سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: تهويل إعلامي بإنهاء مهمة “اليونيفل”.. وبيروت تستعد لاستقبال لودريان والشيباني

 

الحوارنيوز – خاص

رصدت صحف اليوم حقيقة ما نقله اعلام العدو من أن الولايات المتحدة تدرس احتمال انهاء مهمة قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان، وهو الأمر الذي نفاه متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية … الى جانب هذا العنوان ابرزت صحف اليوم زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان وما قد تحمله من مؤشرات ومعطيات جديدة على صعيدي تنفيذ قراري وقف النار وإعادة الاعمار..الى جانب زيارة هي الأولى الى لبنان لوزير خارجية سورية اسعد الشيباني.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: ترقّب التحركات الفرنسية والأميركية حيال لبنان… التهويل بـ”إنهاء” اليونيفيل حلقة تصعيدية جديدة

وكتبت تقول: لا يبدو المشهد الداخلي الخارج من أربعة أيام من عطلة عيد الأضحى، مريحاً على الإطلاق في ظل ما سبق وما واكب العطلة من تطورات مثيرة للقلق والمخاوف الإضافية حيال المناخ التصعيدي بين لبنان وإسرائيل. وبدا عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عشية عيد الأضحى الضاحية الجنوبية لبيروت، أن وتيرة التصعيد والتهديدات بالمضي قدماً في الغارات اتّخذت بعداً أشد خطورة على الصعيدين الميداني والديبلوماسي حين تصاعدت وتيرة “التبشير “الإسرائيلي بـ”إنهاء” مهمة وتفويض ووجود القوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل بـ”الاتفاق” بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. التهويل بهذا الاتجاه أو تسريب معطيات عنه قد تكون جادة، لم يُقابل بعد بالمعطيات الحاسمة التي من شأنها تبديد التداعيات السلبية الخطيرة التي يرتبها احتمال نسف مهمة اليونيفيل التي يعدّ وجودها ودورها في الجنوب أحد أبرز مضامين القرار الأممي 1701 كشاهد دولي وشريك للجيش اللبناني في إعادة بسط سلطة الشرعية بالكامل. فلا لبنان الرسمي تبلّغ أي معطيات جديّة عن هذا الاتجاه ولا الإدارة الأميركية أصدرت بياناً رسمياً واضحاً وقاطعاً عن حقيقة موقفها منه. ولذا بدا بديهيا ان تسود مخاوف ديبلوماسية مما قد يخطط لتعطيل دور اليونيفيل بعدا تصاعدت معالم “تقاطع” بين الاعداء على استهداف هذا الدور، إذ إنها تعرضت وتتعرض لاعتداءات ميدانية من إسرائيل ولمضايقات واعتراضات من “الأهالي” في مناطق نفوذ “حزب الله”، كما أن المعطيات عن الموقف الأميركي منها لا يشجع على إسقاط المخاوف على إنهاء دورها، علماً أن لبنان مدعوماً من الكثير من الدول يتمسك بدور اليونيفيل ووجودها من دون أي تعديل في صلاحياتها.
ومن غير المستبعد أن يطرح هذا الموضوع الطارئ في المحادثات التي سيجريها الموفدان الفرنسي والأميركي إلى بيروت في الأيام المقبلة، إذ يتوقع وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها، من اتفاق وقف النار مروراً بمصير اليونيفيل ووصولاً إلى الاقتصاد، كما يسود ترقّب لدقة ما ذكر عن زيارة مرتقبة للموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح “حزب الله” باعتبار أن بيروت لم تكن تبلغت قبل العطلة أي شيء رسمي عن هذه الزيارة المحتملة.
وفي إطار جولته العربية، يقوم رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم الثلاثاء بزيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة. ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي.
موقف اليونيفيل
ووسط تصاعد التهويل بإنهاء مهمة اليونيفيل، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي، “أنّ بقاءنا سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل” وقال: “ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوب لبنان ودعمنا له حجر الأساس في عملية انتشاره”، مشيرًا إلى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوب لبنان “يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان”.
وأضاف: “حريصون على ضمان الأمن والاستقرار في جنوب لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع”.
ولفت إلى أنّه “لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان”، مؤكدًا “أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي”، وقال: “أعدادنا لم تتغير جنوب لبنان حتى الآن”.
وأشار تيننتي إلى أنّ “48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق نوعاً من الأمل في منطقة جنوب لبنان”.
وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قال مساء الأحد الماضي، أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” ستنتهي بأنها “غير صحيحة”. وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن “هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل ولكن هذه التقارير غير صحيحة”.
في السياق، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلاً عن مصادر أميركية، أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”.
وكتبت الصحيفة: “الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات”اليونيفيل”، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات “اليونيفيل” يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب.
ووفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست” فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات “اليونيفيل”. وأضافت: “اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان”.
وفي سياق مواز، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، “أن الوحدة 127 التابعة لـ”حزب الله” التي قصفها الجيش الإسرائيلي قبل أيام تشرف على إنتاح المسيّرات محلياً. وأضافت: “مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية يستكملون تحقيقاتهم بشأن مسيّرات حزب الله محلية الصنع خلال الأيام المقبلة”. وأوضح أن “حزب الله دشّن خطوط إنتاج محلية للمسيّرات والصواريخ”.
غارات ومسيرات
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت قيادة الجيش أمس أن “مسيّرتين تابعتين للعدو الإسرائيلي سقطتا في بلدتَي حولا – مرجعيون وبيت ليف – بنت جبيل. وقد عملت دوريات من الجيش على تأمين محيط سقوطهما، ونقلهما إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليهما وإجراء اللازم بشأنهما”.
الى ذلك، ألقت محلّقتان إسرائيليتان قنبلتين في منطقتي رأس الناقورة، وبلدة راميا الحدوديتين من دون وقوع اصابات. وسجّل قيام جرّافات إسرائيلية تؤازرها قوة مدرعة بعملية تجريف في محيط الموقع الإسرائيلي المستحدث على مفرق موقع العباد بين بلدتي مركبا وحولا في قضاء مرجعيون. كما سجل تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي في أجواء معظم بلدات أقضية مرجعيون، النبطية والزهراني، على علو متوسط.
وعصراً، أفيد بأن مسيّرة إسرائيلية نفّذت غارة بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة على طريق وادي النميرية- زفتا قرب مسجد قيد الإنشاء. واشتعلت النيران بالسيارة المستهدفة التي دفعتها قوة الانفجار إلى جانب الطريق، وأفيد لاحقاً عن سقوط قتيل جراء الغارة. وسجل تحليق مُستمر للطيران المُسيّر الإسرئيلي على علو منخفض في أجواء النميرية بعد الغارة.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: أسعد الشيباني إلى بيروت: الملف الحدودي والموقوفون وهوية مزارع شبعا

وكتبت تقول: يتصرّف مسؤولون كبار في بيروت، على أن لبنان يقترب من مرحلة بالغة الصعوبة، سيّما أنّ هناك عملية تشكّل لواقع أمني – سياسي في المنطقة، يعمل تحت الوصاية الأميركية – السعودية،

يتصرّف مسؤولون كبار في بيروت، على أن لبنان يقترب من مرحلة بالغة الصعوبة، سيّما أنّ هناك عملية تشكّل لواقع أمني – سياسي في المنطقة، يعمل تحت الوصاية الأميركية – السعودية، وبشراكة واضحة مع إسرائيل. وبينما تتركّز الأنظار على الخطر الآتي من الجنوب وما يحضّر له العدو الإسرائيلي، فضلاً عن الحركة الدبلوماسية الغربية تجاه البلاد في هذا الشهر، بدأ الترقّب للزيارة المُفترضة لوزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إلى بيروت خلال الفترة المقبلة، وسط أجواء بأنه سيأتي مع وفد حكومي وإداري، في أول زيارة لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 كانون الأول العام الماضي.

الأسئلة بدأت تتوالى عن الملفات التي سيحملها الوزير السوري معه، وما يُمكِن أن تنتهي إليه، ذلك أن المحادثات الأمنية التي جمعت وزير الدفاع ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة في الرياض برعاية سعودية، لم تُترجم بشكل جدّي حتى الآن. ويُتوقع أن تسمح زيارة الشيباني بتوضيح الصورة بشكل أكبر، سيما أنها تأتي بعدَ قول الرئيس السوري أحمد الشرع إن «لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين».

وفضّلت أوساط رسمية لبنانية وضع الزيارة في إطار الإجراء الطبيعي والروتيني، خصوصاً أنها تأتي بعدَ الزيارات التي قامَ بها مسؤولون لبنانيون إلى سوريا وعلى رأسهم رئيس الحكومة نواف سلام. وكانَ لا بدّ لسوريا أن تتعامل بالمثل وأن ترسِل وفداً على مستوى رفيع لردّ الزيارة بالمعنى السياسي والبحث في العلاقات الثنائية والتشاور في نقاط عالقة تعني البلدين.

سوريا تدرس تعيين سفير جديد لها في لبنان ولا ترى أنها في وضع يسمح باستعادة قريبة للنازحين السوريين

لكنّ مصادر متابعة للملف الإقليمي تقول إن الزيارة تنطوي على أبعاد مختلفة، منها أنها تستهدِف استكمال الحوار الذي بدأ مع الرئيس سلام، ولا سيما في الملف القضائي الخاص بالموقوفين في سجون لبنان، حيث تطالب السلطات السورية بالإفراج عنهم، أو تسليمها من يُفترض به متابعة حكمه في سوريا. كذلك اهتمام دمشق بملف ترسيم الحدود البرية المشتركة وضبطها، إضافة إلى الملف الفلسطيني الذي تعتبر سوريا نفسها معنية به في لبنان. وقالت المصادر إن «سوريا بدأت تبحث في تعيين سفير جديد لها في لبنان، وإن الشيباني سيتحدّث في هذا الأمر مع المسؤولين اللبنانيين».

أما في ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين في لبنان، فإن نظرة دمشق لم تتغير، حيث تعتبر أن الدولة السورية غير قادرة على استعادتهم، خصوصاً أنها عاجزة عن تأمين المعيشة لهم، كما أنها غير قادرة على التجاوب مع الخطة التي كشف عنها الوزير طارق متري وقال إنها ستُعرض قريباً على مجلس الوزراء لإقرارها.

لكنّ الملف الأهم، يبدو أنه يتعلق بمزارع شبعا المحتلة، إذ يتردّد في الآونة الأخيرة على مسامع المسؤولين اللبنانيين عن نية سوريا الإعلان أنها أراضٍ سوريّة، ما قد يفتح نزاعاً بين البلدين، برغم أن جهات لبنانية كثيرة، لا تمانع في اعتبار هذه الأراضي سوريّة، لأن في ذلك ما يعطّل حجة المقاومة بالعمل على تحريرها.

وقالت المصادر إن «ملف شبعا نوقش سابقاً في الزيارات التي قام بها مسؤولون لبنانيون إلى سوريا، وإن الجانب السوري تحدّث عن عملية مقايضة تقوم على تنازل سوري في الحدود الشرقية لمناطق متاخمة للقلمون الغربي من بينها بلدات شيعية داخل الأراضي السورية مقابل تثبيت شبعا حتى تكون جزءاً من مرتفعات الجولان، وهذا التبادل هو بسبب الوثاثق التي تؤكد أن المزارع هي جزء من قضاء حاصبيا».

أما عن الشق الآخر من الزيارة، فهو يتعلق بالتموضع الجديد لسوريا. وتشير مصادر مطّلعة إلى أن «القيادة السعودية طلبت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للمملكة تفويضها بالملفين السوري واللبناني، على أن تكون هي عرّابة التفاهم لحكومة البلدين ومرجعيتهما السنّية».

وتقول المصادر إن «الرياض حالياً لديها نفوذ لا يستهان به في سوريا، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالملف اللبناني، حيث يتصرف معها المسؤولون السوريون كمرجعية، وهي من يحدد جدول الأعمال السوري المرتبط في لبنان».

ودخل هذا الأمر، في إطار الدور السلبي الذي تقوم به المملكة في لبنان، حيث تؤكد مرجعيات أساسية في البلد أن الرياض تتقدّم الولايات المتحدة الأميركية في ضغوطها على لبنان وتحريك جماعتها في الداخل ضد حزب الله، وتمويل الحملات الإعلامية في وجهه.

من جهة ثانية، يتردّد أن زيارة أخرى لا تقلّ أهمية، قد تحصل إلى لبنان قريباً، حيث يجري الحديث عن احتمال قيام السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك بزيارة إلى لبنان، وأن الموفدة مورغان أورتاغوس قد ترافقه كآخر زيارة لها إلى لبنان.

وإذ تؤكد مصادر متابعة أن باراك سيزور لبنان نهاية الشهر الجاري، لكنّ لبنان لم يتبلّغ حتى الآن أي مواعيد رسمية، مشيرة إلى أن «الأجواء التي تسبق الزيارة، تشير إلى موقف أميركي سلبي من أداء الدولة اللبنانية تجاه حزب الله، خصوصاً أن التصور الأميركي كان يعتبر أن الدولة ستقوم بالعديد من الإجراءات في وقت سريع وهذا ما لم يحصل».

لودريان: المزيد من الضغوط

تضمّ الروزنامة اللبنانية هذا الشهر زيارة يجريها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت ويستهلّها اليوم الثلاثاء بلقاء المسؤولين من أجل بحث عدد من الملفات وعلى رأسها اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وترتيباته وإعادة الإعمار والإصلاحات.

وفيما قالت مصادر مطّلعة إنّ «زيارة لودريان تأتي في سياقها الطبيعي، خاصة أنّ فرنسا مهتمّة بالدرجة الأولى بملف إعادة الإعمار والحضور على الساحة اللبنانية وتثبيت هذا الحضور»، أكّدت أن «موضوع اليونيفل سيكون في صلب محادثات لودريان، حيث تحرص فرنسا على بقاء هذه القوات في جنوب لبنان وتعارض إنهاء دورها».

لكنّ هناك إشارات إلى أن الجانب الفرنسي يحاول إقناع الحكومة في لبنان باتخاذ خطوات أكثر فعالية في ملف سلاح حزب الله، من أجل ضمان التأييد الدولي للبنان، ومن أجل تسهيل حصوله على دعم اقتصادي عربي ودولي.

 

  • صحيفة الديار عنونت: «اليونيفيل» مادة للابتزاز… و3 لاءات لرئيس الجمهورية

لا تعويل على زيارة لودريان… ولا مواعيد للاميركيين
حركة المطار مُمتازة… ومُؤتمر استطلاعي للاعمار اليوم

وكتبت تقول: بانتظار وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، دون التعويل كثيرا على نتائج زيارته، لان باريس لا تبادر ولا تملك ادوات الضغط على “اسرائيل”، على الرغم من تمايز الموقفين الفرنسي والأميركي من الغارات “الإسرائيلية” على الضاحية الجنوبية التي أدانتها باريس وأيّدتها واشنطن، تكثر المعلومات عن زيارات لمسؤولين اميركيين لم تحدد مواعيدها بعد، في ظل حملة التهويل الاميركية على الدولة اللبنانية، عبر التسريبات الاعلامية الممنهجة داخل لبنان وخارجه، بان واشنطن ستتخلى عن الاهتمام بالملف اللبناني اذا لم يلتزم بشرطي نزع السلاح والاصلاحات، وتتركه لمصيره لمواجهة “اسرائيل”، بات “كالاسطوانة المشروخة” والمملة لتعبئة الفراغ، في ظل عدم الاكتراث الاميركي الواقعي بالساحة اللبنانية، حيث يتقدم الملف الايراني المشهد، بعدما تم تلزيم سوريا لحلفاء واشنطن في المنطقة، فيما يقبع لبنان على “رصيف” انتظار ما ستؤول اليه التطورات، على وقع رفع سقف الضغوط السياسية والديبلوماسية، عبر التهديد الكلامي لا الاجرائي حتى الآن، بعدم التمديد “لليونيفيل” والضغط العسكري، من خلال منح “اسرائيل” الضوء الاخضر لاستباحة السيادة اللبنانية، دون معرفة المدى الذي يمكن ان يصل اليه التصعيد.
لا مواعيد للزيارات
وفي ظل هذا الابتزاز الاميركي، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان الإدارة الأميركية لم تحدد بعد موعد زيارة مسؤول الملف السوري توم برّاك إلى بيروت، لمعالجة الملفات المتعلقة بلبنان، وهو لن يحضر إلى لبنان قبل نهاية حزيران او بداية الشهر المقبل.
وثمة تسريبات ايضا عن زيارة مرتقبة لمستشار ترامب للشؤون الافريقية مسعد بولس، لنقل رسالة متشددة الى المسؤولين اللبنانيين.
“غضب” في بعبدا
وبالانتظار، يغادر رئيس الجمهورية الى الاردن اليوم، وقد فسرت مصادر سياسية البيان “الغاضب”  للرئيس عقب الاعتداءات على الضاحية الجنوبية ، بان ثمة قناعة راسخة باتت تتشكل في بعبدا، بان واشنطن تراوغ وتسمح لـ “اسرائيل” بتخريب اي تفاهم لبناني- لبناني حول السلاح، وهي لا تريده ان ينجح لتبقى السيادة اللبنانية مستباحة، وتستمر في اعتداءاتها وغاراتها، والرئيس غير مقتنع تماما بان واشنطن لا تستطيع الحد من العربدة “الاسرائيلية”.
وفي هذا السياق، وضع الرئيس ثلاث لاءات: لا مجال للرضوخ وللابتزاز، ولا تعديل للاولويات اللبنانية، ولا تخريب للسلم الاهلي.
مهمة الجيش الوطنية
وردا على كل من يتحدث عن تحول الجيش الى “كشافة” لدى “اسرائيل” ترسله حيث تشاء، فان المصادر تؤكد ان ما يقوم به الجيش هو اشرف مهمة وطنية، لسحب الذرائع وحماية الناس وارزاقهم، ومنع الاعتداء على المناطق اللبنانية، على الرغم من ادراك القيادة ان جيش العدو لا امان له، لكنها تحاول القيام بواجباتها على الرغم من المخاطر، ولن يكون الجيش يوما الا تحت امرة القيادة السياسية، ومهمته الاولى والاخيرة حماية الشعب اللبناني.
وضع اقليمي دقيق
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” الصهيونية نقلا عن مسؤولين “إسرائيليين” ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ناقش مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية امس، القضية النووية الإيرانية، وتعثر المفاوضات بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
في المقابل اعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ان بنوك الأهداف “الإسرائيلية” على طاولة القوات المسلحة الإيرانية، ولفت الى ان الحصول على معلومات استخباراتية عن منشآت “إسرائيل” النووية سيجعل ردنا بالمثل دقيقا”.
لا ثقة بوزير الخارجية؟
اذا ثمة شيء ما يدور وراء الكواليس ستتضح معالمه في الايام والاسابيع المقبلة، وسيكون لبنان احدى الساحات التي ستتأثر سلبا او ايجابا بها. وفي الانتظار، لبنان الرسمي لم ينته بعد من اعداد رسالته الى مجلس الامن حول التمديد لقوات “اليونيفيل”، بانتظار تسمية رئيس الحكومة نواف سلام لمندوبه الى اللجنة المؤلفة في ممثلين عن الرؤساء الثلاثة ووزير الدفاع وقائد الجيش، للاعداد لوثيقة رسمية موحدة بهذا الشان.
ووفق المعلومات، فان المشكلة لا تكمن في التـأخير، لان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون لودريان للتنسيق معه، لكن ما يحصل مؤشر على انعدام الثقة بوزير الخارجية يوسف رجي، الذي يدير الوزارة بعقلية حزبية غير منضبطة، باتت تثير استياء بعبدا على نحو غير مسبوق، خصوصا ان الوزير لم يلتزم بوعده للرئيس بالانضباط تحت السقف الحكومي.
واشنطن تنفي..!
وبعد ساعات على التسريبات “الاسرائيلية” عن توافق مع واشنطن على الغاء مهمة “اليونيفيل” في لبنان،أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن إسمه، أن التقارير التي تتحدث عن ذلك بأنها “غير صحيحة”، وقال أن “هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل، ولكن هذه التقارير غير صحيحة”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى