سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: من الفراغ الى الفوضى .. فماذا بعد الفوضى؟

 

الحوارنيوز – خاص
عنونت "النهار" :" إحراق الصفدي يسقط موعد عون للحسم اليوم .. الانتفاضة في يومها ال32 تربح نقابة المحامين" وكتبت تقول: لعل بصيص الأمل الذي ظهر في عتمة لبنان الرسمي كان أمس موقف قائد الجيش العماد جوزف عون الذي أكد أن الجيش "مسؤول عن أمن المتظاهرين وباقي المواطنين"، و"أن اقفال الطرق أمر غير مسموح به، وأن حرية التنقّل مقدّسة في المواثيق الدولية"، لافتاً الى "أن الجيش يعمل ويتصرّف وفقاً لما يراه مناسباً"، في اشارة الى فتح الطرق بقرار حاسم.

والمشهد المضيء الثاني تجسد في انتخابات نقابة المحامين، التي عكست ارتباك السلطة واحزابها التي تنافست ليل أمس على محاولة تبني فوز المرشح المستقل المحامي ملحم خلف نقيباً للنقابة الأعرق.

واذا كانت مكونات السلطة لم تنجح الى اليوم في احتواء الانتفاضة التي دخلت شهرها الثاني، مسببة ارباكاً كبيراً للقوى السياسية مجتمعة، فإن هذه القوى حاولت الاجتماع في مواجهة الحراك المتنامي، الا ان تضارب مصالحها وأنانياتها أفقدها هذه القدرة، وقد تجسد الارتباك في انتخابات نقابة المحامين، حيث حقق المرشح المستقل المحامي ملحم خلف انتصاراً كبيراً على تحالف لأحزاب السلطة، ورفع مؤيدوه شعارات مؤيدة للثورة. ولفوز خلف دلالات كثيرة وكبيرة، خصوصاً بعد التعثر الذي عانته النقابة في الفترة الاخيرة، أي منذ تفجّر الانتفاضة قبل شهر، وغيابها عن القيام بدورها حامية للحريات ومتصدية للتجاوزات التي ارتكبت على المتظاهرين العزل. وقد صب جواب الاكثرية النقابية لمصلحة الثورة، واستعادة النقابة دورها الفعلي.

لكن خطورة الوضع تجسدت مجدداً في حرب المصادر، والتناقض الفاضح بين روايات مختلف القوى المعنية، للتطورات الدراماتيكية التي أسقطت امكان تزكية النائب محمد الصفدي لتولي رئاسة الحكومة المقبلة بعدما اعتذر رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري عن ترؤس حكومة من غير التكنوقراط، الامر الذي يعارضه الفريق الآخر، وفي الطليعة "حزب الله" الذي يرى في الامر تحقيقاً لمطلب اميركي بإخراجه من التركيبة الحكومية.


واذا كان الرئيس عون قال لمحدثيه الخميس الماضي ان "الاثنين (أي اليوم) هو الموعد النهائي لبت الحكومة الجديدة بمن حضر"، فان الرياح لم تجر كما تشتهي سفينته، اذ لم يتمكن من تحديد موعد للاستشارات في ضوء التباعد في النظرة الى شكل الحكومة الجديدة وتركيبتها، في ظل امتناع شخصيات عدة عن تولي هذه المسؤولية في مرحلة بالغة الحساسية يمكن ان تشهد انهياراً مالياً وضائقة اقتصادية ستساهمان في تمدد حراك الشارع ليشمل فئات جديدة من المتضررين والعاطلين عن العمل، ما يعرض السلطة (وليس فقط الحكومة) للسقوط في الشارع.


في مجال آخر، وردّاً على دعوة السيد حسن نصرالله الى مواجهة أميركا في لبنان بالاعتماد على الشركات الصينية والأسواق العراقية وامور اخرى متصلة، تحدث المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي تشينغ جيان وي إلى "النهار" فقال "إن الدعم الصيني سيزيد للدول النامية. وأقر بأن التعاون مع الدول العربية يزعج البعض كالولايات المتحدة التي "تتخذ كل الاجراءات لاحتواء نفوذ الصين".

وأضاف تشينغ أن "أميركا أكبر دولة متقدمة في العالم، ولا نريد خوض حرب تجارية معها، ولكن اذا أصر الجانب الاميركي سنخوضها حتى نهاية المطاف". وفي ما خص كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن امكان التعاون مع الصين لمواجهة الحصار المالي، وأكد "أننا سنكون دائماً أصدقاء وشركاء لدول الشرق الأوسط" ولكن "ليست لدينا النية أن نكون بديلاً من أميركا في لبنان، وليست لدينا القدرة على ذلك، لان الصين لاتزال دولة نامية. وحتى لو أنها شهدت تطوراً أكبر، لن نسعى الى ملء الفراغ".

وتحت عنوان: "المأزق الحكومي يتمدد" كتبت الأخبار تقول:" طوَت القوى السياسية ورقة الوزير الساِبق محمد الصفدي، وعادت الى المربّع الأول في مفاوضات تأليف الحكومة. الواقع السياسي أصبح أكثر توتراً مع حرب البيانات التي انفجرت بين "المستقبل" و"الوطني الحر" بعدَ محاولة كل منهما التنصل من ترشيحه

في وقت تُطبِق الأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية على البلاد، يقود رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري حرب إلغاء على كل "منافسيه". كل شخصية مرشّحة لأن تكونَ خلفاً له لتأليف الحكومة باتَت مُدرجة لديه على لائحة "الحرق". في الأصل، يُدرك الحريري أن الرئيس السابق فؤاد السنيورة خيار مُستبعد، بحكم الغضبة السياسية والشعبية، وقد قدّم له الرئيسان السابقان نجيب ميقاتي وتمام سلام خدمة بأن استبعَد كل منهما نفسه بنفسه عن السِباق. ووجد في الإتفاق على إسم الوزير السابق محمد الصفدي فرصة لإزاحته، ونجح في ذلك.

أساساً، راهن الحريري على إسقاط الصفدي في الشارع، وصدق رهانه. تفاقمت النقمة الشعبية إثر تسريبات وتصريحات أكدت توافق القوى السياسية الرئيسية في البلاد على تكليف الصفدي قبل بدء الإستشارات بموجب الدستور، فلم يُكمل 48 ساعة رئيساً إفتراضياً. أعلن انسحابه، بعد تنصل رؤساء الحكومات السابقين من دعمه وتأكيدهم ترشيح الحريري، لكنه ربطها "بصعوبة تشكيل حكومة مُتجانسة، مدعومة من جميع الأفرقاء السياسيين، وتتخذ إجراءات انقاذية فورية تضع حداً للتدهور الإقتصادي والمالي". عند هذه النقطة انطفأت محركات المفاوضات الحكومية، ومنها اندلعت حرب بيانات بين متفاوضَين أساسيَين بعد محاولات كل منهما نفض يده من الصفدي الذي ظهر في نهاية الأمر "كمرشّح يتيم". حرب سرعان ما انضمّ اليها طرف ثالث هو الصفدي!

بدورها صحيفة اللواء عنونت "الحريري وباسيل وجها لوجه"  وكتبت تقول:"… في مستهل الشهر الثاني لانتفاضة الشعب اللبناني ضد الفساد والفاسدين، بدت الازمة وكأنها في يومها الاوّل.

وعكست السجالات السياسية، التي لامست خط اللاعودة بين طرفي التسوية الرئاسية المترنحة: التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، والتي كشفت عقم الاختبارات التي حدثت واوصلت البلاد إلى المأزق الكبير، إذ ان "السقوف العالية" جعلت التراجع ليس بالامر الهين، وسط ترجيحات سياسية ووزارية بأن تطول فترة الانتظار، واستمرار الضغط في الساحات.

وبعد "أحد الشهداء" تكريماً لمتظاهرين سقطا منذ الاحتجاجات، صدر بيان ليل أمس عن "منسقية ثورة 17 ت1"، دعا فيه "جميع ثوار لبنان إلى بدء تنفيذ خطة صفر موارد للسلطة كوسيلة قوية للضغط والتصعيد، من خلال: الامتناع عن دفع أي مبلغ مالي يعود إلى خزينة الدولة، قطع جميع الطرقات الحيوية، تسكير جميع المدارس والمهنيات والثانويات والجامعات على كامل الاراضي اللبنانية، وتسكير جميع المرافق العامة من وزارات ومبان حكومية ومصلحة المياه والكهرباء وقصور العدل والبلديات وشركات الاتصالات، فضلاً عن مراكز توزيع الوقود، ومحلات الصيرفة على كافة الاراضي اللبنانية، والمصارف في حال حاولوا إعادة فتحها.

وتخوفت مصادر متابعة من صدامات في الشارع، في حال نفذت هذه الخطوات، وفي ضوء اقدام متحجين على قطع الطريق عند مثلث خلدة..


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى