قالت الصحف: صواريخ مشبوهة تنعش الاعتداءات والاتهامات.. وتعيين حاكم “المركزي” على نار حامية!

الحوارنيوز – خاص
بقي موضوع التصعيد الكبير للعدو وشن حملة واسعة من الاعتداءات والاغتيالات في أكثر من منطقة لبنانية على خلفية اطلاق صواريخ بدائية مجهولة الهوية، هو الموضوع الأبرز في صحف اليوم، الى جانب الموضوع الداخلي المتمثل في جلسة لمجلس الوزراء قد تشهد تعيينات جديدة ومنها تعيين حاكم لمصرف لبنان.
ماذا في تفاصيل افتتاحيات صحف اليوم؟
- صحيفة النهار عنونت: لبنان يسابق التفلّت الميداني بعد عاصفة الصواريخ تكثيف الجهود الديبلوماسية منعَ انهيار “الخطوط الحمر“
وكتبت تقول: خاض الحكم والحكومة الجديدان في لبنان أحدث وأخطر اهتزاز لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي، من منطلق أنه التحدي المبكر الأشدّ خطورة عليهما كما على الانتقال الهش بلبنان من ضفة إلى ضفة، بما يعني ضرورة استنفار وتعبئة كل الوسائل الديبلوماسية الضاغطة وإلى اقصى الدرجات تجنباً لتداعيات هذه الصدمة.
فإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على المطلة يوم السبت الماضي شكل الاختراق الأخطر من الجانب اللبناني لاتفاق وقف النار بما أثار موجة واسعة من المخاوف من أن يشكل هذا الاختراق الذريعة الفضلى لإسرائيل للانقضاض مجدداً على الساحة اللبنانية بتصعيد مشابه للتصعيد الجاري في غزة. ومع إدراك جميع المعنيين في لبنان أن إسرائيل لم تكن أساساً تنتظر الذرائع بدليل أن عدد اختراقاتها للاتفاق منذ إعلانه فاق مئات الاختراقات عبر الغارات الحربية الجوية والمسيّرة وعمليات الاغتيال اليومية لكوادر وعناصر “حزب الله”، فإن الخشية الكبيرة تمثّلت في الشبهة من أن يعود لبنان ساحة صراع إقليمية مفتوحة من منطلق ربط الاختراق الصاروخي المجهول الهوية والمصدر بتحرك أوراق النفوذ الإيراني في المنطقة مجدداً من اليمن إلى لبنان على خلفية “التبادلات الأولية” للرسائل بين إيران والإدارة الأميركية. ومع أن السخونة والتوتر ظلا سائدين في الساعات الـ48 الأخيرة تحت وطأة التخوّف من انفلات التصعيد الإسرائيلي واتّساعه، بدا من المعطيات العميقة لدى المسؤولين اللبنانيين أنهم يستبعدون التفلت وعودة الحرب على النحو الكثيف التدميري السابق وأن حملة الاتصالات الديبلوماسية الكثيفة التي جردها العهد والحكومة عقب التصعيد الأخير قد لجمت إلى حد بعيد تجاوز التصعيد للخطوط الحمر مثل استهداف بيروت والضاحية الجنوبية. وكان عدم تجاوز هذه الخطوط شكّل هاجساً أوّلياً للمسؤولين بعدما انبرى مسؤولون إسرائيليون إلى التهويل بمعادلة “بيروت في مقابل المطلة”، وتردّد أن المراجعات الملحة والمتلاحقة التي تولاها رئيسا الجمهورية العماد جوزف عون ومجلس الوزراء نواف سلام ووزير الخارجية جو رجي وخصوصاً مع الجانب الأميركي قد أدت مبدئياً إلى تراجع الاحتمالات التصعيدية “الكاسرة” من دون انحسار وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية.
ومن هنا جاءت الدلالات البارزة للمواقف الفورية التي أطلقها كل من الرئيسين عون وسلام بعد إطلاق الصواريخ السبت الماضي من الجنوب، إذ شكّلا نزعاً فورياً لأي مشروعية لاستخدام ساحة الجنوب مجدداً ميدان تصفية حسابات أو بريداً متفجرا لتبادل الرسائل الإقليمية تحت ستار “المقاومة”. وفي اعتقاد المعنيين أن هذه المواقف، كما الموقف المتقدم لرئيس الحكومة من طي صفحة سلاح “حزب الله” عشية التصعيد الأخير، تركت وستترك آثاراً بارزة في تعامل الدول المؤثرة مع مطالب لبنان الضاغطة لحمل إسرائيل على تجنّب تفجير الوضع أولاً، ومن ثم عودة تحريك المساعي الديبلوماسية الأميركية تحديداً لمعالجة المسارات الثلاثة التي سبق لنائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط المعنية بملف لبنان مورغان أورتاغوس أن حددتها قبل فترة وهي مسارات إطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل ومعالجة النقاط التي تحتلها في الجنوب وإطلاق المفاوضات حول الترسيم البري للحدود بين لبنان وإسرائيل. وتحدثت معلومات عن احتمال قيام أورتاغوس بزيارتها الثانية للبنان في الأيام المقبلة بعد زيارة لإسرائيل في إطار مواكبتها للتطورات بين لبنان وإسرائيل والتحضير لتحريك المفاوضات غير المباشرة بينهما. كما أن هذه التطورات ستكتسب طابع الأولوية في المحادثات التي ستجرى بين الرئيس عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 28 آذار الحالي في قصر الاليزيه.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن أوساطاً سياسية ذهبت إلى التحذير من أن يكون استهداف المطلة من الأراضي اللبنانية جاء على يد “حزب الله”، رداً على مواقف الرئيس نواف سلام، إذ لفتت إلى أن نفي”حزب الله” لم يقنع لا الداخل ولا الخارج، كما لم يحقق الهدف منه الرامي إلى تخفيف وطأة التصعيد، بسبب اللغة المزدوجة للحزب، بل على العكس، جاء نفيه ليضع الدولة والجيش في المواجهة مع إسرائيل، تماماً كما فعل في المواجهات على الحدود الشرقية الشمالية مع الجيش السوري. وهذا ما حصل، إذ حمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ، وهددت على لسان وزير دفاعها يسرائيل كاتس بمعادلة “بيروت مقابل المطلة”.
ولكن الأجواء المستقاة من المراجع الرسمية تعتبر أن الضربة الأخيرة تشكل إشارة إلى ضرورة استكمال إجراءات انتشار الجيش في الجنوب، ويدفعها إلى التمسك بتطبيق قرار حصرية السلاح، لأنه تبين، لا سيما بعد بيان النفي للحزب، أن أي سلاح خارج الدولة، سيورّط البلاد في حرب.
التصعيد الميداني
في التطورات الميدانية استمرت أجواء التوتر مخيمة أمس على الجنوب والمناطق التي تعرّضت للغارات الإسرائيلية السبت الماضي وتجدّدت الغارات مع قيام مسيّرة بالإغارة على سيارة في بلدة يارون، كما شنت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفةً سيارة في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى مقتل العنصر في “حزب الله” حسن نعمة الزين، كما أغار الطيران الإسرائيلي على اللبونة.
وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة على سيارة في بلدة عيتا الشعب أدت إلى استشهاد مواطن.
وسجل تحليق لطائرات استطلاع على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية، وفي أجواء منطقتيّ بعلبك والهرمل على علو متوسط وفي أجواء مدينة صور وبلدات القضاء وصولاً حتى ضفاف الليطاني منطقة القاسمية.
وألقت محلّقة إسرائيلية عددًا من القنابل على غرفة جاهزة في الناقورة كان قد وضعها أحد أبناء البلدة أمس فوق ركام منزله المدمر. إضافة الى ذلك، استهدف الجيش الإسرائيلي عدداً من البيوت الجاهزة في بلدتي الناقورة وشيحين من دون وقوع اصابات، فيما قامت قوّة إسرائيلية معززة بدبّابات وجرّافات بالتوغل إلى وادي قطمون واستحدثت سواتر ترابيّة.
في المقابل، عزز الجيش انتشاره في المنطقة، وحضرت دورية من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوات المعادية إلى الداخل المحتل.
تُتابع قيادة الجيش التطورات بالتنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنية لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبية”.
- صحيفة الأخبار عنونت: بروفا لعدوان إسرائيلي مؤجّل
وكتبت امال خليل تحت هذا العنوان تقول: قدّمت إسرائيل في اليومين الماضيين عرضاً عدوانياً هو الأوسع منذ وقف إطلاق النار في 26 كانون الثاني الماضي، وصعّدت اعتداءاتها، متذرّعة برصد سقوط صاروخين في مستعمرة المطلة قبالة كفركلا، انطلقا من يحمر الشقيف. وشنّ طيران العدو أكثر من ثلاثين غارة بين جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى البقاع الشمالي، حصدت ثمانية شهداء.
وبخلاف الاعتداءات السابقة منذ تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في 18 شباط الماضي، تعمّد العدو استهداف أبنية سكنية مأهولة بذريعة «ملاحقة هدف عسكري» كما حصل في تولين وصور والقليلة، واستهدف من زعم بأنهم عناصر في حزب الله. ومجدّداً، وجّه العدو رسائل حازمة بالنار إلى أهالي المنطقة الحدودية برفض عودة الحياة إليها. وكما في يارون وكفركلا سابقاً، استهدفت محلّقات معادية غرفاً جاهزة في الناقورة وشيحين صباح أمس.
من حولا إلى تولين وصور والقليلة وصولاً إلى النبطية وإقليم التفاح وجبل الريحان، استعاد الجنوبيون فصولاً من العدوان الإسرائيلي. القصف المدفعي والغارات المكثّفة أدّت إلى حركة نزوح محدود من الجنوب، وإلى تزوّد بالمؤن والوقود خوفاً من تصاعد الاعتداءات.
جولات العدوان الثلاث التي أدرجها العدو في إطار الرد على استهداف المطلة، أسفرت عن استشهاد كل من علي الرضا سلوم ومحمد شقير ووليد غنوي والطفلة السورية ديانا درويش جراء غارة استهدفت مبنى سكنياً في تولين. وفي غارة أخرى استهدفت مبنى في مدينة صور، استشهدت رانيا حوماني وصافي بحر. وبالتزامن مع غارة صور، استهدفت غارة مبنى مأهولاً في القليلة، ما أدّى إلى استشهاد رضوان عواضة وجرح آخرين. وفجر أمس، استهدفت مُسيّرة مقهى في عيتا الشعب ولدى حضور صاحبه حسن الزين بعد ساعات لتفقّده، استهدفته غارة أخرى، ما أدّى إلى استشهاده.
وفي إطار تغيير معالم الأراضي اللبنانية المحرّرة قبيل بدء الترسيم البري، توغّلت قوة إسرائيلية إلى وادي قطمون قرب رميش معزّزة بدبابات ميركافا وجرافات واستحدثت سواتر ترابية. ولفت بيان للجيش اللبناني إلى أن القوة «اجتازت السياج التقني ونفّذت أعمال تجريف في انتهاك للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن تعود إلى الداخل المحتل».
التحقيقات حول الصواريخ
ونشر الجيش اللبناني صوراً لثلاث منصات خشبية أُطلقت منها خمسة صواريخ من يحمر الشقيف باتجاه مستعمرة المطلة المقابلة لكفركلا على بعد حوالي خمسة كيلومترات. ووفق مصدر مطّلع، فإن صاروخين سقطا في المطلة، فيما سقط ثلاثة في محيط كفركلا.
وفيما لم تتبنّ أي جهة إطلاق الصواريخ، ونفى حزب الله مسؤوليته، أكّد الجيش أن العملية تمّت بوسائل بدائية. وأوقفت استخبارات الجيش اللبناني عدداً من العمال السوريين الذين كانوا بالقرب من موقع إطلاق الصواريخ. وأوضح المصدر لـ«الأخبار» أن الجيش أفرج عنهم بعد انتهاء التحقيقات التي أظهرت أن لا علاقة لهم بالعملية وأنهم يعملون في الأراضي المجاورة.
نوعية المنصات استحضرت لدى البعض، عمليات مشابهة كانت تنفّذها مجموعات فلسطينية من جنوب لبنان رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية.
لكنّ مصادر فلسطينية تحدّثت لـ«الأخبار» استبعدت مسؤولية الفلسطينيين «سواء بقرار منظّم أو فردي»، ولفتت إلى أن «لا مصلحة ولا جدوى من تنفيذ عملية مماثلة لا تفيد لا الشعب الفلسطيني ولا الشعب اللبناني في ظل الظروف الراهنة».
- صحيفة الديار عنونت: الجيش يرفع الصوت: إنتهاكات إسرائيليّة فاضحة… ولوقف النار
تحرّك أميركي خلال أيّام على خط بيروت ــ تل أبيب
لودريان في بيروت الثلاثاء… وتوجه لتعيين حاكماً للمركزي هذا الأسبوع
وكتبت تحت هذا العنوان بولا مراد في الافتتاحية تقول:بعد موجة غير مسبوقة من التصعيد «الاسرائيلي»، منذ اعلان وقف النار في شهر تشرين الثاني الماضي، شهدها لبنان نهاية الاسبوع، ما ادى الى استشهاد 8 أشخاص على الاقل، من المتوقع ان يكون هناك تحرك اميركي على خط بيروت- «تل ابيب» لاستيعاب التطورات ومنع تفاقمها بما يؤدي الى جولة جديدة من الحرب.
تحرك اميركي
وتقول المعلومات ان نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغن أورتاغوس ستزور «اسرائيل» هذا الاسبوع، من دون ان يُحسم اذا كانت ستزور لبنان ايضا، بمحاولة للدفع قدما بالخطة الاميركية الى الحل، والتي تلحظ تشكيل لجان لحسم موضوع الحدود البرية بين البلدين، ومعه مصير الاسرى، والانسحاب من النقاط ال5 التي لا تزال محتلة.
لكن لبنان الرسمي، وبحسب المعلومات ايضا، لا يزال يرفض تماما طرح تشكيل لجان مدنية للتفاوض لحل ملف الحدود، لاعتباره ان ذلك سيكون خطوة اولى باتجاه التطبيع.
ولا تستبعد مصادر مطلعة ان تكون موجة التصعيد «الاسرائيلي» الاخيرة في الداخل اللبناني، هدفها الضغط على لبنان للسير باللجان عشية زيارة اورتاغوس الى المنطقة. وقالت المصادر لـ «الديار»: «لم يعد خافيا ان «الاسرائيلي» يستخدم الترهيب لدفع لبنان الى مسار التطبيع… لكن ورغم الخلافات الداخلية والانقسام العمودي في البلد، حول كيفية مقاربة التطورات الاخيرة، يمكن الحديث عن اجماع داخلي برفض اي شكل من اشكال التواصل مع «اسرائيل» خارج اطار «اللجنة الخماسية» الدولية التي تشرف على اتفاق وقف النار».
التطورات الميدانية
ميدانيا، وبعد يوم دامٍ شهده لبنان السبت، تواصلت الاعتداءات «الاسرائيلية» امس الاحد، ولكن بوتيرة اقل.
وأعلنت قيادة الجيش أنّ «العدو الإسرائيلي رفع منذ السبت وحتّى اليوم، وتيرة اعتداءاته على لبنان، متّخذًا ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولا إلى البقاع، مُوقعا شهداء وجرحى، فضلًا عن التّسبّب بدمار كبير في الممتلكات». وأشارت في بيان إلى أنّ «العدو لم يكتفِ بهذا القدر من الاعتداءات، فقد اجتازت آليّات هندسيّة وعسكريّة مختلفة تابعة له السّياج التّقني صباح الاحد، ونفّذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش ، كما انتشر عناصر من قوّات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللّبنانيّة، في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النّار».
وأشارت القيادة الى أن «الجيش عزز انتشاره في المنطقة، وحضرت دوريّة من قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان- اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوّات المعادية إلى الدّاخل المحتل»، موضحة أنّ «قيادة الجيش تتابع التّطوّرات بالتّنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنيّة، لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبيّة».
وصباح امس، نفذت مسيرة «اسرائيلية «عدوانا جويا ، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة في بلدة عيتا الشعب».
كذلك استهدف العدو عدداً من البيوت الجاهزة في بلدتي الناقورة وشيحين دون وقوع اصابات، كما نفذ غارة معادية على منطقة اللبونة.
موقف حزب الله
في هذا الوقت، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي أن «الاتهامات الموجهة لحزب الله بشأن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان لا أساس لها من الصحة»، مشددا على أن «الحزب أعلن صراحة عدم علاقته بهذه العملية»، كما أوضح ذلك في اتصالات رسمية وبيان صادر عنه.
وخلال مجلس عزاء حسيني، انتقد الموسوي «الأصوات الداخلية التي سارعت إلى اتهام حزب الله، مبررة بذلك للعدو الإسرائيلي»، وأكد أن «الحزب موحد ومتماسك»، وأن «أي عملية ينفذها يعلن عنها بوضوح وبكل شجاعة»، موضحا أن «هذه الادعاءات تهدف إلى تشويه الحقائق ، ولن تنجح في التأثير بموقف الحزب أو جمهوره».
تعيين حاكم لـ«المركزي»
وفيما تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة اليوم الاثنين لدراسة عدد من اقتراحات القوانين، أبرزها اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، واقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ، كما اقتراح القانون الرامي إلى إنشاء نظام الرعاية الصحية الأولية الشاملة الإلزامية، اكدت المعلومات ان هذا الاسبوع سيكون حاسما بموضوع تعيين حاكم لمصرف لبنان. وقالت مصادر مطلعة ان «شد الحبال بين الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام يفترض انه وصل الى خواتيمه، وان تكون الطبخة التي تشرف عليها واشنطن قد نضجت».
واضافت المصادر لـ «الديار»: «ليس معلوما إذا كان المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الذي يصل إلى بيروت غدا الثلاثاء، اي قبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس جوزف عون إلى باريس في 28 آذار الحالي، سيتناول عملية تعيين حاكم لمصرف لبنان، باعتبار انه لم يعد خافيا ان باريس كانت تدعم تعيين المصرفي سمير عساف الذي ابلغ المعنيين انه غير مهتم بالمنصب، ما جعلها تزكّي الوزير السابق جهاد أزعور.. لتنحصر حاليا المنافسة بينه وبين كريم سعيد الذي يفضله الرئيس عون».
- الشرق الأوسط عنونت: بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل تحاول استدراج لبنان للتطبيع
أكد أنها تعطل تنفيذ اتفاق وقف النار… والاستعانة بدبلوماسيين لتطبيقه تطيح به
وكتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: يأتي رد إسرائيل بغارات عنيفة على لبنان، لإطلاق 5 صواريخ لا تزال «مجهولة الهوية» باتجاه أراضيها، في سياق الضغط على لبنان لاستدراجه للدخول في مفاوضات سياسية، بخلاف ما نص عليه اتفاق وقف النار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وتشكلت لجنة «خماسية»، برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، للإشراف على تطبيقه تمهيداً للشروع بتنفيذ القرار.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس النيابي للبناني، نبيه بري، أن «لدى إسرائيل نية لاستدراجنا للدخول في مفاوضات سياسية وصولاً لتطبيع العلاقة بين البلدين، لكننا لسنا في هذا الوارد». وقال بري لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اتفاق يحظى بدعم دولي وعربي وبتأييد الأمم المتحدة، ونحن نطبّقه ونلتزم بحرفيته، وإسرائيل هي من يعطل تنفيذه وتسعى للالتفاف عليه».
وأضاف بري أن «الجيش اللبناني هو الآن على جهوزيته لاستكمال انتشاره في جنوب الليطاني، لكن المشكلة تكمن برفض إسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط، وهذا ما حال دون انتشاره حتى الحدود الدولية بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة (يونيفيل)».
وأكد أن «حزب الله» يلتزم بالاتفاق، ولم يعرقل تنفيذه، وانسحب من جنوب الليطاني، ولم يطلق رصاصة منذ 6 أشهر، رغم أن إسرائيل تمعن في خرقه وتتمادى في اعتداءاتها على البلدات الجنوبية، وصولاً إلى البقاع والحدود الدولية بين لبنان وسوريا، مؤكداً أن «الحزب يمتنع عن الرد على الخروق الإسرائيلية لوقف النار، ويتّبع سياسة ضبط النفس، ويقف خلف الدولة اللبنانية لتطبيق الاتفاق بتثبيت وقف النار».
ورأى رئيس البرلمان أن «الاتفاق الذي تعهدت الولايات المتحدة بتنفيذه ينص على انسحاب إسرائيل، وانتشار الجيش، وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها، لكنها ترفض الانسحاب، وتستمر في اعتداءاتها. وكان آخرها ما حصل في الساعات الماضية، متذرّعة بحجة واهية بإطلاق صواريخ على مستعمرة المطلة».
وتوقف أمام الاقتراح الذي ينص على أن يتشكّل الوفد اللبناني من عسكريين ومدنيين يتمتعون بصفة دبلوماسية للتفاوض في إطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها، وتثبيت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية استناداً إلى ما نصت عليه اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين عام 1949. على أن تشمل النقاط المتداخلة التي تحفّظ عليها لبنان والواقعة على الخط الأزرق، وقال إن «مثل هذا الاقتراح غير قابل للبحث لأن مجرد القبول به يعني الإطاحة باتفاق وقف النار الذي يجب أن ينفّذ برعاية الـ(يونيفيل)، وبإشراف اللجنة (الخماسية)».
أورتاغوس إلى المنطقة
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لـ«الشرق الأوسط»، مورغن أورتاغوس، ستصل، في الساعات المقبلة، إلى تل أبيب لإجراء جولة من الاتصالات تشمل القيادة الإسرائيلية، وعلى جدول أعمالها التحضير لورقة عمل هي بمثابة خريطة طريق للبدء بتنفيذ النقاط الثلاث التي كانت تحدثت عنها سابقاً، وتتعلق بإطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل، وتحديد الحدود الدولية بين البلدين.
وبحسب المعلومات، فإن زيارتها لبيروت مطروحة، لكن لا شيء نهائياً ما لم تتوصل إلى تفاهم مع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وأركان حربه، حول الخطوط العريضة لآلية تطبيق الاتفاق ليكون في وسعها الوقوف على الرأي اللبناني، في محاولة لوضع تطبيقه على نار حامية.
لذلك، ومع أن إسرائيل أسقطت الصواريخ فوق الخط الأزرق، ولم تخترقه لاستهداف مستعمرة المطلة، فإنها سارعت إلى توسيع خروقها لتشمل جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى البقاع، فإنها تدرك سلفاً بأن إطلاقها تم بصورة بدائية وموضوعة خارج الخدمة بالمفهوم العسكري للكلمة، وهي كناية عن «قنابل صوتية لتمرير رسالة مجهولة»، كما يقول مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط»، ولا يترتب عليها، في حال سقوطها بالمنطقة التي تستهدفها، أي تدمير يُذكر.
ولفت المصدر إلى أن إسرائيل تتطلع من خلال توسيع ردّها للضغط على لبنان للدخول في مفاوضات مباشرة. وقال إنها ليست في حاجة إلى ذرائع لتبرير عدوانها، وهي استغلت إطلاق الصواريخ لتواصل ملاحقتها لقيادات وكوادر «حزب الله»، ممن أدرجت أسماءهم في بنك الأهداف، وتستمر في ملاحقتهم لاغتيالهم.
واستغرب المصدر كل ما يقال؛ من أن الرد الإسرائيلي على نطاق واسع يهدف إلى تمرير رسالة نارية لـ«حزب الله» تحذّره من لجوئه مجدداً إلى إشعال الجبهة الجنوبية إسناداً لغزة وتضامناً مع الجماعة الحوثية في اليمن الذين يتعرضون إلى غارات أميركية.
وأكد أن الحزب ليس في وارد إشعال جبهة الجنوب، وهو يعكف الآن على تقييمه للتداعيات التي ترتبت على إسناده لغزة وتحديده للخروق التي مكّنت إسرائيل من اغتيال كبار قادته السياسيين والعسكريين، وأن تمسُّك بعض نوابه ومسؤوليه بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» ما هو إلا شعار سياسي يبقى قائماً، ولن يكون له من مفاعيل ما دام الحزب يقف خلف الدولة التي تراهن على الخيار الدبلوماسي لتثبيت وقف النار، شرط أن توقف إسرائيل خرقها له.
وقال المصدر إنه ليس في مقدور الحزب، في ضوء سوء تقديره لرد إسرائيل على إسناده لغزة، الخروج عن المزاج الشيعي الذي يراهن على تنفيذ الاتفاق لعودة الجنوبيين إلى بلداتهم المدمرة الواقعة على الخطوط الأمامية قبالة شمال إسرائيل. وأكد أن ما تبقى لديه من قدرات عسكرية لا يسمح له بإقحام الجنوب في مواجهة جديدة.
ورأى أنه لا خيار أمام الحزب سوى التعاطي بواقعية مع الوضع القائم حالياً في الجنوب بعيداً عن المزايدات الشعبوية، آخذاً بعين الاعتبار الاختلال الفادح بموازين القوى الذي أفقده قوة الردع وتوازن الرعب واحتفاظه بقواعد الاشتباك.
وعليه، لا يمكن لقيادة الحزب أن تتجاهل إصرار المجتمع الدولي على نزع سلاحه وحصريته بالدولة، وردود الفعل الدولية على إطلاق الصواريخ التي خلت من أي إدانة لإسرائيل لتوسيع عدوانها، وهذا ما يدعوها لترجيح الخيار الدبلوماسي لإلزامها بالانسحاب، انطلاقاً من أن رئيسي الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام يواصلان اتصالاتهما دولياً وعربياً لتأمين شبكة أمان سياسية للبنان للضغط على إسرائيل للانسحاب تمهيداً لتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته.