سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في نتائج بلدية بيروت والبقاع

 

الحوارنيوز خاص

خصصت صحف اليوم افتتاحياتها لقراءة نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك – الهرمل.. فماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: النسب المتراجعة لم تعكس النتائج “المفاجئة”… بيروت نحو المناصفة و”القوات” تتقدم في زحلة

سلام: بيروت بحاجة إلى الإنماء وحيادية الحكومة في الانتخابات تأمّنت وخياري كمواطن هو لإنماء المدينة
وكتبت تقول: على نحو عام وضمن الخط البياني الذي يحكم استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، لم تختلف صورة المشهد الانتخابي في الجولة الثالثة ما قبل الأخيرة التي أجريت أمس في بيروت والبقاع عن الجولتين السابقتين لجهة الجوانب الإجرائية أو معايير نسب الإقبال ولو تفاوتت بين الاقضية. فإذا كانت الأنظار تركزت بشكل خاص على بيروت نظراً للخشية من “تراثها” التقليدي في عدم الاقبال الكثيف على الاقتراع، فإن نسبة الـ21 في المئة التي بلغتها المشاركة في بيروت أمس جاءت معقولة قياساً بالسوابق وتجاوزت نسبة انتخابات 2016 البلدية، بما شكل عاملاً مشجعاً على توقّع نتائج تحفظ المناصفة أو على الاقل تحول دون صدمة كبيرة وخلل في التوازن الميثاقي يستعيد نتائج انتخابات طرابلس الأسبوع الماضي التي انتهت إلى مجلس بلدي سنيّ بالكامل مع عضو علوي فقط ومن دون تمثيل مسيحي. ولعل المفارقة اللافتة التي سُجلت تمثلت في أن بيروت التي كانت نسبة الاقبال فيها الأضعف بين الأقضية البقاعية أمس سجلت الارتفاع الوحيد في نسب المشاركة قياساً بانتخابات 2016، فيما تراجعت النسب في الأقضية البقاعية كافة مقارنة بتلك السنة. وتبين أن الإقبال الذي كان يعوّل عليه في المناطق ذات الغالبية المسيحية، كالاشرفية والرميل والصيفي، لم يكن بالحجم المأمول، إذ لم يتجاوز الـ16 في المئة أي بما يوازي النسب السنيّة. ومع أن أرقاماً أولية لماكينات انتخابية سجلت بعد انطلاق الفرز رقماً مهماً أولياً للائحة “بيروت تجمعنا” قُّدر بخمسة وأربعين في المئة من الأصوات لمصلحتها، فإن ذلك لم يسقط الحذر الشديد في ترقب الفرز الشائك نظراً لتبيّن وجود تشطيب واسع يصعب معه نهاية سريعة للفرز وتبيّن النتائج النهائية قبل الساعات المقبلة. ومع ذلك، سادت أجواء متفائلة ليلاً بأن لائحة ائتلاف بيروت تجمعنا” تتقدم بما يعني الفوز بالمناصفة.
أما في زحلة التي كانت نقطة الرصد الثانية الأساسية، فإن المواجهة بين لائحة أسعد زغيب مدعوماً بمروحة واسعة من القوى والأحزاب والعائلات ولائحة “القوات اللبنانية” منفردة، بدت أول الأمر متجهة إلى خليط من النتائج المتداخلة بمعنى تقاسم المقاعد بنسب متفاوتة. ولكن النتائج الأولية لدى ماكينة “القوات” بدأت تطلق الإشارات ليلاً إلى تقدم لائحتها برئاسة سليم غزالة على لائحة أسعد زغيب في أكثر من عشرة أقلام، لكن النتيجة الحاسمة لم تظهر لكون أقلام الكرك كانت لا تزال بلا فرز كامل بعد، علماً أن “التصويت الشيعي” سجل بكثافة في ساعات بعد الظهر. وفي أحد الأقلام المحسوب على آل سكاف في سيدة النجاة سُجل تقدم لائحة القوات. وفي القاع فازت لائحة المحامي بشير مطر بكامل أعضائها المدعومة من القوات اللبنانية.
وأما في بعلبك – الهرمل، وبدءاً من مدينة بعلبك، فإن مناصري الثنائي الشيعي بدأوا الاحتفالات المبكرة، مؤكدين فوز لوائح “امل – حزب الله” بما يعني في حال ثبوت النتائج الرسمية بأن أي تبديل لم يحصل في الواقع البلدي والاختياري في الجانب الشيعي من بعلبك – الهرمل.
وقد بلغ آخر تحديث لنسب الإقتراع في الأقضية: بيروت: 21%، زحلة: 44,57%، البقاع الغربي: 41,11%، راشيا: 37,70%، الهرمل34,15%، بعلبك: 48,88%.
أما عدد الشكاوى، فبلغ 387 معظمها إداري.
وبرزت الجولات الكثيفة التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام على مراكز الاقتراع في بيروت وحضّه أهلها على الاقتراع، إذ أنّ “الانتخابات البلدية والاختيارية هي عملية إنماء لبيروت”. وقال بعد الإدلاء بصوته في بئر حسن: “أنا واثق أنّ أهلي في المدينة سيضمنون تمثيل الجميع في المجلس البلدي”، لافتاً إلى أنّ “بيروت بحاجة إلى الإنماء وحيادية الحكومة في الانتخابات تأمّنت وخياري كمواطن هو لإنماء المدينة”. وشدد على أنّه “يجب أن نتعلّم من الأخطاء التي ارتكبت في طرابلس والشمال”، معتبراً أنّ “تأخّر عملية الفرز في بيروت أمر وارد لكن ليس كثيرًا”.
ولدى سؤاله عن سبب عدم بحث القوانين التي تتعلق بتسيير الانتخابات في بيروت قبل الانتخاب؟ أجاب: “لأنها أتت متأخرة، ويجب بعد انتهاء العملية الانتخابية إعادة النظر بكل آليات الانتخابات البلدية عموماً لا سيما في بيروت”.
كما أن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، أمل مراراً في “أن يندفع المواطنون للمشاركة في الاقتراع في بيروت”، معلناً أننا “أمنا كل الاجراءات لتسريع عملية إصدار النتائج”. وأكد أن “الملاحقات مستمرة في حق مطلقي النار”، داعياً إلى “عدم تكرار ذلك في البقاع وبيروت”، وأمل بأن ننتهي من هذه الظاهرة.
أضاف: “الدولة تؤكد اليوم احترام الاستحقاقات الدستورية وحق الشعب اللبناني بالتعبير عن رأيه والعملية تسير بكل ديموقراطية وإن حصلت بعض الإشكالات فالقوى الأمنية كانت حاضرة ولكن الصورة العامة كانت جيدة”.
عون والبابا
وسط هذه الاجواء، حضر رئيس الجمهورية جوزف عون وزوجته السيدة نعمت عون قبل ظهر أمس القداس الحبري الأول للبابا لاوون الرابع عشر. وكان الرئيس عون وزوجته وصلا إلى كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان حيث كان في استقبالهما ممثل عن المراسم الفاتيكانية ورافقهما إلى المقعد المخصص لهما في المقدمة مع عدد من رؤساء وملوك وأمراء عدد من الدول الحاضرين في القداس. وهنّأ رئيس الجمهورية وزوجته البابا لاوون الرابع عشر بعد انتهاء القداس الحبري الأول الذي ترأسه في باحة القديس بطرس في الفاتيكان.
وخلال مصافحته البابا، تمنى له الرئيس عون “التوفيق والنجاح في رسالته” وأمل “بان يزور لبنان في أقرب وقت ممكن”، لافتاً إلى أنه سيقوم بزيارة رسمية للكرسي الرسولي ويوجه له الدعوة رسمياً.
وأكد الرئيس عون للبابا أنه “يتابع المواقف التي أعلنها منذ انتخابه، ونثمّن عالياً كلامكم أمام وفد الكنائس الشرقية قبل يومين عندما أعلن الأب الأقدس عن نيته القيام بكل ما يلزم للسلام في لبنان، وقوله خصوصاً أن “الكرسي الرسولي في الخدمة”.
وشكر البابا لاوون الرابع عشر الرئيس عون وزوجته على حضورهما القداس الحبري الأول، وأكد أنه “يتابع عن قرب الأوضاع في لبنان وأنه يصلي دائماً لأمنه واستقراره وسعادة شعبه، وأنه سيواصل العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة”.
وكان الرئيس عون وزوجته التقيا أمين سر الدولة البابوية الكاردينال بييترو بارولين وشكراه على دعمه الدائم للبنان وشعبه.
اسرائيل و”حزب الله”
إلى ذلك، وبالتزامن مع الجولة الثالثة الانتخابية، اعتبر مصدر إسرائيلي عبر قناة “سكاي نيوز عربية” أن “وضع حزب الله السياسي هو الأصعب منذ عقود”، وأن “ذلك عرقل استعداده للانتخابات البلدية”. وأضاف المصدر أن “حزب الله يحاول أن ينحني أمام الرياح، لذا هو يسكت على الضربات التي يتلقاها، وينتظر فرصة للعودة إلى ما كان عليه”، واعتبر أنه “مع الضربات التي تلقاها الحزب، هناك فرصة تاريخية للدولة اللبنانية لتفكيك حزب الله كتنظيم عسكري”. وتابع المصدر قائلاً: “إذا انهار النظام الإيراني سينهار حزب الله، والذي يواجه مشكلة حقيقية في الحصول على الأموال الإيرانية”. وأوضح المصدر أن “انهيار النظام السوري، وخطوات الحكومة اللبنانية، وزيادة مصاريف الحزب نتيجة الحرب، يصعّب من وضعه الاقتصادي”. وأكمل المصدر: “حزب الله يعاني من أزمة ثقة ضخمة مع جمهوره، لذا فأغلب جهوده الآن منصبة على تعويض جمهوره وهي أولويته الأولى، لكن هذا لا يعني أنه يحاول إعادة التسلح”.
وحذر من أن “حزب الله يريد من إعادة الإعمار، إعادة بناء بيوت ناشطيه وليس البنى التحتية للدولة، لذا لا يجب أن يكون حزب الله جزءاً من إعادة الإعمار.
ويقوم الحزب بحسب المصدر بإعاقة “قوانين الإصلاح المالي في البرلمان، وهي قوانين ضرورية للحكومة للتعامل مع الدول والمؤسسات الدولية لإعادة الإعمار”.
واختتم بالقول: “حزب الله خسر إلى حد بعيد المنافسة على الجمهور الشيعي لصالح حركة أمل”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: بيروت: الصوت السنّي مُشتَّت… والثنائي الشيعي يتصدّى لحماية المناصفة

وكتبت تحت هذا العنوان لينا فخر الدين تقول: منذ أن حدّد وزير الدّاخلية والبلديّات، أحمد الحجّار، موعد الانتخابات البلديّة والاختياريّة، بدأت حملة التهويل خشية «تطيير» المُناصفة في بيروت. وقامت «فزعة مسيحيّة» على مواقع التّواصل الاجتماعي، ومثلها في الصّالونات السياسيّة بهدف «فرض» المناصفة عبر اللوائح المغلقة، قبل أن «تنصهر» جميع القوى السياسيّة في لائحة واحدة بعدما وضعت خلافاتها السياسيّة «on hold» بهدف حفظ عُرف المناصفة.

وعليه، لم يجد «حزب الله» حرجاً في حمل مندوبيه لوائح خطّ عليها اسم مرشّحي حزب «القوّات اللبنانيّة»، كما لم يجد النّائب نديم الجميّل حلاً لتبرير تحالفه مع «الثنائي» إلا على الطريقة «الميكافيليّة» بإشارته إلى أنّ «التحالفات في الانتخابات البلدية في بيروت لن تكون في النيابية، وهدفنا هو تأمين المناصفة والعمل من أجل بيروت». كلام الجميّل يظهر تقصّد حزبَي «القوات» و«الكتائب» عدم تواصلهما مع «حزب الله» من أجل ضمان تجيير أصوات قواعدهما الشعبية لصالح اللائحة الائتلافيّة.

هكذا اجتمع الخصوم تحت خيمة المناصفة، من دون أن يخرج المشهد العام في بيروت عن السياق الاعتيادي للعاصمة التي سجّلت نسبة اقتراعٍ مشابهة لما سجّلته في عام 2016 (20.14 %) مع فارق بسيط لم يتعدّ الـ1% هذه المرّة بوصول النسبة إلى نحو 21%.

ومع ذلك لم تنجح الأحزاب المسيحيّة في جعل قضيّتها الأُم عنواناً جذاباً لدى جمهورها، بعدما أظهرت نسب الاقتراع أمس، تقاربها مع نسب الاقتراع في عام 2016 رغم تغيّر عنوان المرحلتين.

ولكن مع وجود اختلافين: الأوّل أنّ مزاج النّاخب المسيحي في الدّورة الماضية كان موجّهاً لصالح لائحة «بيروت مدينتي» التي حصدت نحو 60% من أصوات المقترعين ليختلف الوضع أمس مع قدرة الأحزاب المسيحيّة في توجيه البوصلة لصالح لائحة «بيروت بتجمعنا»، إذ أثبتت النتائج الأوليّة في العديد من مراكز الاقتراع «اكتساحها» للصناديق.

أمّا الاختلاف الثاني فهو ارتفاع عدد الناخبين الأرمن عمّا كان عليه في عام 2016، بوصول العدد إلى أكثر من 5 آلاف و500، فيما تردّد عن قدرة حزب «الطاشناق» في تجيير «البلوك الأرمني» لصالح «بيروت بتجمعنا»، وذلك من دون أن تكون للنائبة بولا يعقوبيان قدرة على الاستحواذ على الصوت الأرمني لصالح «بيروت مدينتي». يُذكر أن استنفار «الطاشناق» كان مرتبطاً بمعركة المخاتير بعد تحالف مع «جمعية المشاريع الخيريّة الإسلاميّة» ما انعكس إقبالاً على المعركة البلديّة.

«الثنائي» حماة المناصفة

في المقابل، تعامل الثنائي «حزب الله» و «أمل» على قاعدة أنّهما «حماة المناصفة» عبر «بلوك شيعي» بلغ مداه عند ساعات بعد الظّهر (وذلك بعدما تأكّد تشتت الصوت السنّي)، ليصل إلى نحو 19 ألف ناخب، صبّ بغالبيّته الساحقة في صالح «بيروت بتجمعنا». وبذلك، كان الثنائي يلعب دور الرئيس رفيق الحريري، لإثبات أنّه الوحيد القادر على حماية المسيحيين والأقليّات بعده.

«الثنائي» تعامل مع الاستحقاق من دون عمليّات استنفار عام، بل على طريقة الاكتفاء بـ«الحواضر» مركّزاً على الناخبين القاطنين قرب العاصمة بهدف الوصول إلى رقمٍ يضمن المناصفة من دون الضغط على ماكيناته الانتخابيّة واستنزافها مادياً ومعنوياً قبل عام من الاستحقاق النيابي. ومع ذلك، كانت ماكينة «حزب الله» الأكثر حضوراً على صعيد تأمين النقل من بيروت وخارجها عبر نقطتين في بشارة الخوري والبسطة.

ورغم الخشية من عمليّات تشطيب متبادلة بين الأحزاب المسيحيّة و«الثنائي»، إلا أن عمليّات الفرز الأوليّة داخل الأقلام التي يغلب عليها الناخبون الشيعة أو المسيحيون، دلّت على تقارب الأرقام بين المرشحين بما يثبت التزام الطرفين بكامل أعضاء اللائحة، وهو ما أدّى أن يحل المرشحون الشيعة في المراتب الثلاث الأولى داخل المراكز المسيحية، كما صبّ «البلوك الدرزي»، بإيعازٍ من «الحزب التقدمي الاشتراكي» في صالح لائحة «بيروت بتجمعنا».

الصوت السنّي لـ«بيروت بتحبك»

الجو الطاغي لصالح «بيروت بتجمعنا» في الأقلام المسيحيّة والشيعيّة، انقلب في الأقلام السنّية. وقد ساهم غياب القيادة السياسيّة المتمثّلة بالرئيس سعد الحريري، في تشتّت الصوت السنّي، وهو ما لم يحصل منذ عام 1998، حينما كان الرئيس رفيق الحريري، ومن بعده ابنه الرئيس سعد، قادريْن على «دوزنة» الشارع السنّي وضمان المناصفة من دون جهدٍ يُذكر.

هذا الغياب أدّى إلى ضياع في الشارع السنّي من خارج «البلوكات الحزبية» والذي كان بغالبيّته يعمد إلى تشكيل «لوائح منزليّة» تتضمّن أسماء من جميع اللوائح، وهو ما فعلته العديد من الجمعيّات الإسلاميّة، من دون أن ينسحب ذلك إلى ما كان يسوّق عن إمكانيّة اختيار الناخب السنّي لـ24 سنياً، وهو ما تبدّى لدى الجمعيات الإسلامية المتشدّدة التي احترمت المناصفة في «خليطها».

فيما تمكّنت لائحة «بيروت بتحبك» برئاسة العميد المتقاعد محمود الجمل مدعوماً من النائب نبيل بدر و«الجماعة الإسلاميّة» من «أكل» الجو السنّي، وهو ما تبدّى على الأرض وفي ارتفاع نسب الاقتراع في بعض الأقلام كما حصل في المزرعة، وفي الصناديق التي أشارت عمليّات الفرز الأولية فيها إلى تقدّم كبير لصالح لائحة «بيروت بتحبّك».

وذلك، بعدما تمكّنت اللائحة من ترشيح شخصيات لها حيثيتها الشعبية، إضافةً إلى قدرتها على استمالة المفاتيح الانتخابيّة التي كانت تدور في فلك «المستقبل»، وقدرتها على تسويق خطابها داخل الشارع السنّي. وعلى مدى الأيام الماضية، كانت لائحة «بيروت بتحبك» تتنقّل بين الأزقّة وتدخل إلى كلّ زاروب منسيّ منذ عهد رفيق الحريري. وأثبتت اللائحة قدرتها على استيعاب الشارع القريب من تيار «المستقبل»، وعمدت إلى استخدام خطابات الرئيس رفيق الحريري نفسه، من دون استفزاز الجمهور الأزرق بزعامةٍ مفتعلة – إلغائية، على طريقة النائب فؤاد مخزومي.

«المستقبل» خلف بدر؟

لكنّ المعركة لم تخلُ من حملات استهداف لائحة الجمل، بعد سلسلة شائعات وأخبار تفيد عن دعمٍ واضح نالته من قبل «المستقبل» وحيث عقد الأمين العام لـ«المستقبل» أحمد الحريري اجتماعات عدة للحث على انتخاب «بيروت بتحبّك»، وتشغيل ماكينة «المستقبل» في مقر التيار في محلة القنطاري، بإشراف صالح فروخ وخالد شهاب لشدّ العصب لصالح الجمل، إضافةً إلى وجود محسوبين على الحريري داخل مراكز الاقتراع.

«المستقبليون» ينفون تدخّلهم، وهم يشيرون إلى أنّ أحمد الحريري وصل إلى بيروت خلال السّاعات الماضية من دون أن يتدخّل في اللعبة الانتخابيّة، بينما تمكّن الجمل من استقطاب رموز «التيّار الأزرق» باعتباره كان منسّقاً عاماً للتيّار على مدى سنوات طويلة، وقربه من الشارع البيروتي وخدماته فيه.
وإلى الحيثيّة البيروتية التي يملكها الجمل وبدر، فإنّ «الجماعة الإسلاميّة» شغّلت أيضاً ماكينتها الانتخابية، وكانت من القلّة الذين ركّزوا على نقل الناخبين الموجودين خارج بيروت ووزّعت أرقام هواتف مندوبيها على الناخبين، علماً أنّ عدد المندوبين لم يكن كبيراً، إذ تمّ تعميم رقم هاتف شخص واحد مهمّته النقل في كلّ منطقة.

«المشاريع»: ماكينة لا تهدأ

على المقلب الآخر، طغت ماكينة «المشاريع» على جميع الماكينات؛ حضر مندوبوها في الأشرفية والمدور والرميل وعائشة بكّار وطريق الجديدة وفردان وزقاق البلاط والحمرا… شبّان وشابات يوزّعون لوائح «بيروت بتجمعنا» إلى جانب مندوبين لا يهدأون داخل مراكز الاقتراع وعند محطّات النقل التي تقلّ الناخبين، إضافةً إلى خلايا نحل داخل المكاتب تُحدّث الأرقام بالدقيقة والثانية.
الماكينة الانتخابية التي يُشرف عليها مسؤولها، القيادي أحمد دبّاغ، تأسّست بطريقة أشبه بـ«hand made» كي تراعي الواقع اللبناني وأزقته، بعدما تمّ تحديثها خلال السنوات السابقة والاستفادة من تجربة الانتخابات في طرابلس، وهو ما دفع لجنة القيد العليا إلى استخدام نموذج «المشاريع» للفرز، تماماً كما كانت ماكينتها مرجعاً لوزارة الدّاخلية في الانتخابات الماضية!

ويتردّد أنّ ماكينة «المشاريع» نجحت في تأمين البلوك الانتخابي التي وعدت به، بل تعدّته إلى رقمٍ يُمكّن «بيروت بتجمعنا» من تعديل الفارق داخل مراكز الاقتراع السنّية التي كانت تجنح نحو «بيروت بتحبّك»، وذلك رغم الحملات الممنهجة لتشطيب مرشحيها.

في المقابل، بدت ماكينة النائب فؤاد مخزومي عاجزة عن استقطاب الشارع السنّي من «يد» لائحة الجمل، كما ظهرت أشبه بماكينة قائمة على شبان وشابات من دون خبرة ويتحلّقون حول خيم حُمْر خُطّت عليها كلمة «حوار» من دون أن تتمكّن من تجيير بلوك فعلي لصالح «بيروت بتجمعنا»، ويتردّد أنّ الرقم الذي وعد به مخزومي حلفاءه على اللائحة لم يتمكّن من الوصول إليه، برغم أنه حرص على أن يكون حاضراً في المشهد الإعلامي عبر اتفاقات مع وسائل إعلام كبيرة، في محاولة لتجيير الإنجاز لمصلحته. وكما ماكينة مخزومي، كذلك كان حال ماكينة الوزير السابق محمّد شقير، والذي أدار مجموعة متخصّصة بتحديث الأرقام ليس إلا، من دون أن تتكبّد عناء الخروج من «sea side»!

  • صحيفة الديار عنونت: الإقبال الضعيف على انتخابات بيروت يُهدّد المناصفة

محمود عباس في لبنان الأربعاء لتحديد أطر سحب السلاح الفلسطيني

وكتبت تقول: اقترب التأهب الرسمي اللبناني المتواصل منذ مطلع شهر أيار الحالي، لمواكبة الانتخابات البلدية والاختيارية من نهايته، بعد انجاز 3 جولات من أصل 4. وانشغل اللبنانيون أمس الأحد بانتخابات محافظتي البقاع وبيروت، حيث شهدت عدة مدن وبلدات معارك شرسة، اتخذت بعضها طابعا سياسيا محضا، واخرى طابعا طائفيا، ما ادى لاشكالات متنقلة تم احتواؤها.
معارك المدن
ففيما خاضت معظم الاحزاب معركة بيروت على لائحة واحدة، تحت عنوان تثبيت المناصفة في المجلس البلدي، بوجه لوائح متعددة ابرزها “بيروت مدينتي” المدعومة من قوى “التغيير”، أظهرت المعطيات ان النتائج لن تكون مرضية لجهة تثبيت المناصفة ، باعتبار ان ليس تعدد اللوائح وحده ما عمل ضد المناصفة، انما ايضا نسبة الاقتراع المتدنية، والتي لم تتجاوز الـ 20.78%
وفي زحلة، خاضت “القوات اللبنانية” وحدها المعركة بوجه احزاب المدينة وفعالياتها ، ولتجييش الناخبين اوعزت بقرع أجراس الكنائس، لتصوير المعركة سياسية- طائفية بينها وبين حزب الله.
واشارت مصادر واكبت الانتخابات في المنطقة لـ”الديار” الى ان “معراب خاضت من خلال معركة زحلة امتحانا كبيرا، تحت عنوان تثبيت نفسها مرجعية مسيحية اولى، وانها “قد الكل” لكنها كانت تعي ان المجازفة كبيرة وقررت خوضها، لانها اعدت جيدا لخطابها في حال الخسارة، وهو نفسه الذي اعتمده “التيار الوطني الحر” في معركة جونيه، لجهة ان كل القوى تكتلت لإقصائه”.
وفي المناطق ذات الغالبية الشيعية بقاعا، وبالتحديد في بعلبك والهرمل، حيث لم يتمكن “الثنائي الشيعي” من تشكيل لوائح ائتلافية، شهدت هذه المناطق معارك قاسية. ففيما وضع “الثنائي” كل ثقله لابقاء تمثيلها تحت جناحيه حصرا، تكتلت عائلات وعشائر وقوى من المجتمع المدني، بمحاولة لتصوير انه بات هناك مجموعات شيعية لا تؤيد “الثنائي” وخياراته. 
وبلغت نسبة الإقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت 20.78% وفي بعلبك – الهرمل 46.12% ، وفي البقاع 43.53% حسب أرقام وزارة الداخلية والبلديات، بعد إقفال صناديق الاقتراع.
وقد توزّعت النسب على الشكل التالي: راشيا: 36.53% الهرمل: 35.06% البقاع الغربي: 42.63% زحلة: 45.86% بعلبك: 48.08% وبيروت: 20.78%
زيارة مصيرية لعباس
وبعيدا عن ضجيج الانتخابات، تتجه الانظار هذا الاسبوع الى الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء الى بيروت، بحيث تؤكد مصادر لبنانية معنية بالملف الفلسطيني، ان “قرار سحب السلاح من داخل المخيمات اتُخذ، وان زيارة عباس ستكون حاسمة في هذا المجال، لوضع الخطط والأطر التنفيذية”. 
واضافت المصادر لـ”الديار”:”لبنان الرسمي يفضل ان تكون الخطط الموضوعة فلسطينية، وتتم مشاركة الطرف اللبناني بها، بحيث انه يدفع لتكون عملية سحب السلاح وتسلمه بين الفلسطينيين انفسهم، وتقودها حركة فتح”. 
واوضحت المصادر ان “حركة حماس من جهتها، ارسلت اشارات ايجابية لاستعدادها تسليم السلاح ، اذا كان هناك قرار لبناني- فلسطيني كبير بهذا الشأن، لتبقى الأنظار متجهة الى التنظيمات المتشددة داخل المخيمات، واذا كانت ستتجاوب ام سيستدعي الامر عمليات قيصرية تتولاها “فتح” وحلفائها”. 
العدو يواصل قتل اللبنانيين
امنيا ايضا، أعلنت قيادة الجيش اللبناني امس الاحد عن “تعرُّض أحد العسكريّين إلى إصابة متوسّطة، نتيجة استهداف العدو “الإسرائيلي” آليّةً من نوع “رابيد” عند حاجز بيت ياحون- بنت جبيل”.
واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن” غارة العدو “الإسرائيلي” بمسيرة، استهدفت سيارة على طريق بيت ياحون قضاء بنت جبيل، أدت  إلى إصابة شخصين بجروح أحدهما عسكري في الجيش”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى