سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان من الانتخابات الى جولة ترامب مرورا بالعدوان ومواقف المقاومة

 

الحوارنيوز – خاص

تابعت صحف اليوم عددا من القضايا أبرزها:

التحضيرات للجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية الاحد المقبل في بيروت والبقاع

جولة ترامب في المنطقة والمواقف الأميركية المواكبة لها

مواصلة العدو لإستهدافه المدنيين ورفضه تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار

مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من مجمل التطورات الداخلية والاقليمية

ماذا في التفاصيل؟

صحيفة النهار عنونت: الحكومة والقوى السياسية تتجنّد لاستحقاق العاصمة “اليونيفيل” سلّمت الجيش أكثر من 225 مخبأ للسلاح

أمير الكويت يؤكد لرئيس الجمهورية دعم بلاده لجهود المجموعة الخماسية في لبنان ويعلن استعداده لزيارته

وكتبت تقول: شكّلت الأجواء التي سادت منطقة الشمال في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد الماضي، حافزاً واضحاً لدى السلطة الحكومية من جهة والقوى السياسية والحزبية المنخرطة في الجولات الانتخابية من جهة أخرى، لتجنب تكرار اتّساع المخالفات على نحو كثيف مماثل إجرائياً كما لتجنب “صدمة طرابلس” وتكرارها في بيروت خصوصاً الأحد المقبل. فمع أن معظم النتائج الرسمية التي صدرت أمس أو التي أفضت إليها الماكينات الانتخابية كشفت معظم الصورة التي رست عليها انتخابات أقضية الشمال وعكار، كان لافتاً أن النتائج النهائية في طرابلس تأخرَ صدورها في ما عزي إلى كثافة التشطيب بين اللوائح الست التي خاضت المواجهة الانتخابية بما سيؤدي إلى “خليط ” غير متجانس إطلاقاً في المجلس البلدي المنتخب مع انعدام التمثيل المسيحي. وإذ سادت انطباعات غير مريحة حول الفوضى التي طبعت بعض وقائع الجولة الشمالية، عكست مواقف رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار اتجاهات متشدّدة للتعامل مع الجولتين المتبقيتين من الانتخابات في بيروت والبقاع الأحد المقبل والجنوب في 24 أيار، منعاً لأي تشويش على الصورة الإيجابية العامة التي يبرزها انتظام العمليات الانتخابية في مواعيدها بلا خضّات أو مشاكل امنية مهمة ووسط ظروف إقليمية ضاغطة، بما يوفر للبنان ارتدادات خارجية إيجابية هو في أمس الحاجة إليها.

وإذا كان التشدّد في منع المخالفات على انواعها في الجولتين المقبلتين سيشكل أولوية متقدمة للسلطة، فإن “هاجس” بيروت التوازن التعددي والمناصفة الطائفية تقدّم بقوة لدى القوى والأحزاب التي انخرطت في لوائح العاصمة، لا سيما منها القوى التي انخرطت في الائتلاف الواسع الذي أُعلن الأسبوع الماضي، والذي يجمع حلفاء وأضداد سياسيين من معظم الاتجاهات والطوائف في ظل التداعيات التي خلفتها انتخابات طرابلس. وعُلم في هذا السياق أن القوى السياسية المسيحية كما القوى الأخرى أطلقت في الساعات الأخيرة حركة كثيفة في صفوف مناصري كل منها في بيروت، سعياً إلى تامين كثافة انتخابية والتزام بالتصويت لكامل اللائحة بما يجنب احتمالات السقوط في فوضى انتخابية من شأنها أن تطيح المناصفة وتأتي بمجلس بلدي غير منسجم أقله حول الاهداف التي أمكن جمع هذا التحالف العريض حولها.

وكشف وزير الداخلية أحمد الحجار أن عدد الشكاوى والمراجعات بلغ 675 بالإجمال، فيما سُجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً. وقال: “بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار”. أضاف: “هناك 7 موقوفين بسبب الإشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى وجرت أحداث إطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، إحدى الإصابات خطيرة وندعو المواطنين إلى الإقلاع عن هذه العادة، ويتم العمل على توقيف مطلقي النار والجيش اللبناني بدأ بعلميات الدهم وهناك 34 موقوفًا حتى الآن لدى الجيش”.

عون وأمير الكويت

إلى ذلك، أنهى رئيس الجمهورية جوزف عون زيارته للكويت بعد محادثات أجراها مع أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ظهر أمس في المبنى الرئيسي في قصر بيان. وأكد أمير الكويت خلال المحادثات “حرص الكويت على تعزيز العلاقات اللبنانية الخليجية والعربية”، معرباً عن “رضا الكويت في شأن نتائج اجتماع سفراء دول مجلس التعاون مع رئيس الوزراء اللبناني في 6 أيار الجاري الذي بحث عودة مواطني دول المجلس إلى لبنان. كما نثني على التعاون الأمني بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الذي يُعد ركناً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، خصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات من خلال الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة”. وأضاف: “تجدّد دولة الكويت دعمها لجهود المجموعة الخماسية (أميركا، فرنسا، السعودية، قطر، ومصر) لحل الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش. وتواصل دورها الفاعل من خلال مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان في الأمن والتنمية”.

وأكد أن “دولة الكويت، تدين الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، مطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن (1701)، ووقف إطلاق النار. كما تؤكد أهمية استقرار سوريا وانعكاساته على لبنان ودول الجوار مطالبةً بعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن لمنع تحول سوريا إلى بؤرة توتر في المنطقة”.

وشدد الرئيس عون على “ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في كل المجالات”، وقال “إن لبنان سيبقى إلى جانب الدول الشقيقة”، مرحباً بقرار رفع التمثيل الديبلوماسي الكويتي في لبنان، معتبراً “أن ما أبديتموه من دعم لنا يؤكد حرصكم على الوقوف إلى جانب لبنان”.

ووجّه الرئيس عون دعوة إلى أمير الكويت لزيارة لبنان، فردّ الأمير شاكراً، وقال: “سأحضر بدعوة أو بدون دعوة”، مستذكراً العلاقات اللبنانية – الكويتية ومحبة الكويتيين للبنان وسكنهم فيه منذ عقود طويلة، وحرصهم على العودة إليه.

اليونيفيل

وفي سياق متصل بالوضع في الجنوب، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) عثورها على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني، منذ تشرين الثاني قالت إنها أحالتها إلى الجيش اللبناني.

ويسري منذ 27 تشرين الثاني اتفاق لوقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

وأوردت القوة الدولية، وهي أحد أعضاء لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، أنه “منذ شهر تشرين الثاني أعاد الجيش اللبناني، بدعم من اليونيفيل، انتشاره في أكثر من 120 موقعاً دائماً جنوب نهر الليطاني”. وأضافت في بيان: “عثر حفظة السلام على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني” الذي لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل قرب الحدود، إذ “لا يزال… يواجه عوائق بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية”.

 

 

صحيفة الأخبار عنونت: برنامج ضغط سياسي لإطلاق عملية الإعمار | قاسم: محاصرة المقاومة تُهدّد الاستقرار

وكتبت تقول: جاء خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليُعيد تأكيد الموقف السابق المتعلّق بأولويات المقاومة لهذه المرحلة، وما تأكيد ما سبق أن أعلنه قاسم بشأن كيفية التعامل مع متطلبات وقف العدوان الإسرائيلي وإزالة آثاره، سوى إشارة إلى البرنامج الذي ينوي الحزب التزامه لتحقيق هذه الأهداف.

غير أن قاسم قدّم أمس جديداً لافتاً، لدى قوله إن من يفترض أن الضغط على المقاومة لتقديم التنازلات سيُفيد في مواجهة العدو، هو واهم.

والأهم، كانت إشارته المباشرة إلى أن من يتبنى هذه الوجهة، إنما يهدّد الاستقرار في لبنان.

وفي هذا السياق، كان لافتاً استذكار قاسم مرحلة ما بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتوقيع السلطة الحاكمة في حينه اتفاقية 17 أيار مع إسرائيل، واستعادته النضالات التي أدّت في فترة قصيرة إلى إسقاط هذا الاتفاق الذي كان يهدّد لبنان.

وهو موقف يصبّ في سياق الرد على دعوات التطبيع التي تصدر عن بعض الجهات الداخلية، أو التي يُروّج لها الأميركيون وحلفاؤهم في المنطقة.

وإذا كان متوقّعاً أن يخرج على اللبنانيين من يقرأ في هذا التنبيه تهديداً بتخريب الاستقرار الداخلي، فهو أمر مفهوم عند من يعتبرون أن حزب الله ليس في موقع من يحقّ له المطالبة بأن تقوم الدولة بدورها في كلّ الأمور الداخلية والخارجية.

لكنّ أهل الحكم في لبنان، سبق أن سمعوا من حزب الله، في لقاءات معلنة أو غير معلنة، أن المقاومة لا تلقي مواقف في الهواء، وأن التزامها تحقيق الاستقرار الداخلي وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو، لا يعني على الإطلاق الامتناع عن القيام بما يلزم لتحقيق هذه الأهداف. وهو ما تشرحه مصادر مطّلعة بالقول إن في موقف قاسم إشارة واضحة إلى أن من يُعبّر عن رأيهم، ومن يمثّلهم، لا يشعرون أبداً بأن الدولة تقوم بما يتوجّب عليها لتحميل العواصم العربية والغربية مسؤولية إلزام العدو بتطبيق الاتفاق.

وهي خطوة تأتي في السياق الهادف إلى القول إن المقاومة لا تزال تعطي الدولة الثقة للقيام بواجبها في هذا السياق. لكنّ حزب الله يعود مرة جديدة إلى تأكيد حقّه في القيام بكل ما يلزم لضمان وقف العدوان الإسرائيلي وتأمين الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى.

وكان الوضوح أكبر في الشق الثاني من الموقف المتعلق بمسؤولية الدولة عن إطلاق عملية إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية. وهو بند كان محل نقاش موسّع مع الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام. وقد حرص حزب الله على التفاهم مع بري على استراتيجية الضغط المباشر على الحكومة للقيام بدورها.

كما تمّ إبلاغ عون بأن على الدولة المبادرة إلى خطوات عملية تجاه اللبنانيين المتضررين من العدوان، وعدم الاكتفاء بدور المراقب. وكان الحديث مع رئيس الحكومة أكثر تفصيلاً لجهة أن الحكومة تبدو مقصّرة تماماً، ولا عذر لها بعدم فتح النقاش داخل مجلس الوزراء حول الخطة المُفترض إعدادها للإعمار.

وتقول المصادر إن حزب الله، وكذلك بري، يعتقدان بأن تذرّع الحكومة بعدم توفّر الأموال لا يمنع أولاً، الشروع في إعداد الخطة. كما أنه يمكن العثور على تمويل محلي وازن للبدء بالعملية من جهة، مع عدم ربط لبنان للإعمار بأي شروط سياسية.

وهي نقطة تقود إلى البحث في كيفية إقناع الحكومة بعدم اللجوء إلى موقف مسبق ضد دول أو جهات خارجية تريد مساعدة لبنان في هذه الورشة. وأشار قاسم في خطابه إلى أن دولاً عربية وغير عربية تحدّثت مع حزب الله عن استعدادها للمساهمة في إعادة الإعمار، لكنها سألت عن خطوات الحكومة وخططها في هذا المجال.

وكان قاسم تحدّث أمس في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وبعدما تحدّث عن الشهيد وأدواره منذ انخراطه في العمل السياسي، انتقل للحديث عن الأوضاع العامة، مُركّزاً على الجوانب المتعلقة بالصراع مع العدو.

وقال قاسم إن “العدوان الذي قامت به إسرائيل منذ أيام على منطقة النبطية وإقليم التفاح كان صاخباً، هذا لعب بالنار، ولن ‏يجعل إسرائيل تأخذ أو تحقّق ما تريد، وهذا برسم الدولة اللبنانية لتتحرك بفعالية أكثر، وبرسم الرعاة، أميركا وفرنسا ‏ومن معهما”.‏

واعتبر أن “هذه المرحلة بعد وقف إطلاق النار هي مرحلة مسؤولية الدولة اللبنانية التي أخذت على عاتقها تطبيق ‏وقف إطلاق النار، وأن تلتزم بالقسم المرتبط بالجانب اللبناني، ونحن ساعدنا الدولة على هذا الالتزام”، مطالباً إياها بأن “تضغط ‏أكثر وأن تتحرك أكثر”.

وأكّد قاسم “أننا لن نخضع للتهديدات والضغوطات، لو اجتمع ‏العالم ليسلبنا حقنا وأرضنا، لن نستسلم، سنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة، وبحسب المرحلة، ولكن لا استسلام. ‏احذفوا الاستسلام من قاموسكم، هذا أمر لن يحصل مع وجود المقاومة”.

كذلك، شدّد قاسم على أنه “إذا ظنّ البعض أننا نُستفرد الآن في لبنان، وأن الكل ينقضّ علينا ليضغط بأساليب ‏مختلفة من أجل أن نتراجع ونتخلى عن قوتنا ومقاومتنا، من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية في ما يتعلق بحماية ‏لبنان وقوة لبنان، فهو واهم. هذا أمر لن يحصل، مهما كانت الضغوطات. وإذا كان يعتقد البعض بأنهم بهذه الضغوطات ‏يخرجوننا من المعادلة، فهم واهمون”.

وفي هذا السياق، حذّر قاسم من أن العدوان الإسرائيلي “إذ ازداد أو إذا تجاوب بعضهم في لبنان مع العدو الإسرائيلي، فهذا يعني أنهم يضعون الاستقرار السياسي ‏والاقتصادي والمجتمعي على طريق الهاوية”، مؤكّداً أن “لبنان لا يمكن أن يكون مستقراً بعزل مكوّن، أو بمحاولة الاستفراد، أو ‏بالضغط على المقاومة من أجل أن تقدّم ما لا يصح أن يُقدّم بعد كل ما قدّمته ولم تلتزم إسرائيل على الإطلاق”.

على صعيد آخر، أكّد قاسم أن “كل خيرات العهد الجديد نحن شركاء فيه ونحن نساهم فيه. عندما يكون هناك ‏انفتاح على بعض الدول العربية والأجنبية والعلاقات التي تعود إلى سابق عهدها أو تتحسن، هذا لأننا جزء من هذه ‏القناعة. نحن نريد للدول العربية أن تعود إلى لبنان، نحن نريد لدول العالم أن تتعاون مع لبنان، نحن نريد لمن اتّخذ ‏مواقف سابقة لأسباب مختلفة أن يعود إلى لبنان، لأننا نعتبر أن فيه مصالح مشتركة”.

لكن قاسم، دعا في نفس الوقت هذه الدولة إلى عدم فرض خيارات “مضرة بلبنان”، وعدم تغليب فريق على آخر “بغير وجه حق. إنما لكم مصالح ‏في لبنان، صحتين على قلبكم، خذوا مصالحكم وأعطونا مصالحنا في لبنان كلبنانيين، وبالتالي نتعامل كدولة لدولة، كندّ ‏لندّ”.

وفي ملف إعادة الإعمار، أكّد قاسم أنه “واجب على الحكومة، ويجب أن يبدأ موضوع إعادة الإعمار”، مطالباً الحكومة بأن “تضع هذه النقطة على أول جلسة من جلسات أعمالها، لأنه لا يصح أن يتأخر هذا الموضوع، لا يوجد مبرر، ‏على الأقل ضعوا الإطار العام، الخطوات العامة، تشكيل اللجنة أو اللجان المعنية”.

وكشف قاسم أن “عدداً من الدول ‏العربية وغير العربية أيضاً” يتّصل بحزب الله، ويقول: “نحن حاضرون للدعم، لكن قولوا لنا أولاً أنتم كيف ستبدؤون، وضعوا لنا الإطار ‏الذي ستبدؤون به لبنانياً”.

 

 

صحيفة الديار عنونت: من صناديق الشمال الى طاولة ترامب… هل يعبر لبنان زمن الغياب؟

تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت

قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد… ولن نستسلم

وكتبت تقول: انتهى الاستحقاق البلدي والاختياري في الشمال على نحو سيئ ميدانيا، بعدما اشتعلت سماء المدن والبلدات بالرصاص العشوائي احتفالا بالنتائج، ما يعكس حالة التفلّت وغياب هيبة الدولة التي تعرضت مساء أمس لتحد جديد في طرابلس بعد احتجاجات امام السراي استدعت حضور وزير الداخلية.

في السياسة انصرفت القوى السياسية لحساب الخسائر والارباح في محاولة لتظهير موزاين القوى التي افرزتها صناديق الاقتراع. مسيحيا لم تكن ثمة كثير من العلامات الفارقة حيث حافظت كل القوى الاساسية على حضورها المنطقي وانتقل الصراع الى معركة الاستحواذ على اتحادات البلديات، وكان لافتا ارتفاع حدة الصراع السياسي بين تيار المردة وحركة الاستقلال، بينما خاض كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر معركة مشابهة لجبل لبنان حيث بات واضحا لدى الطرفين ان التطورات الاخيرة لم تحدث انقلابا يمكن الاعتداد به في المزاج المسيحي، حيث  لا يمكن لأي طرف ان يلغي الآخر، والانتخابات النيابية لها حسابات اخرى خصوصا انه صمد التحالف بين “المردة “و التيار”. اما على الساحة السنية فيمكن الحديث عن برودة عكستها مدينة طرابلس بعد قرار تيار المستقبل بالعزوف وعدم دخول الرئيس نجيب ميقاتي في المعركة، وكان عنوان اليوم الانتخابي “التشطيب”. بينما شهدت بلدات عكار السنية معاركها المحلية التي طغى عليها حضور النواب السنة. ويمكن الاستنتاج ان ثمة قلقا جديا يحتاج الى معالجة بعدما ثبت عدم القدرة على انتاج بدائل وازنة عن القوى التقليدية، وفقا لاستراتيجية المملكة العربية السعودية التي تسعى الى فرضها كأمر واقع ولكن دون نتائج تذكر حتى الان. وفي هذا السياق” العين” على الانتخابات في بيروت قبل اسبوع من الاستحقاق حيث الخوف الاكبر من معركة تشطيب قد تصيب المناصفة بمقتل في ظل تحالف واسع لقوة مسيحية واسلامية لا يجمعها في السياسة شيء يذكر، والاهم انه لا ضمانات بالقدرة على التحكم بالتصويت السني الحاسم في هذا الاستحقاق. اما بقاعا فلا تعويل على حدوث مفاجآت في المدن والقرى الشيعية، ولا حتى السنية، فيما تبقى المعركة الاكثر اثارة في زحلة.  الابرز سياسيا، كان اعلان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله جزء من العهد، متهما “اسرائيل” انها تلعب بالنار، مؤكدا ان المقاومة لن تستسلم.

وفيما لبنان غارق في حسابات الربح والخسارة في زواريب المدن، والقرى، تنشغل المنطقة بنتائج زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخليجية والتي لن تكون فقط استثمارية حيث ستتكشف بعض ملامح سياسية الرئيس الاميركي الذي يريد اعادة ترتيب اوراق حلفائه بما يتناسب مع مصلحة اميركا اولا، فيضغط على رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ويعمل على احراجه داخليا لإجباره على الالتزام بجدول الاعمال الاميركي، وليس معلوما كيف ستترك زيارته تأثيرها على الحرب في غزة. يبدي اهتماما كبيرا بالتوصل الى تفاهمات مع طهران دون ان تتوضح بعد حدود هذا الاتفاق الذي تدعمه هذه المرة دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. سوريا ستكون حاضرة على “طاولة” البحث بطلب من الرياض والدوحة في ظل قلق متزايد من خروج الاحداث عن السيطرة بسبب التدخلات الاسرائيلية والتركية، وقد بدأ ترامب يرسل اشارات “مشجعة” عن استعداده للبحث في ترتيب تقاسم النفوذ هناك. فاين لبنان من هذه التطورات؟

وفق مصادر دبلوماسية في بيروت لا يحمل الرئيس الاميركي جديدا حيال الملف اللبناني، ولا يعتبره اولوية ملحة في هذه المرحلة في ظل تزاحم الملفات الكبرى التي شكل مخاضا للشرق الاوسط الجديد الذي يريد ان يجعله امرا واقعا من خلال توسيع شبكة الاتفاقات الابراهيمية. وثمة قناعة في البيت الابيض بان الملف اللبناني تديره “اسرائيل” بكفاءة ودون تهور وتعمل تحت سقف حماية امنها دون التسبب بإشعال حرب جديدة لا تريدها واشنطن التي لا تبدو منزعجة من الضغط الذي تمارسه حكومة نتانياهو على الساحة اللبنانية. وفي هذا السياق، تلفت تلك الاوساط الى انه اذا لم تضع الرياض لبنان على جدول اعمال المحادثات فانه لن يجد مكانا على طاولة البحث لأنه يشكل ملفا ثانويا بالنسبة للأميركيين الذين ابلغوا الدولة اللبنانية بخارطة الطريق التي يريدون منها ان تلتزم بها.

لا وعود حاسمة

وفي هذا الإطار، لم يحصل الرئيس جوزاف عون خلال جولته الخليجية على وعد واضح حيال مقاربة الملف اللبناني مع ترامب، وذلك على الرغم من وجود قناعة سعودية- قطرية بان ممارسة الضغوط على الدولة اللبنانية وعدم دعمها لا يساعد في اضعاف حزب الله، كما ان عدم التزام “اسرائيل” بالانسحاب واستمرار خروقاتها للسيادة اللبنانية لا يساعد في طرح ملف السلاح بشكل جدي لانه بخلاف ذلك فان الساحة اللبنانية ستكون مهيئة للانفجار. لكن لا تغيير واضحا في موقف دول الخليج في مسألة اعادة الاعمار، فثمة تقاطع واضح بين الطرفين على عدم الاندفاع في هذا الملف باعتباره ملفا ضاغطا في وجه حزب الله على اعتاب التحضير للانتخابات النيابية. ولهذا ترى تلك الاوساط، بان احتمال البحث في تطورات الساحة اللبنانية غير مرتفعة، وإذا ما حصل فان النتائج ستكون محدودة في هذه المرحلة، وتبقى “العين” على ما بعد الزيارة بانتظار رد فعل رئيس حكومة الاحتلال الذي يشعر ان ترامب يطوقه لإسقاطه داخليا، وعادة ما يهرب من ازماته بافتعال ازمات خارجية. ويبقى ايضا انتظار ما سيكون عليه الوضع في سوريا لان تأثيره سيكون مباشرا على لبنان .

اشكال في طرابلس

وبعد ليلة إطلاق الرصاص، لم تنته المشاكل شمالا، ومساء أمس تجمع عدد كبير من المواطنين، امام قصر عدل طرابلس، احتجاجا على تأخير إصدار نتائج الانتخابات البلدية، وتوقف عملية الفرز، مطالبين وزير الداخلية بإقالة محافظ الشمال وإعادة إجراء الانتخابات. فاستقدم الجيش تعزيزات كبيرة إلى ساحة عبد الحميد كرامي ومحيط قصر العدل. وقد وصل وزير الداخلية أحمد الحجار إلى طرابلس لمعالجة الأمر.

ارقام الشمال

وكان وزير الداخلية اعلن ان “العملية الانتخابية في الشمال وعكار تمت بشكل جيّد على رغم بعض الصعاب التي بدأت يوم السبت واستمرّ البعض منها يوم الأحد لا سيما الاشكالات الأمنية في بعض المراكز.  بلغ عدد الشكاوى والمراجعات 675 بالإجمال فيما سجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً”. وقال:”بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار”. أضاف: “هناك 7 موقوفين بسبب الاشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى يتم التثبت منها وتم الاشتباه بعملية تزوير وتوقيف المشتبه”. وتابع:”جرت احداث اطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، احدى الاصابات خطيرة وندعو المواطنين الى الاقلاع عن هذه العادة ويتم العمل على توقيف مطلقي النار والجيش اللبناني بدأ بعلميات الدهم وهناك 34 موقوفًا حتى الآن لدى الجيش”. وبالنسبة الى السلاح المتفلت قال:” العمل قائم على عدم حيازة السلاح من دون ترخيص وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية والدولة تعمل على ذلك بجديّة واطلاق النار يتم من المواطنين وليس من حزب معيّن وستتم ملاحقات جدية لمطلقي النار”.

ملاحقة مطلقي النار

واعلنت قيادة الجيش ان وحدات عسكرية تؤازر كلًّا منها دورية من مديرية المخابرات نفذت عمليات دهم وأوقفت 35 شخصًا من مطلقي النار في مناطق مختلفة ، وضبطت في حوزتهم أسلحة وذخائر حربية. سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، ويجري العمل لتوقيف بقية مطلقي النار. في هذا السياق، تشدد قيادة الجيش على ضرورة امتناع المواطنين عن إطلاق النار لما في ذلك من تعريض حياة الآخرين للخطر، فضلًا عن المسؤولية القانونية التي يتحملها المتورطون.

ابرز النتائج

وفي ابرز نتائج نتائج الانتخابات في الشمال، فوز تحالف  مجد حرب والكتائب القوات في شكا، وهي خسارة لها رمزيتها لتيار المردة ، وقد اكدت  القوات وحرب حضورهما في تنورين. اما  في قضاء  بشري  فلم تكن نتائج القوات اللبنانية مفاجئة. في اميون فازت لا ئحة القومي السوري والقوات  ضد التيار  الوطني الحر وانتهت الانتخابات بحصول انشقاق في صفوف “القومي”. وفي طرابلس حيث كانت النسبة الادنى جاءت النتائج الاولية خليطا من اللوائح. في رحبة العكارية فاز تحالف النائب سجيع عطية والتيار على القوات. وفي زغرتا 6 بلديات في القضاء لحركة الاستقلال، وفاز  المردة والتيار بـ 8 بلدات كاملة، و4  غير كاملة، ومن المرجح ان يبقى الاتحاد مع المردة. وقد اعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار  اثبت وجوده في الشمال في مواجهة تحالف ثلاثي متهما القوات اللبنانية انها خاضت حرب الغاء، واعلن الفوز بـ 19 بلدية  في البترون من اصل 31.

زيارة الكويت

سياسيا، انهى  الرئيس عون زيارته الى الكويت بلقاء ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وتناول معه “ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الكويتية واعادة احياء الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، ورفع حجم التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري”. كما تناول البحث “القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بغداد، واهميتها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة،  وكذلك القمة الخليجية – الاميركية التي تعقد اليوم في السعودية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والرئيس الاميركي دونالد ترامب، كذلك تناول الاوضاع في لبنان في ضوء التطورات الاخيرة.

الشيخ قاسم: لن نستسلم

ولمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لرحيل القيادي مصطفى بدر الدين، أشار الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الى ان “المقاومة كانت رادعة للعدو الإسرائيلي خلال السنوات الماضية ووضعت حداً لمخططات القضم الإسرائيلية للبنان، لذلك المقاومة منعت إسرائيل من فرض اتفاقات مذلة على لبنان وتحقيق ما تريد منه وتنفيذ مخططاته. وقال “سنبقى واقفين على أرجلنا وسييأس العدو من وقفتنا وصمودنا. واكد ان المقاومة منعت إسرائيل من فرض اتفاقات مذلة على لبنان وتحقيق ما تريد منه وتنفيذ مخططاته. وعن اتفاق وقف اطلاق النار الاخير، قال: “لبنان قام بكل التزاماته والمقاومة التزمت في جنوب نهر الليطاني مفسحة المجال للجيش اللبناني ليقوم بدوره، لكن ذلك لم يردع اسرائيل. واضاف” وسنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة حسب المرحلة والعدوان الاسرائيلي قبل ايام على منطقة النبطية واقليم التفاح لعب بالنار ولن يجعل اسرائيل تحقق ما تريد.واعتبر قاسم ان  “لبنان يتجه نحو الاستقرار ومن يُعيق الاستقرار إسرائيل وعدوانها ولتلتزم بما عليها في الاتفاق ونحن نتفاهم على المستوى الداخلي على كل التفاصيل ولا مشكلة بيننا وبين رئيس الجمهورية وبين مكوّنات الداخل. واضاف: العهد الجديد برئاسة العماد جوزاف عون فيه آمال كبيرة ونحن شراكة فيه وجزء منه.

اليونيفيل: عوائق اسرائيلية

جنوبا ،أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ، عثورها على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني، منذ تشرين الثاني، قالت إنها أحالتها إلى الجيش اللبناني واشارت الى انه عثر حفظة السلام على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني” الذي لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل قرب الحدود إذ “لا يزال… يواجه عوائق بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى