سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: جولات واستقبالات لا تخرج من دائرة الكلام والدعم المشروط

 

الحوارنيوز – صحافة

في الشكل يبدو لبنان موضع اهتمام عربي وخليجي ودولي من خلال حركة كثيفة من الاتصالات والزيارات والاستقبالات، كزيارة الرئيس جوزاف عون الى دولة قطر اليوم وزيارة رئيس الحكومة الى دمشق واستقبال بيروت لموفد سعودي، لكن في المضمون أظهرت النتائج، وفقاً لمعلومات الصحف، بأن كل هذا الحراك لا يتعدى دائرة الدعم النظري ال،مشروط سياسياً وهو أقرب الى التدخلات السلبية في الشأن الداخلي اللبناني، من الانتخابات البلدية وصولا الى التقرير عن لبنان شكل معالجة ملفاته الداخلية وسبل مواجهة الاطماع الإسرائيلية…

ماذا في خلاصة صحف اليوم؟

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: محادثات سلام والشرع تحت الرعاية السعودية… عون إلى الدوحة: القرار اتُخذ و”الحزب” واعٍ

أفادت معلومات أن المسؤولين السعوديين ينتظرون نتائج زيارة سلام لسوريا، وما قد يسفر عنها من خطوات عملية وتشكيل لجان لمعالجة المواضيع الخلافية، ليقرروا موعد الاجتماع الثاني لوزيري دفاع  لبنان وسوريا في جدة
وكتبت تقول: اكتسبت الزيارة الأولى التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام لدمشق أمس على رأس وفد وزاري ولقائه الرئيس السوري احمد الشرع، دلالة مزدوجة، إن لجهة الأهمية الكبيرة التي تتصل بالملفات اللبنانية السورية العالقة والمتشعبة والمتداخلة، والتي يأتي في مقدمها ملف النزوح السوري الخانق للبنان وأمن الحدود المشتركة شرقاً وشمالاً، وإن لجهة بروز العامل السعودي الحاضر بقوة في رعاية فتح الصفحة الجديدة من علاقات بيروت ودمشق.
الدلالة المزدوجة هذه للزيارة برزت من خلال توجّه الرئيس نواف سلام الى دمشق ظهر أمس حيث استقبله الرئيس أحمد الشرع، فيما كان وصل إلى بيروت على نحو غير معلن عنه الموفد السعودي المُكلف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان وزار قصر بعبدا على أن يجول على عدد آخر من المسؤولين والقيادات السياسية.
وقد وصل سلام في الأولى والنصف بعد الظهر إلى مطار  دمشق يرافقه وفد وزاري ضم وزراء الدفاع اللواء ميشال منسى، الداخلية العميد أحمد الحجار والخارجية يوسف رجي، ثم انتقل والوفد المرافق على الفور إلى قصر الشعب، حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وعقد اجتماع حضره الوفدان.
واستمرت المحادثات حتى الخامسة عصراً أشار بعدها الرئيس سلام إلى أن “هذه الزيارة من شأنها فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقة، وحسن الجوار، والحفاظ على سيادة بلدينا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، لأن قرار سوريا للسوريين وقرار لبنان للبنانيين”.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة أنه جرى البحث مع الرئيس الشرع والمسؤولين السوريين في ضبط الحدود والمعابر، ومنع التهريب، وصولاً إلى ترسيم الحدود براً وبحراً، والذي كان قد انطلق في لقاء جدة بين وزيري دفاع البلدين برعاية من المملكة العربية السعودية، وكان هناك تشديد من الطرفين على تعزيز التنسيق الأمني بما يحفظ استقرار البلدين. كذلك، تم التداول في تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين إلى أراضيهم ومنازلهم بمساعدة الأمم المتحدة، والدول الشقيقة والصديقة. وقد بحث الوفد اللبناني في مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، بالإضافة إلى مطالبة السلطات السورية بالمساعدة في ملفات قضائية عدة، وتسليم المطلوبين للعدالة في لبنان، أبرزها تفجير مسجدي التقوى والسلام، وبعض الجرائم التي يُتهم بها نظام الأسد. كما جرى البحث في ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية. وعلى الصعيد الاقتصادي، جرى البحث في التعاون بالمجالات المختلفة، وفتح خطوط التجارة والترانزيت، وفي استجرار النفط والغاز، والنظر في خطوط الطيران المدني. كما تم التطرق إلى البحث في الاتفاقات بين البلدين والتي ينبغي إعادة النظر بها، ومن ضمنها المجلس الأعلى اللبناني السوري.
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من وزارات الخارجية، الدفاع، الداخلية والعدل لمتابعة كل الملفات ذات الاهتمام المشترك، على أن يستكمل البحث في ملفات أخرى من قبل وزارات الاقتصاد، الأشغال العامة والنقل، الشؤون الاجتماعية والطاقة، مع الإشارة إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، ورفع العقوبات عنها، بما يسمح بالنهوض بالاقتصاد السوري ويفتح الطريق أمام الاستثمارات وإعادة الإعمار، ولما في ذلك أيضاً من منافع يستفيد منها لبنان خصوصاً بما يتصل بالعمل على إعادة اللاجئين، وتسهيل عمليات التصدير اللبنانية براً، واستجرار الطاقة.
وكانت الزيارة قد بدأت  بلقاء موسع بين الوفدين السوري واللبناني، تلاها مأدبة غداء ومن ثم عقدت خلوة بين الرئيسين الشرع وسلام استمرت أكثر من نصف ساعة. وقد وجّه الرئيس سلام دعوة للرئيس الشرع ولوزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة لبنان.
أما موفد المملكة العربية السعودية الأمير يزيد بن فرحان المُكلف بالملف اللبنانيّ، فزار صباح أمس رئيس الجمهورية جوزف عون على أن يلتقي الرئيس سلام وقيادات ومسؤولين آخرين. وأفادت معلومات أن المسؤولين السعوديين ينتظرون نتائج زيارة سلام لسوريا، وما قد يسفر عنها من خطوات عملية وتشكيل لجان لمعالجة المواضيع الخلافية، ليقرروا موعد الاجتماع الثاني لوزيري دفاع  لبنان وسوريا في جدة، بعدما رعى وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان اتفاقاً بين الوزير اللبناني منسى والسوري اللواء مرهف ابو قصرة يتصل بترسيم الحدود لأهميتها الاستراتيجية.
عون إلى الدوحة
في سياق متصل، يستكمل الرئيس عون زياراته الخارجية بحيث ستكون محطته العربية التالية اليوم في قطر التي يزورها تلبية لدعوة رسمية سيلتقي خلالها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وسوف يبحث اللقاء في الدعم القطري للبنان في المجالات كافة، علماً أن الزيارة ستستمر حتى غد الأربعاء. وعشية زيارته أطلق الرئيس عون مواقف بارزة جديدة في حديث لمحطة “الجزيرة”، معلناً أن “احداً لم يطرح علينا موضوع التطبيع مع إسرائيل، ولبنان ملتزم مقررات قمة بيروت ومؤتمر الرياض ونؤيد تشكيل لجنة عسكرية ومدنية وتقنية لتثبيت الحدود الجنوبية للبنان كما نؤيد العودة الى اتفاق الهدنة عام 1949”. وإذ شدّد على أن الجيش مستعد لتحمّل مسؤولية ضبط الحدود، اعتبر “أن “الحزب” واعٍ لمصلحة لبنان والظروف الدولية والإقليمية تساعد على ذلك، وهناك رسائل متبادلة مع “الحزب” لمقاربة موضوع حصرية السلاح بيد الدولة. وكشف “أن الحوار في شأن حصرية السلاح سيكون ثنائياً بين رئاسة الجمهورية و”الحزب” وقرار حصر السلاح بيد الدولة اتخذ وتنفيذه يكون بالحوار وبعيداً عن القوة”، مؤكداً أننا بحاجة إلى استراتيجية أمن وطني تحصن لبنان وتنبثق منها الاستراتيجية الدفاعية”.
“تغيير كبير”
وفي غضون ذلك، تتسارع الاستعدادات اللبنانية للمشاركة في “اجتماعات الربيع” للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن. وفي السياق، أكد وزير المال ياسين جابر بعد اجتماع لجنة التفاوض مع صندوق النقد، أنه “من الضروري اليوم أن يذهب لبنان إلى الاجتماعات بتصور مشترك”، وأشار الى أنّ “موضوع تنفيذ قانون إصلاح المصارف تم بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ولم يكن هناك أي مانع في إصداره من قبل الحكومة. يجب علينا أن نعطي الوقت الكافي لحاكم مصرف لبنان الجديد إذ سيتم تعيين نواب له”. وقال جابر: “اليوم (أمس) كان نهار الاجتماعات التحضيرية لرحلة الوفد اللبناني إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي”، وأضاف: “خلال أسابيع قليلة سيشعر الجميع بتغيير كبير سيحصل في البلد، من خلال التعيينات الجديدة التي وضعت لها آلية شفافة”، وكشف أنه سيعلن دعوة للترشيحات للهيئة الناظمة للكهرباء”.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: ابن فرحان في بيروت يحرّض على المقاومة

وكتبت تقول: ليس سراً أن في يد موفد المملكة العربية السعودية يزيد بن فرحان واحداً من أزرار التحكّم بمفاصل البلد، مُفوّضاً من دولته. وإذا كانت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس تهمس في الأذن اليمنى لأركان السلطة، حُجزت اليسرى لابن فرحان ممثّلاً الرياض، الشريك الأساسي لواشنطن في إدارة الملف اللبناني.
ورغم وجوده بعيداً عن بيروت، يُتابع ابن فرحان الملف بتفاصيله، بشكل يومي، مع بعبدا والسراي الحكومي، وصارت لديه شبكته من السياسيين والمسؤولين في الدولة.
وهو لذلك، يضطر أحياناً إلى زيارة بيروت من أجل تفحّص الأمور عن كثب، كما في زيارته أمس، والتي التقى خلالها رئيس الجمهورية جوزيف عون وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة، على أن يلتقي عدداً من المسؤولين ورؤساء أحزاب وشخصيات سياسية.
الزيارة وُصفت بأنها “جولة متابعة لنتائج زيارة عون إلى المملكة في آذار الماضي، ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان الذي تحدّث إليه بصراحة عن أن الدعم للبنان مشروط”، وأن “ابن فرحان الذي تريد بلاده الخير للبنان، يواكب الإصلاحات التي يقوم بها العهد الجديد لطمأنة الخارج ودفعه إلى مساعدة لبنان”.
لكنّ المهمة الأساسية لزيارة ابن فرحان هي “تذكير العهد الجديد الذي ساهمت الرياض إلى جانب واشنطن في هندسته، بما يتوجّب عليه من خطوات، وأهمها نزع سلاح حزب الله”.
كما بات واضحاً للجميع أن زيارته “استكمال لزيارة أورتاغوس، وهو ركّز مثلها على السؤال حول خطوات السلطة في ملف السلاح، والتأكيد بأن المناورات في هذا الشأن غير مسموحة، وأن المهلة الزمنية غير مفتوحة”.
وقالت مصادر متابعة إن “ابن فرحان جاء يتفحّص سلوك أركان الدولة وتعاملهم مع هذا الملف، سواء في ما يتعلق بتدابير الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وخطة تنفيذها في شمال الليطاني وفي كل لبنان، أو لناحية الحوار الثنائي الذي تحدّث عنه عون مع حزب الله لمناقشة تسليم السلاح”.
ولفتت المصادر إلى أن “السعوديين والأميركيين لا يمانعون هذا الحوار، على عكس بعض الأطراف الداخلية التي تذهب بعيداً في رفضه والإصرار على سحبه بالقوة، لأنها تريد تحقيق المكاسب في أسرع وقت تحسّباً لتطورات تعيد خلط الأوراق وتساعد في تصحيح موازين القوى من جديد. لكنّ الجانبيْن الأميركي والسعودي لا يريدان أن يكون الحوار بشروط الحزب ولا أن يأخذ مداه”.
وكشفت المصادر أن “ابن فرحان يناقش في زيارته أيضاً ملفات تتعلق بالعلاقة اللبنانية – السورية، علماً أن زيارته تزامنت مع زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لدمشق أمس ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع (بطلب من المملكة)”، ربطاً بـ”اللقاء اللبناني – السوري بين وزيرَي الدفاع برعاية سعودية في جدة نهاية الشهر الماضي للبحث في مسألة الموقوفين الجنائيين السوريين في لبنان وضبط الحدود”.
إلى ذلك، يستكمل الرئيس عون جولاته الخارجية بزيارة يقوم بها اليوم إلى الدوحة تلبية لدعوة رسمية، يلتقي خلالها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. و”يبحث اللقاء في الدعم القطري للبنان في المجالات كافة”.
وصرّح عون أمس بأن “الحوار بشأن حصرية السلاح سيكون ثنائياً بين رئاسة الجمهورية وحزب الله”، مؤكداً أن “قرار حصر السلاح بيد الدولة اتُّخذ، وتنفيذه يكون بالحوار وبعيداً عن القوة”.
وأشار في حديث لقناة “الجزيرة” إلى “وجود رسائل متبادلة مع حزب الله لمقاربة موضوع حصرية السلاح بيد الدولة”، مشدّداً على “الحاجة إلى إستراتيجية أمن وطني تحصّن لبنان وتنبثق عنها الإستراتيجية الدفاعية”.
وقال إن “حزب الله واعٍ لمصلحة لبنان والظروف الدولية والإقليمية تساعد على ذلك”، مؤكّداً أن “موضوع التطبيع لم يُطرح علينا”، ومشدّداً على “التزام لبنان بمقرّرات قمة بيروت ومؤتمر الرياض بشأن العلاقات مع إسرائيل”. وقال إن “لبنان ينسّق مع القيادة السورية الجديدة لضبط الحدود”، معرباً عن أمله في تعيين لجان لترسيم الحدود البرية والبحرية.
في هذه الأثناء، التقى الرئيس سلام الشرع في دمشق، ورافقه وزراء الدفاع ميشال منسى، والداخلية أحمد الحجار والخارجية يوسف رجّي. ووجّه سلام دعوة إلى الشرع لزيارة بيروت.
ولم تخرج الزيارة على ما يبدو عن فحوى ما اتّفق عليه سلام مع السعوديين خلال زيارته الأخيرة للمملكة، إذ تناول في دمشق الملفات نفسها التي ناقشها ابن فرحان في بيروت، وهي “ضبط الحدود والمعابر، ومنع التهريب، وترسيم الحدود براً وبحراً، وتعزيز التنسيق الأمني، وموضوع الموقوفين السوريين” وفقَ ما قالت مصادر رئيس الحكومة. وفور عودته، عقد سلام اجتماعاً مع ابن فرحان لوضعه في تفاصيل الزيارة.

 

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: عون لحوار ثنائي مع حزب الله… لكن ماذا عن الضمانات؟

مواكبة سعودية لترتيب ملف العلاقات اللبنانية ــ السورية
شهيد للجيش جنوبا… ولا ضمانات للمناصفة في بيروت

وكتبت تقول: تتزاحم الملفات الداخلية والخارجية دون ان يحسم اي منها حتى الان. زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الى دمشق خطوة اولى في “طريق الالف ميل” لإعادة العلاقة بين البلدين الى وضعها الطبيعي، فالنقاط العالقة كثير ومتشعبة وتحتاج الى الوقت كي تجد ترجمة فعلية على ارض الواقع، خصوصا ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم. وفي هذا السياق، تبدو السعودية على عجلة من امرها لترتيب العلاقات الثنائية بين البلدين وهندستها وفق رؤية الرياض في ظل التزاحم الدولي والاقليمي على ايجاد موطئ قدم في سوريا الجديدة. وقد ترجم ذلك بالأمس بالزيارة المفاجئة لمسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان الذي يعد لاجتماع ثان بين وزيري الدفاع السوري واللبناني في الرياض للبحث في ملف امن الحدود وترسيمها.
في هذا الوقت، سقط شهيد للجيش اللبناني واصيب 3 جنود آخرين في انفجار من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي جنوبا، في وقت كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يرسم “خارطة طريق” الحوار حول حصرية السلاح مع الحزب، معلنا انه سيكون ثنائيا بين الرئاسة والحزب، دون ان يحدد موعدا زمنيا لذلك جازما ان لا حل الا بالحوار لا القوة. وهذا الملف على اهميته، يحتاج الى الكثير من المقدمات والظروف المؤاتية داخليا وخارجيا كي يترجم الى وقائع يريدها الحزب ان تنطلق من قاعدة اساسية عنوانها كيفية تامين الحماية للسيادة اللبنانية في غياب اي ضمانات خارجية او داخلية تكبح جماح العدوان الاسرائيلي حيث تستباح الاراضي اللبنانية، وتستمر المذبحة في غزة، فيما العالم يتفرج، وسط قلق مبرر ايضا من خطر الحدود الشرقية في ظل عدم استقرار الوضع في دمشق الذي شهد مؤخرا مجازر في الساحل السوري ويجري التعمية عنها من قبل الجميع. فهل ينجح الحوار دون ضمانات جدية وحقيقية تطمئن الحزب وبيئته؟ وهل يمكن ان ينجح بمعزل عن مسار التطورات السياسية والعسكرية في الاقليم؟
اما في ملف الانتخابات البلدية، فلا شيء محسوما بعد خصوصا في موضوع المناصفة في بلدية بيروت، بعدما حسم رئيس مجلس النواب نبيه عدم امكانية تعديل القانون الحالي، ما يدخل الاطراف السياسية الرئيسية في سباق مع الوقت لمحاولة تشكيل لائحة موحدة تضمن المناصفة، خصوصا ان الارباك السائد لدى “تيار المستقبل” قد عقد المشهد وجعل من الصوت السني مشتتا. وهذا يعني ان لا ضمانة جدية للمناصفة حتى الان في ظل عدم التوصل لتفاهم متين بين القوى الرئيسية في العاصمة.
ملف السلاح
وفيما يبدو خصوم الحزب في الداخل في سباق مع الزمن لفرض وقائع غير واقعية، حسم رئيس الجمهورية جوزاف عون طبيعة الحوار المفترض مع الحزب حول حصرية السلاح، معلنا انه سيكون ثنائيا بين الرئاسة الاولى والحزب، دون ان يحدد موعدا محددا لبدئه، ومع تأكيده ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ، الا انه جزم بان تنفيذه يكون بالحوار وبعيدا عن القوة. رابطا ذلك بالحاجة إلى استراتيجية أمن وطني تحصن لبنان وتنبثق عنها الاستراتيجية الدفاعية.
لا خلاف على شكل الحوار
هذا الاطار الذي حدده الرئيس لا يطرح اي اشكالية لدى الحزب، وفق مصادر مطلعة، لان الحزب اساسا تحدث عن بحث جدي ومعمق في كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة لحماية لبنان، واشار سابقا الى ان البحث لا يتم الا مع جهات موثوقة غير معادية للمقاومة، وهي صفات تنطبق على الرئيس عون، ولهذا لن تكون هناك اي اشكالية في الاطار العام للطرح حيث يتواصل تبادل الرسائل الايجابية بين الجانبين.
اوهام لن تتحقق؟
لكن ما تقدم لا يعني باي شكل من الاشكال بان الحزب العارف جيدا بالمخاطر المحدقة شرقا وجنوبا، ينتظر تحديد الآلية العملاتية لتسليم السلاح، وبراي تلك المصادر، وحدهم الواهمون يظنون او ياملون ذلك، فهذه الخطوة دونها الكثير من العقبات اهمها الضمانات التي لا يملك احد منحها للمقاومة ازاء كيفية مواجهة التحديات الامنية والعسكرية التي تهدد امن لبنان وسيادته، كما تهدد الحزب وكذلك بيئته. ولهذا فان هذا الملف معقد اكثر مما يعتقده البعض ولا يمكن التعامل معه بخفة بعض الداخل، لان لبنان بلا مقاومة يعني استباحة اسرائيل لأراضيه.
عون يحسم النقاش
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قد اكد عشية زيارته الى قطر في حديث لـقناة “الجزيرة”، ان “احدا لم  يطرح علينا موضوع التطبيع مع إسرائيل، ولبنان ملتزم بمقررات قمة بيروت ومؤتمر الرياض. ونؤيد تشكيل لجنة عسكرية ومدنية وتقنية لتثبيت الحدود الجنوبية للبنان كما نؤيد العودة إلى اتفاق الهدنة سنة 1949”.وشدد على أن “الجيش يقوم بواجبه وهو مستعد لتحمل مسؤولية ضبط الحدود ويجب الضغط على إسرائيل للالتزام”، لافتا الى أن “إنجازات الجيش كبيرة وعثر على أنفاق ومخازن ذخيرة في جنوب الليطاني وشماله أيضا، والجيش يقوم بواجبه جنوب الليطاني ويفكك أنفاقا ويصادر أسلحة دون اعتراض من الحزب. ورأى أن “الحزب واع لمصلحة لبنان والظروف الدولية والإقليمية تساعد على ذلك، هناك رسائل متبادلة مع الحزب لمقاربة موضوع حصرية السلاح بيد الدولة. وكشف أن “الحوار بشأن حصرية السلاح سيكون ثنائيا بين رئاسة الجمهورية والحزب”.
ما هو موقف الحزب؟
وقد لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، ان الحوار يجب ان يكون مع من يعتقد ان اسرائيل هي عدو لبنان، ويجب وقف استباحة اراضينا، واتمام، التحرير، وقال ” نتفق مع الذين يؤمنون بهذه العناوين اما الذين لا ينظرون لإسرائيل كعدو، فهؤلاء ليسوا جديرين بان يكونوا جزءا من هذا الحوار”. وقال فضل الله: إن الحملة التحريضية على المقاومة تقودها الادارة الاميركية وتجد صداها في لبنان لدى جهات أو مجموعات معروفة وهي الجهات نفسها التي كانت دائما ضد مقاومة الاحتلال وفي بعض المحطات جزءا من مشروعه التدميري، وهي اليوم تروج لتهديداته وتبرر ممارساته ضد اللبنانيين، وبذلك لا تخالف الدستور والقانون فحسب، بل هي تخرج عن منطق الدولة وعن الفطرة الوطنية، ومثل هذه الجهات ليست في موقع من تقرر عن اللبنانيين أو عن الدولة ومؤسساتها.
زيارة بن فرحان
وتزامنا مع الزيارة الى  دمشق، وصل مسؤول الملف اللبناني في السعودية الامير يزيد بن فرحان على نحو مفاجئ الى بيروت وعقد خلوة في وقت مبكر مع الرئيس جوزاف عون، تطرقت الى ملف العلاقات اللبنانية السورية، كما التقى سلام قبل زيارته الى دمشق ثم التقاه بعد عودته. خالد بن سلمان يتولى الملف اللبناني السوري، وعلم انه ابلغ المسؤولين اللبنانيين بالتحضير لاجتماع جديد لوزيري الدفاع السوري واللبناني في جدة للبحث في ترسيم الحدود، باستثناء مزارع شبعا، كما جرى التطرق الى ملف المحكومين السوريين في السجون اللبنانية وجرى التطرق الى تعديل الاتفاق. وكان بن فرحان الذي يزور رئيس مجلس النواب اليوم، قد التقى كتلة الاعتدال في اليرزة، حيث اكدت مصادر الكتلة انه لم يجر الكلام بالسياسية وانما في ملف الانماء في عكار والشمال. وهو سيلتقي عدة شخصيات سياسية اليوم قبل مغادرته بيروت.
ماذا دار في دمشق؟
وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام قد اختتم بعد ظهر امس زيارة إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد وزاري ضم وزراء الخارجية يوسف رجي، الدفاع ميشال منسى والداخلية أحمد الحجار، حيث التقى الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني. وأشار الرئيس سلام إلى أن هذه الزيارة من شأنها فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقة، وحسن الجوار، والحفاظ سيادة بلدينا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، لأن قرار سوريا للسوريين وقرار لبنان للبنانيين. وقد جرى البحث مع الرئيس الشرع والمسؤولين السوريين في ضبط الحدود والمعابر، ومنع التهريب، وصولاً إلى ترسيم الحدود براً وبحراً، والذي كان قد انطلق في لقاء جدة بين وزيري دفاع البلدين برعاية مشكورة من المملكة العربية السعودية. وكان هناك تشديد من الطرفين على تعزيز التنسيق الأمني، بما يحفظ استقرار البلدين. كذلك، تم التداول في تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين إلى أراضيهم ومنازلهم بمساعدة الأمم المتحدة، والدول الشقيقة والصديقة.
المفقودون والاقتصاد
وقد بحث الوفد اللبناني في مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، بالإضافة إلى مطالبة السلطات السورية بالمساعدة في ملفات قضائية عدة، وتسليم المطلوبين للعدالة في لبنان، أبرزها تفجير مسجدي التقوى والسلام، وبعض الجرائم التي يُتهم بها نظام الأسد. كما جرى البحث في ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية. وعلى الصعيد الاقتصادي، فقد جرى البحث في التعاون بالمجالات المختلفة، وفتح خطوط التجارة والترانزيت، وفي استجرار النفط والغاز، والنظر في خطوط الطيران المدني. كما تم التطرق إلى البحث في الاتفاقيات بين البلدين والتي ينبغي إعادة النظر بها، ومن ضمنها المجلس الأعلى اللبناني السوري.
لجان وزارية
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من وزارات الخارجية، الدفاع، الداخلية والعدل لمتابعة كل الملفات ذات الاهتمام المشترك. على ان يستكمل البحث في ملفات أخرى من قبل، وزارات الاقتصاد، الأشغال العامة والنقل، الشؤون الاجتماعية والطاقة. مع الإشارة إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، ورفع العقوبات عنها، بما يسمح بالنهوض بالاقتصاد السوري ويفتح الطريق أمام الاستثمارات وإعادة الإعمار، ولما في ذلك ايضاً من منافع يستفيد منها لبنان وخصوصاً بما يتصل بالعمل على إعادة اللاجئين، وتسهيل عمليات التصدير اللبنانية براً، واستجرار الطاقة. وكانت الزيارة قد بدأت  بلقاء موسع بين الوفدين السوري واللبناني، تلاها مأدبة غداء ومن ثم عقدت خلوة بين الرئيسين الشرع وسلام استمرت أكثر من نصف ساعة. وقد وجه الرئيس سلام دعوة للرئيس الشرع ولوزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة لبنان.
ما مصير بلدية بيروت؟
وفيما تتهم مصادر التيار الوطني الحر، رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتراجع عن وعده للنائبين ادغار طرابلسي  ونقولا الصحناوي بتعديل القانون لضمان المناصفة، لفتت مصادر نيابية بارزة الى ان رئيس المجلس يخشى فتح باب النقاش حول التعديلات ما سيؤدي الى تطيير الانتخابات، خصوصا ان مطالبة المسيحيين باقرا المناصفة يقابل بمطالب سنية بتعديل صلاحيات محافظ بيروت الذي “يهيمن” على قرارات البلدية. وفيما تتواصل القوى السياسية الرئيسية لتشكيل لائحة موحدة عمادها جمعية المشاريع التي وعدت بتامين بلوك سني من 14 الف صوت للائحة، يعمل النائبان ابراهيم منيمنة وبولا يعقوبيان لتشكيل لائحة مضادة. وقد اعلن رئيس كتلة جمعية المشاريع النيابية النائب عدنان طرابلسي، بعد لقاء بري انه لا جلسة تشريعية لتأجيل الانتخابات او للتعديلات وتوافقنا على ان شاء الله هذه الانتخابات ستكون في وقتها وسنشارك بها بفعالية”. وأضاف “بيروت لها ميزة خاصة وبالتأكيد ان شاء الله تكون مناصفة والمشاركة تكون من جميع القوى الموجودة حاليا على الساحة”.
شهيد وجرحى للجيش
جنوبا، وأثناء إجراء وحدة مختصة من الجيش مسحا هندسيا لأحد المواقع في منطقة وادي العزية – صور، انفجر جسم مشبوه مما أدى إلى استشهاد عنصر من الوحدة وإصابة ثلاثة بجروح متوسطة، وقد نعت قيادة الجيش المعاون أول الشهيد فادي محمد الجاسم .وكانت قوة من جيش العدو الإسرائيلي قد توغلت بعد ظهر امس بسيارات مدنية وعسكرية باتجاه ضفاف نهر الوزاني، و أطلق جنود العدو رشقات نارية وقام بتمشيط باتجاه منطقة الحميض والمروج  عند اطراف بلدة علما الشعب في قضاء صور وسط تحليق للطيران الاستطلاعي في الاجواء.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى