قالت الصحف: بين إجتهادات متخيّلة ووقائع بيّنة .. لا حكومة خلال اليومين المقبلين!
الحوارنيوز – خاص
تراوحت افتتاحيات صحف اليوم بين المتخيّل والتمنيات وبين الوقائع.
صحيفة "النهار" كتبت تقول:" هل تولد الحكومة هذا الاسبوع؟ جواب المعنيين نعم، لكن ولادتها مستبعدة اليوم وغداً. والاسباب كثيرة، منها الداخلي الاكيد والخارجي المرجح. وعلى رغم التأكيدات ان العقد داخلية موضعية، بدأ البعض يهمس بأن حكومة التكنوقراط الصافية التي كانت تصح قبل اغتيال قائد "فيلق القدس" الايراني الجنرال قاسم سليماني لم تعد تصح في مواجهة المرحلة المفتوحة على كل احتمالات التصعيد.
ويعتقد بعض المتابعين للتطورات انه اذا لم تتمكن الحكومة من ان تبصر النور في اليومين المقبلين، فان الموعد قد يرحل الى أمد بعيد، ما يعني ربط ولادتها بالصراعات الاقليمية والدولية، الامر الذي يدخلها، ويدخل البلد معها، في النزاع الذي استفحل باغتيال سليماني، مع تشدد "حزب الله" في "الورقة الحكومية" لمزيد من الامساك بها، واعتبارها احدى اوراق التفاوض وشد الحبال الاقليمية. وبذلك تسقط ورقة التين عن حكومة التكنوقراط المفترضة، ويصير الرئيس المكلف حسان دياب في مواجهة الاختبار الصعب الذي قد يدفعه هذه المرة الى الانسحاب من الحلبة حاملاً لقب دولة الرئيس من دون حكومة. فاي تعديل في الشكل يستجيب للتطورات يعني نسفاً كاملاً لكل التشكيلات والتركيبات، ويعيد صقور الاحزاب الى الطاولة الوزارية، سيلقى بالتأكيد انتفاضة شارعية مضادة، لن تنفع معها محاولات القمع تحت عناوين ضرورات المرحلة والاوضاع الاقليمية.
واذا كان البعض رأى في خطاب السيد حسن نصرالله خلال حفل تأبين لسليماني أمس "قصفاً لمشروع تأليف حكومة حتّى من لون واحد"، باعتبارها ستكون حكومة حرب ومواجهة لا قدرة للرئيس المكلف وتشكيلاته المتعددة على تحملها، فان الدوائر السياسية بدت مرتبكة حيال التطورات المتسارعة، ففيما عكفت دوائر على تقويم الخطاب وتداعياته في ظل الصراع المحتدم بين مشروعين متباعدين، اعتبرت مصادر أن "حزب الله قد يعجل في ولادة الحكومة لان حكومة تصريف الاعمال تحمل المتناقضات ولم يعد ممكناً احياؤهاً، وتالياً فإن استيلاد الحكومة افضل من اللاحكومة، خصوصا ان الحكومة المنتظرة متجانسة في الحد الادنى". لكن مصادر اخرى تخوفت من "تأثير سلبي للتطورات، لا يساعد في ولادة حكومة ولا في انطلاقتها اذا ما ولدت، ما يدفع الى فوضى اجتماعية واقتصادية ربما كان بعض الغرب يريدها للبنان".
وتحت عنوان "حرب التحرير الكبرى" كتبت "الاخبار" في افتتاحيتها المحلية:" أنذر تسارع الأحداث في اليومين الأخيرين، ولا سيما بعد اغتيال الولايات المتحدة الأميركية قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، بأن التطورات السياسية ستفرض نفسها على طريقة تأليف الحكومة اللبنانية و"نوعية" وزرائها. ذلك انطلاقاً من صعوبة مواجهة الوضع القائم والمعادلة التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس، من خلال حكومة اختصاصيين حياديين. فأي حكومة من هذا النوع ستصل عاجزة عن اتخاذ قرار سياسي في حال احتدام المواجهات في المنطقة والموقف اللبناني منها. ورغم التداول بمعلومات تتحدث عن صدور مراسيم حكومة حسان دياب نهار الثلاثاء كحدّ أقصى، جزمت مصادر واسعة الاطلاع في 8 آذار بأن لا حكومة في اليومين المقبلين. أولاً، لأن العقدة الأساسية في ما يتعلق بالأسماء المسيحية وحقائبهم لا تزال موجودة وتحتاج الى المزيد من المشاورات؛ ولأن الأقطاب الدروز يعترضون على طريقة توزيع الحقائب. ورداً على سؤال حول مصلحة فريق 8 آذار في الذهاب نحو حكومة بأسرع وقت قبل حصول تطورات تُصعّب تأليفها، أشارت المصادر الى أن "عملية الاغتيال التي حصلت غيّرت المعادلات، ولا يمكن اليوم الجزم إن كان التأليف يصبّ في مصلحتنا أو لا".
وزاد من تعقيد مشهد تأليف الحكومة إعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، فجر اليوم، "الامتناع" (لم يذكر عن ماذا، لكن يُعتقد أنه يقصد الامتناع عن المشاركة في الحكومة)، في تغريدة قال فيها: "لقد وصلتنا رسالة الممانعة في محاولتها لتشكيل وزارة اللون الواحد التي أغلبها من الفاشلين وتجار العقارات وغير العقارات، ويا لها من آخرة لهذا العهد، ولم نعد نفهم من يمثّله أو يقوده. افعلوا ما تشاؤون، وسنمتنع على طريقتنا ونواجه هذه الحفلة من التزوير والتحريف، بغضّ النظر عن أصوات التشكيك".
بدورها عنونت "اللواء": " الخلافات تعصف بالتأليف والوزارات السيادية خارج التفاوض والتيار العوني يعود الى نغمة المعايير لإضعاف حصة الرئيس المكلف" وكتبت تقول:" تطوران أحدهما دولي – إقليمي، تمثل بالاشتباك الهائل بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، بلغة الحديد والنار، بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد لواء القدس في الحرس الثوري، وتوعد أطراف المحور الجيش الأميركي بدفع الثمن، تحت عنوان استراتيجي كبير، يتعلق بالتواجد والنفوذ من بغداد إلى عواصم الشرق الأوسط، والثاني يتعلق بخروج الخلاف بين الرئيس المكلف حسان دياب ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يفاوض عن كتلته وتياره، وايضاً عن بعبدا.
ومرد الخلاف يتعلق بإصرار الرئيس دياب على ان تكون وزارة الخارجية من حصة الرئيس المكلف، وهو اقترح لها وزير المال السابق دميانوس قطار، من أجل الاستفادة من عمله في بعض دول الخليج لخدمة المساعدات للبنان، في حين أصرّ الوزير باسيل على التمسك بالوزارة، مرشحاً لها السفير السابق ناصيف حتي، رافضاً ان تكون وزارة الداخلية من حصة التيار الوطني الحر..
ومن شأن ذلك ان يفتح الباب على تمديد المهلة المتوقعة لتأليف الحكومة، والرهان على قدرة الرئيسين ميشال عون ودياب على احتواء الخلافات بين مكونات الحكومة العتيدة، في وقت لا تعتبر مصادر مواكبة ان المسألة في الأولويات كيفما اتفق، مع تقديم ما يلزم لإنجاز التأليف، ربما ضمن رؤية تشاكل الوضع المستجد في المنطقة.. بعد مرور أكثر من أسبوعين علي تكليف دياب تأليف الحكومة في 19 ك1 2019، وذلك عبر الإسراع بتأليف الحكومة، وتذليل العقد المتعلقة بتمثيل المكونات وحسم الأسماء، واسقاطها على الحقائب.
وعلمت "اللواء" ان الوزارات السيادية الأربع خارج التفاوض، مع المكونات الحزبية والكتل الكبرى، لا سيما التيار الوطني الحر، حيث ذكرت المعلومات ان دولة كبرى معنية أعلنت رفضها القاطع ان تكون ايا من الوزارات الثلاث: الدفاع، الخارجية، الداخلية من حصة التيار الوطني الحر، خلافاً لما كان عليه الوضع في الحكومة المستقيلة.
وكان الخلاف احتدم بين الرئيس المكلف والوزير باسيل، الذي طالب بوحدة معايير لاختيار الأشخاص الذين سيتولون الحقائب، بحيث يكون من بين هذه المعايير خلو الحكومة من وزراء سابقين بصرف النظر عن تاريخ توزيرهم بدليل ان الشخصيات المرشحة من قبل التيار العوني ليسوا بوزراء سابقين، في محاولة لاستبعاد كل من الوزيرين دميانوس قطار وزياد بارود.