منوعات

ما هو فحص ال PCR ؟وماذا تعني ال CT value ؟

 


د. تالا محسن قانصون* – الحوارنيوز خاص

بعد جائحة كورونا بدأنا نسمع كثيرا التداول بكلمة فحص PCR و CT ،وكذلك الكثير من المعلومات الخاطئة من أشخاص كثر حيناً ،ومن الطاقم الطبي أحياناً. فمنذ مدة نَشر أحد الأشخاص "فيديو" يُحذر فيه من إستخدام فحص ال PCR دون أي أساس علمي وبات أي كان يحلل نتائج فحص ال PCR و يحاول تفسير نسب ال CT على أنها دليل قاطع تشير إلى فترة وعدد أيام الإصابة.
كثير من هذه المعلومات غير دقيق!
فما هو فحص ال PCR؟ و ماذا تفيد معرفة قيمة ال CT؟
 
Polymerase chaine réaction  
أو إختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) ،هو تقنية مخبرية تستخدم لتحديد وجود أو عدم وجود مادة وراثية محددة و حيث يمكن أن يكون هذا الفحص نوعياً  (qualitative) أو كمياً (quantitaive)
يستخدم هذا الفحص بشكل روتيني في مختبرات الأبحاث حول العالم منذ عام ٢٠٠٣ وكذلك في المختبرات الطبية بعدها بفترة وجيزة. اليوم فحص الpcr  الكَمّي يستخدم لكشف الإصابة بفيروس (SARS-cov2) كورونا المستجد (COVID-19) للتأكد من وجود المادة الوراثية للفايروس المذكور و كذلك لتحديد مقداره النسبي عند المريض.
ففي بداية جائحة كورونا كان المريض يحصل على النتيجة (سلبية أو إيجابية) دون تحديد المقدار النسبي للفيروس. و لكن منذ مدة وجيزة، إقترح علماء الأوبئة وخبراء الصحة العامة  على مراكز الاختبار وجوب التبليغ ليس فقط عن  النتيجة الإيجابية، ولكن أيضاً إرفاقها بما يعرف باسم قيمة عتبة الدورة (CT) ، والذي يشير إلى المقدار النسبي للفيروس عند الشخص المصاب.
قيمة CT هي عدد الدورات الضرورية لإكتشاف الفيروس ؛ تتوقف آلات PCR عن العمل إذا لم تظهر إشارة بعد 37 إلى 40 دورة، يكون بهذه الحالة الإختبار سلبياً.
فهل يوجد إرتباط بين قيمة ال CT وظهور العوارض  عند الشخص المصاب؟
حسب دراسة بريطانية حديثة (آب ٢٠٢٠)، ليس هناك فرق بِقِيَم ال CT بين المصابين الذين ليس لهم عوارض، والمصابين مع عوارض خفيفة أو معتدلة ،أو بين أولئك الذين ليس لهم عوارض. و أظهرت هذه الدراسة أن المقارنة لعدد كبير من المصابين تثبت أن قيمة ال CT تكون أقل في الأسبوع الأول من الإسبوع الثاني للإصابة.
و ماذا يحصل إذا تمت العدوى بالفايروس و جاءت نتيجة الفحص سلبية؟
هذه الحالة شائعة، فالنتيجة السلبية للفحص خصوصا في الأيام الأولى من الإصابة تعني أن الشخص غير مصاب أو أن إصابته هي في بدايتها حيث كمية الفايروس الموجودة لديه تحت عتبة الكشف لتقنية ال pcr المستخدمة   below the detection threshold)

كما تجدر الإشارة الى أنه من الممكن أن تعطي نفس العيّنة لنفس الشخص المصاب  نتائج  مختلفة لِقِيَم ال CT في حال إستخدام  آلات إختبار PCR مختلفة ، وبالمقابل فإن فحص  عينات مختلفة للشخص الواحد في اليوم ذاته  يمكن أن تعطي نتائج CT مختلفة. وهذا ما تؤكده  "مارتا جاجليا" ، عالمة الفيروسات بجامعة "تافتس" في الولايات المتحدة الأميركية : "قيمة عتبة الدورة CT ليست مقياسًا مطلقًا".
إذا !
لماذا إستخدام  قيمة ال CT وما هي علاقتها بالعدوى؟
في دراسة نُشرت حديثا في مجلة Clinical Infectious Diseases ، قام الباحثون بقيادة "برنارد لا سكولا" ، خبير الأمراض المعدية بفحص 3790 عينة إيجابية مع قيَم CT معروفة حيث قاموا باستخراج الفيروسات و فحص قدرتها على العدوى. إستنتج الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم قيمة CT 25 أو أقل هم أكثر عدوى من الذين لديهم فحوصات بنتيجة CT مرتفعة "CT أكبر من 25" .
لذلك فإن معرفة قيمة ال CT مهم جدا ،ليس فقط لتحديد إذا كان الفحص إيجابيا أو سلبيا ،ولكن أيضا والأهم لتحديد مدى قدرة الشخص المصاب لنقل العدوى؛ فإذا كان فحص ال PCR إيجابياً مع نسبة CT أقل من 25 فهو من الأشخاص الذين يملكون قدرة عالية لنقل العدوى للآخرين.
تجدر الإشارة إلى أنه غالباً ما يكون إختبار الأشخاص إيجابيًا لأسابيع أو حتى لأشهر بعد تعافيهم وذلك مع قيم CT عالية ، ما يشير إلى  أن فحص PCR قد حدد مادة وراثية من حطام فيروسي غير مُعْدٍ. وفي هذه الحالة يكون الشخص غير مُعدٍ و لكن فحصه إيجابي مع قيمة CT مرتفعة.
في يومنا هذا يحاول الكثيرون أن يربطوا بين  نسبة قيمة ال CT بعدد أيام الإصابة ،ولكنه لا يوجد أي دليل علمي قاطع يشير لهذا الأمر. فمن الممكن أن تكون نسبة ال CT مرتفعة بعد فترة من إصابتهم وشفائهم.

في الختام نود الإشارة الى أنه على كل مصاب مع تأكده من نتيجة PCR  عزل نفسه عشرة أيام على الأقل طالما لديه عوارض؛ كذلك عدم تحليله لنتيجة الفحص وإحتسابه لأيام العدوى وفقا لقيمة ال CT.

*محاضِرة وباحثة في الجامعة اللبنانية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى