
حسن علوش – الحوارنيوز
اعترف بداية أنني لست من الملمين بعمق في الأعمال الدرامية أو غيرها، المنتجة في سورية أو خارج سورية، ويكون أبطالها من سورية…
لكنني اعشق الأعمال الفنية السورية منذ الصغر، واتابع قدر المستطاع..
واجزم ان الأعمال الدرامية السورية أو المنتجة بالتعاون أو بالشراكة مع جهات عربية، قد استحوذت خلال آخر عقود على اهتمام وإعجاب المشاهد العربي، وبرزت في بطولاتها أو في صناعتها اسماء سورية من الأجيال الاولى، أو مخضرمة أو شابة، أظهرت جميعها قدرا كبيرا من الإبداع، لها حضور غني، تجاوز المحلية (السورية)، ومعظم الأعمال جاءت مكتملة، نصاً جريئاً، أداء مميزاً، إخراجاً تفاعلياً، وتصويراً بمهنة عالية، الخ.
وفي كل هذه الأعمال لم يمر الفنان مازن الناطور في اي عمل من الأعمال المبتكرة. وللحقيقة فقد شاهدته ذات مرة بعمل قديم مع عدد من الفنانين القديرين، وقد ترك أداؤه لدي انطباعاً بأنه فنان فاشل. لم يملأ دوره الذي جاء باهتاً، جامداً يمكن منحه علامة ٢/ ١٠ في أحسن الأحوال.
من حق الفنان الناطور أن يكون له موقف سياسي، ( لا اتوقع أن يكون له موقف فني أو ثقافي).
ومن حقه أن يركب موجة المعارضة الديمقراطية التي سرعان ما خلعها ليعود إلى سورية على ظهر حكم، سرعان ما قدم نفسه بأنه حكم غير ديمقراطي، وهذه أضعف التوصيفات التي صنعها لنفسه في مدة قياسية، بحيث حقق خلال أشهر قليلة ما كان قد بلغه من سبقه بسنوات وعقود.
اول إنجازات الفنان الناطور انه طرد الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة وهدد آخرين. في المقابل منح عضوية الشرف لفنان لبناني/فلسطيني مدان بحكم قضائي لاشتراكه في قتل جنود من الجيش اللبناني.
لقرار طرد الفنانة فواخرجي من النقابة، أبعاد خطيرة على “الهامش” المقبول الذي كانت تتمتع به الأعمال الفنية في سورية من حرية مشروطه أو مقيدة، رغم أننا شهدنا العديد من الأعمال الجريئة مؤخرا.
كما انها تستهدف كل فنان حر ومبدع، داخل سورية وخارجها…
لقد صرح عدد من الفنانين علنا برفضهم لأداء الناطور، واسفهم لتحويل النقابة إلى جهة رقابية تجاوزت بسلوكها “القمعي” الأجهزة الأمنية، وقد غطت على بعض تجاوزاتها مؤخرا بحق فنانين محترمين.
لن يطول الأمر حتى يجد النقيب نفسه، ناطورا على بستان خرجت منه، طوعاً، كل الاشجار المثمرة، والازهار والورود.
حبذا لو يساهم النقيب في اقناع السلطة الجديدة في سورية بمنح الفنان المدان بحكم قضائي، الجنسية السورية ومكانا لائقا للإقامة في سورية.
ذكرني تعيين الناطور نقيباً للفنانين في سورية بحادثة تروى عن وزير لبناني فاسد من وزراء حقبة الاستقلال، إذ جاءه وفد طالبه بتعيين شاب في ملاك وزارة التربية، فأمر بتعيينه في لجان إعداد وتصحيح أسئلة الامتحانات الرسمية، وعندما تبلغ لاحقا، من قبل مدير عام الوزارة بأن هذا الشاب أمي، أمر حينها بتعيينه رئيسا للجان المشرفة على الامتحانات!