدة لم ينس لبنان ورياضته، اذ سخر علاقاته لمساعدة اندية واتحاد كرة القدم فضلا عن مساعداته الدائمة لنادي النجمة الذي يعشقه منذ الطفولة.
كانت له صولات وجولات في هذا المجال، وخاض معارك عديدة نجح في معظمها ولم يستسلم في بعضها حتى لفظ انفاسه الاخيرة.
كان اصدقاؤه يلومونه احيانا على بعض مواقفه السياسية ،على اساس ان منصبه الرياضي في ملف مونديال قطر يفرض عليه الترفع عن بعض العناوين الكبرى في المنطقة، الا انه ابى ان يخلع رداء المقاومة الذي ارتداه في شبابه وبقي وفيا لخط الامام الصدر وانحيازه للقضية الفلسطينية.
نادرا ما كنا نتفق في بعض الامور، نختلف، نبتعد فترة حتى اراه يمد يده مجددا تحت شعار " الدم ما بيصير مي" ،ويضيف: " وين بدك تروح مصيرنا واحد".
وداعا ابن العم، رحيلك اوجعني كثيرا، ويبقى عزاؤنا انك تركت إرثا طيبا يتمثل في الثلاثي أيمن وأدهم وأياد. اولياء عهد سيكملون دربك ومسيرتك لأنك زرعت فيهم شغفا وعنادا برعاية رفيقة الدرب الزميلة الحبيبة وفاء حمود ،وهي سر نجاحك على رأس هذه العائلة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى