منوعات

السياحة الطبية بين الواقع والوهم…

 


يحاول البعض منذ فترة طويلة  ترويج فكرة السياحة الطبية في لبنان ويتجاهلون وقائع مهمة، من بينها تحول اللبنانيين انفسهم للمعالجة في سوريا وفي تركيا ،لأن الفارق المالي كبير من ناحية، ومن ناحية اخرى لأن بعض الاطباء في سوريا وفي تركيا قد اثبتوا جدارتهم كما اثبتت المستشفيات هناك حُسن المعاملة، حتى ان بعض الاطباء اللبنانيين انفسهم وعلى سبيل المثال، قد قصدوا تركيا لزراعة الشعر ومن اجل عمليات تجميل لنسائهم او لبناتهم.
تناقص اعداد العراقيين الوافدين الى لبنان بهدف المعالجة لعدة أسباب، ومنها سمسرة سائق التاكسي بين العراقي والطبيب من ناحية، وسمسرة ادارة المستشفى بين الطبيب والمريض الى مستوى الفضيحة.
لا يمكن ان يكون لبنان بلدا سياحيا وعملية النصب والاحتيال تبدأ مع السائح من لحظة خروجه من المطار واستلامه القهري من سائقي سيارات الاجرة ،مرورا بموظفي الفندق والبائعين في المتاجر وصولا الى العاملين في المطاعم .
لا يمكن ان يكون لبنان بلدا سياحيا طالما  اللبناني يجد في السائح زبونا "مدهن"و "لقطه" لتعويض ما يعتبره خسارته بسبب الازمة الاقتصادية في لبنان.
لبنانيون كثر يأتون الى لبنان  في الصيف من اميركا ومن الدول الاسكندنافية ومن المانيا ومن افريقيا لتلقي العلاج لثقتهم بأطباء لبنان،      وبهدف زيارة الاهل في الوقت نفسه. والحقيقة ايضا ان كثيرين من هؤلاء يجدون صعوبة في التواصل مع المنظومات الطبية الأجنبية و يصعب عليهم التواصل  بسهولة مع الاطباء  في البلاد التي يسكنونها ،اضافة لمشكلة تعثر اللغة والتكلفة العالية والمواعيد البعيدة ،بينما في لبنان يسهل التواصل مع الطبيب ومع المنظومة الطبية اللبنانية بشكل ناجح وسريع اكثر من اي بلد آخر.
الامور متداخلة، ففي الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون لتشجيع السياحة الطبية يخسر الاطباء اللبنانيون الكثير من المرضى الذين يقصدون سوريا وتركيا حيث الادوية ارخص بكثير وبذات الفعالية للادوية الغالية الثمن في لبنان من دون مبرر غير السمسرة .
لا سياحة طبية في لبنان قبل فصل الدماغ التجاري المالي اللبناني السيء الصيت عالميا ،عن الدماغ الطبي الانساني الاخلاقي الذي نحتاجه ونحن بأمس الحاجة اليه.
لا سياحة طبية او غير طبية و حتى لا سياحة "أخرى" من دون اخلاق وحسن تدبير واشعار السائح بالثقة حتى يعود ،لا ان يكفر باللحظة التي وطأت قدمه ارض لبنان…


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى